سورة ص
مكية آيها ست أو ثمان وثمانون
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٥٠٠
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢
﴿﴾ : خبر مبتدأ محذوف ؛ أي : هذه سورة ص كما مرّ في أخواته :(يعني برآنندكه حروف مقطعة براى اسكات كفارست كه هروقت كه حضرت محمد عليه السلام در نماز وغير آن قرآن بجهر تلاوت فرمودي إيشان أزروى عناد صفير زدندى ودست وبردست كوفتندى تا آن حضرت درغلط افند حق سبحانه وتعالى اين حروف فرستاد تا ايشان بعد آز استماع آن متأمل ومتفكر شده از تغليظ باز مي ماندند).
وقال الشعبي : إنتعالى في كل كتاب سراً وسره في القرآن فواتح السور.
وقال بعضهم :﴿﴾ : مفتاح اسمه الصادق والصبور والصمد والصانع.
وفي "التأويلات النجمية" : يشير إلى القسم بصاد صمديته في الأزل وبصاد صانعيته في الوسط ويصاد صبوريته إلى الأبد وبصاد صدق الذي جاء بالصدق وصاد صديقية الذي صدق به وبصاد صفوته في مودته ومحبته.
هـ.
وقال ابن جبير رضي الله عنه :﴿﴾ يحيي الله به الموتى بين النفختين.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما :﴿﴾ كان بحراً بمكة وكان عليه عرش الرحمن إذ لا ليل ولا نهار.
وفي بعض المعتبرات : كان جبلاً بمكة ومضى شرح هذا الكلام في أول ﴿الاماص﴾.
وقيل في ﴿﴾ : معناه أن محمداً عليه السلام صاد قلوب الخلائق، واستمالها حتى آمنوا به كما قال في إنسان العيون، ومما لا يكاد يقضى منه العجب حسن تدبيره عليه السلام للعرب الذين هم كالوحوش الشاردة كيف ساسهم واحتمل جفاءهم وصبر على أذاهم إلى أن انقادوا إليه واجتمعوا عليه صلى الله عليه وسلّم واختاروه على أنفسهم، وقاتلوا دونه أهلهم وآباءهم وأبناءهم وهجروا في رضاه أوطانهم.
انتهى.
يقول الفقير أغناه الله القدير : سمعت
شيخي وسندي قدس سره، وهو يقول : إن قوله تعالى ﴿ق﴾ إشارة إلى مرتبة الأحدية التي هي التعيين الأول كما في سورة الإخلاص المصدرة بكلمة : قل المبتدأة بحرف ق.
وقوله ص : إشارة إلى مرتبة الصمدية التي هي التعيين الثاني المندرجة تحته مرتبة بعد مرتبة وطوراً بعد طور إلى آخر المراتب والأطوار.
﴿ا وَالْقُرْءَانِ ذِى﴾ :(الواو) : للقسم، والذكر : الشرف والنباهة، أو الذكرى والموعظة أو ذكر ما يحتاج إليه في أمر الدين من الشرائع والأحكام، وغيرها من أقاصيص الأنبياء وأخبار الأمم الماضية والوعد والوعيد، وحذف جواب القسم في مثل ذلك غير عزيز والتقدير : على ما هو الموافق لما في أول يس ولسياق الآية أيضاً، وهو عجبوا الخ.
إن محمداً الصادق في رسالته وحق نبوته ليس في حقيته شك، ولا فيما أنزل عليه من القرآن ريب.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢
﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ :
من رؤساء أهل مكة فهو إضراب عن المفهوم من الجواب ﴿فِى عِزَّةٍ﴾.
قال الراغب : العزة حالة مانعة للإنسان من أن يغلب ويمدح بالعزة تارة كما في قوله :﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِه وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (المنافقون : ٨) ؛ لأنها الدائمة الباقية، وهي العزة الحقيقية ويذم بها أخرى، كما في قوله تعالى :﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِى عِزَّةٍ﴾ : لأن العزة التي هي التعزز وهي في الحقيقة ذل، وقد تستعار للحمية والأنفة المذمومة، وذلك في قوله تعالى :﴿أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالاثْمِ﴾ (البقرة : ٢٠٦).
انتهى.
وقد حمل أكثر أهل التفسير العزة في هذا المقام على الثاني لما قالوا، بل هم في استكبار عن الاعتراف بالحق والإيمان وحمية شديدة : وبالفارسية (در سركشي اند ازقبول حق).
﴿وَشِقَاقٍ﴾ ؛ أي : مخالفةوعداوة عظيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فلذا لا ينقادون.
وفي "التأويلات النجمية" وبقوله :﴿ا وَالْقُرْءَانِ ذِى﴾ يشير إلى القسم بالقرآن الذي هو مخصوص بالذكر، وذلك لأن القرآن قانون معالجات القلوب المريضة وأعظم مرض القلب نسيان الله تعالى كما قال :﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾، وأعظم علاج مرض النسيان بالذكر كما قال :﴿فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ﴾ (البقرة : ١٥٢)، ولأن العلاج بالضد وبقوله :﴿بَلِ الَّذِينَ﴾ إلخ.
يشير إلى انحراف مزاج قلوب الكفار بمرض نسيان الله من اللين والسلامة إلى الغلظة والقساوة ومن التواضع إلى التكبر ومن الوفاق إلى الخلاف ومن الوصلة إلى الفرقة ومن المحبة إلى العداوة، ومن مطالعة الآيات إلى الإعراض عن البحث في الأدلة والسير للشواهد.
﴿كَمْ﴾ : مفعول قوله :﴿أَهْلَكْنَا﴾.
ومن في قوله :﴿مِن قَبْلِهِم﴾ : لابتداء الغاية.
وقوله :﴿مِّن قَرْنٍ﴾ : تمييز.
والقرن : القوم المقترنون في زمن واحد.
والمعنى : قرناً كثيراً أهلكنا من القرون المتقدمة ؛ أي : أمة من الأمم الماضية بسبب الاستكبار والخلاف.
﴿فَنَادَوا﴾ عند نزول بأسنا وحلول نقمتنا استغاثة أو توبة واستغفاراً لينجوا في ذلك، وبالفارسية :(بس ندا كردند وآواز بلند برداشتدتا كسي ايشانرا بفريادرسد).
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢


الصفحة التالية
Icon