﴿وَصَاحِبْهُمَا﴾ (ومصاحبت كن با يشان ومعاشرت) ﴿فِى الدُّنْيَا﴾ صحاباً ﴿مَعْرُوفًا﴾ ومعاشرة جميلة يرتضيه الشرع ويقتضيه الكرم من الإنفاق وغيره وفي الحديث :"حسن المصاحبة أن يطعمهما إذا جاعا وأن يكسوهما إذا عريا" فيجب على المسلم نفقة الوالدين ولو كانا كافرين وبرهما وخدمتهما وزيارتهما إلا أن يخاف أن يجلباه إلى الكفر وحينئذٍ يجوز أن لا يزورهما ولا يقودهما إلى البيعة لأنه معصية ويقودهما منها إلى المنزل.
وقال بعضهم : المعروف ههنا أن يعرفهما مكان الخطأ والغلط في الدين عند جهالتهما بالله.
قال في "المفردات" : المعروف اسم لكل فعل يعرف بالعقل والشرع حسنه والمنكر ما ينكر بهما ولهذا قيل للاقتصاد في الجود معروف لما كان ذلك مستحناً في العقول بالشرع ﴿وَاتَّبِعْ﴾ في الدين ﴿سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَىَّ﴾ رجع بالتوحيد والإخلاص في الطاعة وهم المؤمنون الكاملون ﴿ثُمَّ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ﴾ مرجعك ومرجعهما ﴿فَأُنَبِّئُكُم﴾ عند رجوعكم ﴿بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ بأن أجازي كلاً منكم بما صدر عنه من الخير والشر، وبالفارسية :(س آكاه كنم شمارا بياداش آن يزكه مى كرديد) ونزلت الآية في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من العشرة المبشرة حين أسلم وحلفت أمه أن لا تأكل ولا تشرب حتى يرجع عن دينه (آورده اندكه مادر سعد سه روزنان
٧٩
وآب نخورد تادهن او بوى بشكافتند وآب دران ريختند وسعد ميكفت اكر اورا هفتاد روح باشد ويك بيك اكر قبض كنند يعني بفرض اكر هفتاد باربميرد من از دين اسلام بر نمى كردم) وقد سبقت قصته مع فوائد كثيرة في أوائل سورة العنكبوت.
واعلم أن أهم الواجبات بعد التوحيد بر الوالدين.
ـ روي ـ أن رجلاً قال : يا رسول الله إن أمي هرمت فأطعمها بيدي وأسقيها وأوضئها وأحملها على عاتقي فهل جازيتها حقها؟ قال عليه السلام :"لا ولا واحداً من مائة" قال : ولم يا رسول الله قال :"لأنها خدمتك في وقت ضعفك مريدة حياتك وأنت تخدمها مريداً مماتها ولكنك أحسنت والله يثيبك على القليل الكثير"، قال الشيخ سعدي :
جوانى سرازراى مادر بتافت
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٦٢
دل درد مندش بآزر بتافت
و بياره شد يشش آورد مهد
كه اى سست مهر وفراموش عهد
نه كريان ودرمانده بودى وخرد
كه شبها زدست تو خوابم نبرد
نه در مهد نيروى حالت نبود
مكس راندن ازخود مجالت نبود
توانى كه از يك مكس رنجه
كه امروز سالار سر نه
بحالى شوى باز در قعر كور
كه نتوانى ازخويشتن دفع مور
دكرديده ون بر فروزد راغ
و كرم لحد خورد يه دماغ
و وشيده شمى نه بينى كه راه
نداند همى وقت رفتن زاه
توكر شكر كردى كه باديده
وكونه توهم شم وشيده
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول :"لولا أني أخاف عليكم تغير الأحوال عليكم بعدي لأمرتكم أن تشهدوا لأربعة أصناف بالجنة : أولهم امرأة وهبت صداقها لزوجها لأجل الله وزوجها راض، والثاني ذو عيال كثير يجتهد في المعيشة لأجلهم حتى يطعمهم الحلال، والثالث : التائب من الذنب على أن لا يعود إليه أبداً كاللبن لا يعود إلى الثدي، والرابع البار بوالديه" ثم قال عليه السلام :"طوبى لمن بر بوالديه وويل لمن عقهما".
وعن عطاء بن يسار أن قوماً سافروا فنزلوا برية فسمعوا نهيق حمار حتى أسهرهم فلما أصبحوا نظروا فرأوا بيتاً من شعر فيه عجوز فقالوا : سمعنا نهيق حمار وليس عندك حمار فقالت : ذاك ابني كان يقول لي يا حمارة فدعوت الله أن يصيره حماراً فذاك منذ مات ينهق كل ليلة حتى الصباح.
وعن وهب لما خرج نوح عليه السلام من السفينة نام فانكشفت عورته وكان عنده حام ولده فضحك ولم يستره فسمع سام ويافث صنع حام فألقيا عليه ثوباً فلما سمعه نوح قال : غير الله لونك فجعل السودان من نسل حام فصار الذل لأولاده إلى يوم القيامة، قال الحافظ :
دخترانرا همه جنكست وجدل بامادر
سرانرا همه بدخواه در مى بينم
ثم إن الآية قد تضمنت النهي عن صحبة الكفار والفساق والترغيب في صحبة الصالحين فإن المقارنة مؤثرة والطبع جذاب والأمراض سارية.
وفي الحديث :"لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن ساكنهم أو جامعهم فهو منهم وليس منا" أي : لا تسكنوا مع المشركين في المسكن
٨٠
الواحد ولا تجتمعوا معهم في المجلس الواحد حتى لا تسري إليكم أخلاقهم الخبيثة وسيرهم القبيحة بحكم المقارنة :
باد ون برفضاى بد كذرد
بوى بدكيرد از هواى خبيث
قال إبراهيم الخواص قدس سره داوء القلب خمسة : قراءة القرآن بالتدبر، وإخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع إلى الله تعالى عند السحر، ومجالسة الصالحين :
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٦٢
ى نيك مردان ببايد شتافت
كه هركه اين سعادت طلب كرد يافت
وليكن تو دنبال ديو خسى
ندانم كه در صالحان كى رسى
كذا في "البستان".