جزء : ٧ رقم الصفحة : ٤٤٤
وقد صح أن ذا القرنين لما دخل الظلمات قال لعسكره ليرفع كل منكم من الأحجار التي تحت أقدام الافراس فإنها جواهر فمن رفع بلغ نهاية الغنى ومن خالف وأنكر ندم وبقي في التحسر أبداً :
كاشكى بهر امتحان بارى
كردمى نان ذخيره مقدارى
تا كنون نقد وقت من كشتى
وقتم اينسان بمقت نكذشتى
كاشكى كزكهر بكردم بار
برسكندر نكردمى انكار
تانيفتادمى ازان تقصير
در حجاب وخجالت وتشوير
٤٦٦
آين بود حال كافر ومسلم
كاو درين تنك موطن ومظلم
ون رشيد ازخدا كتاب ورسول
آن برد يش رفت اين بقبول
نزدند از سر فساد وغلو
كافران جز در عناد وعتو
مؤمنان كرده در يمبر روى
هم سمعنا وهم أطعنا كوى
شد بلايا نهايت انكار
شد عطايا نهايت اقرار
ومن الله التوفيق بطريق التحقيق ﴿وَلَقَدْ نَادَاـانَا نُوحٌ﴾ نوع تفصيل لحسن عاقبة المنذرين بالكسر وسوء خاتمة المنذرين بالفتح.
والنداء الدعاء بقرينة فلنعم المجيبون.
والمعنى وبالله لقد دعانا نوح وهو أول المرسلين حين يئس من إيمان قومه بعدما دعاهم إليه أحقاباً ودهوراً فلم يزدهم دعاؤه إلا فراراً ونفوراً فأجبناه أحسن الإجابة حيث أوصلناه إلى مراده من نصرته على أعدائه والانتقام منهم بأبلغ ما يكون ﴿فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ أي : فوالله لنعم المجيبون نحن نحذف ما حذف ثقة بدلالة ما ذكر عليه والجمع دليل العظمة والكبرياء ﴿وَنَجَّيْنَـاهُ﴾ (التنجية : نجات دادن) ﴿وَأَهْلَهُ﴾ (وكسان او) ﴿مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ﴾ (ازاندوه بزرك) أي : من الغرق أو من أذى قومه دهراً طويلاً.
والكرب الغم الشديد والكربة كالغمة وأصل ذلك من كرب الأرض وهو قلبها بالحفر فالغم يثير النفس إثارة ذلك ويصح أن يكون الكرب من كربت الشمس إذا دنت للمغيب ﴿وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ﴾ نسله ﴿هُمُ﴾ فحسب ﴿الْبَاقِينَ﴾ حيث أهلكنا الكفرة بموجب دعائه رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً.
وقد روي أنه مات كل من كان معه في السفينة غير أبنائه وأزواجهم وهم الذين بقوا متناسلين إلى يوم القيامة.
قال قتادة : إنهم كلهم من ذرية نوح وكان له ثلاثة أولاد : سام وحام ويافث.
فسام أبو العرب وفارس والروم واليهود والنصارى.
وحام أبو السودان من المشرق إلى المغرب والسند والهند والنوبة والزنج والحبشة والقبط والبربر وغيرهم.
ويافث أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٤٤٤
قال في "كشف الأسرار" :(أصحاب التورايخ كفتند فرزاندن يافث هفت بودند نامهاى ايشان ترك وخزر وصقلاب وتاريس ومنسلك وكمارى وصين ومسكن ايشان ميان مشرق ومهب شمال بود وهره ازين جنس مردم اند از فرزندان اين هفت برادرانند وهمنين فرزندان حام بن نوح هفت بودند نامهاى ايشان سند وهند وزنج وقبط وحبش ونوب وكنعان ومسكن ايشان ميان نوب ودبور وصبابود وجنس سياهان همه ازفرزندان اين هفت برادرانند اما فرزندان سام ميكويند ن بودند وقومى ميكويندكه هفت بودندارم وارفخشد وعالم ويفر واسود وتارخ وتورخ ارم درعاد وثمود بودار فحشد بدر عرب بود از ايشان فالغ وقحطان بود فالغ جد ابراهيم عليه السلام قحطان ابو اليمن بود وعالم بدر خراسان واسود در فارس ويفر در روم بود وتورخ در ارمين بود صاحب ارمينيه وتارخ در كرمان بود وابن ديار واقطاع همه بنام ايشان باز ميخوانند وبعد ازنوع خليفه وى سام بود برسر فرزندان نوح فرمانده بود وكارساز ومسكن وى زمين عراق بود وايران شهر) وقيل يشتوا بأرض خوخى ويصيف بالموصل (ونوح راسرهارمين بودنام او يام) وهو الغريق
٤٦٧
ولم يكن له عقب ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ﴾ أبقينا على نوح ﴿فِى الاخِرِينَ﴾ من الأمم وبالفارسية :(درميان سينيان) ﴿سَلَـامٌ عَلَى نُوحٍ﴾ أي : هذا الكلام بعينه وهو وارد على الحكاية كقولك قرأت سورة أنزلناها فلم ينتصب السلام لأن الحكاية لا تزال عن وجهها.
والمعنى يسلمون عليه تسليماً ويدعون له على الدوام أمة بعد أمة ﴿فِى الْعَـالَمِينَ﴾ بدل من قوله في الآخرين لكونه أدل منه على الشمول والاستغراق لدخول الملائكة والثقلين فيه.
والمراد الدعاء بثبات هذه التحية واستمرارها أبداً في العالمين من الملائكة والثقلين جميعاً.
وفي "تفسير القرطبي" جاءت الحية والعقرب لدخول السفينة فقال نوح : لا أحملكما لأنكما سبب الضر والبلاء فقالا : احملنا فنحن نضمن لك أن لا نضر أحداً ذكرك فمن قرأ حين يخاف مضرتهما ﴿سَلَـامٌ عَلَى نُوحٍ فِى الْعَـالَمِينَ﴾ لم يضراه ذكره القشيري.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٤٤٤