يقول الفقير : هذا الحضور في مقام الهيبة من صفات المقربين.
وكان إبراهيم عليه السلام إذا صلى يسمع غليان صدره وذلك من استيلاء الهيبة عليه وهذا الغليان يقال له برهان الصدر وقع لنبينا عليه السلام في مرتبة الأكملية فواعجبا لأمثالنا كيف لا ينجع فينا الوعظ ولا يأخذ بنا معاني اللفظ وليس إلا من الغفلة والنسيان وكثرة العصيان.
تا نيابى رتبه لقمانرا
آتش هيبت نسوزد جانرا
جان عاشق همو روانه بود
نزد شمع آيدا كر سوزان شود
ومن وصايا لقمان ما قال في "كشف الأسرار" :(لقمان سر خويش را ندداد ووصيت كردكه اى سر بسورها مروكة ترا رغبت دردنيا بديد آيد وأخرى بردل توفراموش كردد وكفت كه اى سر كر سعادت آخرت ميخواهى وزهد دردنيا به تشييع جنازها بيرون شو ومرك رايش شم خويش دار ودر دنيا مباش كه عيال ووبال مردم شوى از دنيا قوت ضروري بردار وفضول بكذار وزاننك زنان تاتوانى بر حذر باش وبرزنان بد فرياد خواه بالله كه ايشان دام شيطانند وسبب فتنه) يا بُنَىَّ أَقِمِ الصَّلَواةَ} التي هي أكمل العبادات تكميلاً لنفسك من حيث العمل بعد تكميلها من حيث العلم والاعتقادات لأن النهي عن الشرك فيما سبق قد تضمن الأمر بالتوحيد الذي هو أول ما يجب على الإنسان.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٦٢
وفي "التأويلات النجمية" أدمها وإدامتها في أن تنتهي عن الفحشاء والمنكر فإن الله وصف الصلاة بأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر فمن كان منتهياً عنهما فإنه في الصلاة وإن لم يكن على هيئتها ومن لم يكن منتهياً عنهما فليس في الصلاة وإن كان مؤدياً هيئتها انتهى.
ومن وصايا لقمان ما قال في "كشف الأسرار" :
٨٢
(اى سر روزه كه دارى نان دار كه شهوت ببرد نه قوت ببرد وضعيف كند تا ازنماز بازمانى كه بنزديك خدانماز دوستر ازروزه) وذلك لأن الصوم والرياضات لإصلاح الطبيعة وتحسين الأخلاق وأما الصلاة فلإصلاح النفس التي هي مأوى كل شر ومعدن كل هوى وما عبد إله أبغض إلى الله من الهوى ﴿وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ بالمستحسن شرعاً وعقلاً وحقيقته ما يوصل العبد إلى الله ﴿وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ أي : عن المستقبح شرعاً وعقلاً وتكميلاً لغيرك وحقيقته ما يشغل العبد عن الله ﴿وَاصْبِرْ﴾ الصبر حبس النفس عما يقتضي الشرع أو العقل الكف عنه ﴿عَلَى مَآ أَصَابَكَ﴾ من الشدائد والمحن كالأمراض والفقر والهم والغم لا سيما عند التصدي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أذى الذين تأمرهم بالمعروف وتبعثهم على الخير وتنهاهم عن المنكر وتزجرهم عن الشر ﴿إِنَّ ذَالِكَ﴾ المذكور من الوصايا وهو الأمر والنهي والصبر ﴿مِنْ عَزْمِ الامُورِ﴾ العزم والعزيمة عقد القلب على إمضاء الأمر وعزم الأمور ما لا يشوبه شبهة ولا يدافعه ريبة.
وفي الخبر "من صلى قبل العصر أربعاً غفر الله له مغفرة عزماً" أي : هذا الوعد صادق عزيم وثيق وفي دعائه عليه السلام :"أسألك عزائم مغفرتك" أي : أسألك أن توفقني لَلأعمال التي تغفر لصاحبها لا محالة وأطلق المصدر أي : العزم على المفعول أي : المعزوم.
والمعنى من معزومات الأمور ومقطوعاتها ومفروضاتها بمعنى مما عزمه الله أي : قطعه قطع إيجاب وأمر به العباد أمراً حتماً ويجوز أن يكون بمعنى الفاعل أي : من عازمات الأمور وواجباتها ولازماتها من قوله فإذا عزم الأمر أي : جد.
وفي هذا دليل على قدم هذه الطاعات والحث عليها في شريعة من تقدمنا وبيان لهذه الأمة أن من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ينبغي أن يكون صابراً على ما يصيبه في ذلك إن كان أمره ونهيه لوجه الله لأنه قد أصابه ذلك في ذات الله وشأنه.
وإشارة إلى أن البلاء والمحنة من لوازم المحبة فلا بد للمريد الصادق أن يصبر على ما أصابه في أثناء الطلب مما ابتلاه الله به من الخوف من الأعداء في الظاهر والباطن والجزع من الجوع الظاهر عند قلة الغذاء للنفس ومن الباطن عند قلة الكشوف والمشاهدات التي هي غذاء للقلب ونقص من الأموال والأنفس من مفارقة الأولاد والأهالي والإخوان والأخدان والثمرات.
يعني : ثمرات المجاهدات وبشر الصابرين على هذه الأحوال بأن عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون إلى الحضرة.
ومن وصايا لقمان على ما في "كشف الأسرار" (اى سر مبادا كه ترا كارى يش آيد از محبوب ومكروه كه تونيز در ضمير خود نان دانى كه خير وصلاح تو در آنست سر كفت اى در من أين عهد نتوانم داد تا آنكه بدانم كه آنه كفتى نانست كه توكفتى در كفت الله تعالى يغمبر مى فرستاداست وعلم وبيان آنه من كفتم باوى است تاهردو نزديك وى شويم وازوى برسيم هردو بيرون آمدند وبر مركوب نشستند وآنه دربايست بود ازتوشه وزاد سفر برداشتند بيابانى دريش بود مركوب همى راندند تاروز بنماز يشين رسيد وكرما عظيم بود آب وتوشه سرى كشت وهي نماند هر دو ازمركوب فرود آمدند وياده بشتاب همى رفتند نا كاه لقمان دريش نكرست سياهى ديد ودود بادل خويش كفت آن
٨٣
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٦٢


الصفحة التالية
Icon