وفي "فتح الرحمن" : الذي لا مثل له العليم بكل المعلومات.
وقال الكاشفي :(العزيز خداى تعالى غالب كه قادر است به تنزيل آن العليم دانا بهر جه فرستاد بهركس در هر وقت).
﴿غَافِرِ الذَّنابِ﴾ : صفة أخرى للجلالة والإضافة حقيقية ؛ لأنه لم يرد به زمان مخصوص ؛ لأن صفات الله أزلية منزهة عن التجدد والتقيد بزمان دون زمان، وإن كان تعلقها حادثاً بحسب حدوث المتعلقات كالذنب في هذا المقام، واسم الفاعل يجوز أن يراد به الاستمرار بخلاف الصفة المشبهة.
والغافر : الساتر والذنب : الإثم.
يستعمل في كل فعل يضر في عقباه اعتباراً بذنب الشيء ؛ أي : آخره.
ولم يقل غافر الذنوب بالجمع إرادة للجنس، كما في الحمد.
والمعنى : سائر جمع الذنوب صغائرها وكبائرها بتوبة وبدونها، ولا يفضح صاحبها يوم القيامة، كما يقتضيه مقام المدح العظيم.
﴿وَقَابِلِ التَّوْبِ﴾ :(القبول بذير فتن).
والقابل : الذي يستقبل الدلو من البئر، فيأخذها.
والقابلة : التي تقبل الولد عند الولادة.
وقبلت عذره وتوبه وغير ذلك.
والتوب : مصدر كالتوبة، وهو ترك الذنب على أحد الوجوه، وهو أبلغ وجوه الاعتذار، فإن الاعتذار على ثلاثة أوجه : أما أن يقول المعتذر : لم أفعل أو يقول : فعلت لأجل كذا، أو فعلت وأسأت.
وقد أقلعت ولا رابع لذلك.
وهذا الثالث : هو التوبة.
والتوبة في الشرع : هو ترك الذنب لقبحه، والندم على ما فرط منه، والعزيمة على ترك المعاودة وتدارك ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالإعادة، فمتى اجتمعت هذه الأربعة، فقد كملت شرائط التوبة، فالتوبة : هي الرجوع عما كان مذموماً في الشرع إلى ما هو محمود في الدين.
والاستغفار : عبارة عن طلب المغفرة بعد رؤية قبح المعصية، والإعراض عنها، فالتوبة : مقدمة على الاستغفار.
والاستغفار
١٥٠
لا يكون توبة بالإجماع ما لم يقل معه : تبت وأسأت، ولا أعود إليه أبداً، فاغفر لي يا رب، وتوسيط الواو بين الغافر والقابل، لإفادة الجمع بين محو الذنوب وقبول التوبة في موصوف واحد بالنسبة إلى طائفة هي طائفة المذنبين التائبين، فالمغفرة بمحو الذنوب بالتوبة والقبول بجعل تلك التوبة طاعة مقبولة يثاب عليها، فقبول التوبة كناية عن أنه تعالى يكتب تلك التوبة للتائب طاعته من الطاعات، وإلا لما قبلها ؛ لأنه لا يقبل إلا ما كان طاعة، أو لتغاير الوصفين إذ ربما يتوهم الاتحاد، بأن يذكر الثاني لمجرد الإيضاح والتفسير، والتغاير : موقع الفعلين ومتعلقهما ؛ لأن الغفر هو الستر مع بقاء الذنب، وذلك لمن لم يتب من أصحاب الكبائر، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والقبول بالنسبة للتائبين عنها.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٤٨
وفي "الأسئلة المقحمة" : قدم المغفرة على التوبة رداً على المعتزلة، ليعلم أنه تعالى ربما يغفر من غير توبة.
وفي "كشف الأسرار" : توبه مؤخر آمد وغفران مقدم بر مقتضاى فضل وكرم اكر من كفتى توبه بذيرم بس كناه آمر زم خلق بنداشتنديكه تا از بنده توبة نبود از الله مغفرت نيايد نخست بيا مرزم وآنكه توبه بذيرم تا عالميان دانند جنامكه بنوبه آمرزم اكر توبه مقدم غفرن بودى توبه علت غفران بودى وغفران مارا علت نيست وفعل ما بحيلة بيامرزم نخست بيامرزم وبزلال افضال بنده را باك كردانم تا جون قدم بربساط ما نهد برباكى نهد جون كر ما آيد بصفت باكى آيدهما نست كه جاى ديكر كفت "ثم تاب عليهم ليتوبوا" غافرم آن عاصى راكه توبه نكرد قابلم آنراكه توبه كرد مراد از غفران ذنب درين موضع غفران ذنب غير تأنست بدليل آنكه واو عطف درميان آورد ومعطوف ديكر باشد ومعطوف عليه ديكر ليكن هردورا حكم يكسان باشد جنانكه كويى جاءني زيد وعمرو زيد ديكرست وعمرو ديكرست لكن هر دورا حكم يكيست در آمدن اكر حكم مخالف بودى عطف خطا بودى واكر هر دويكى بودى هر دو غلط بودى ﴿شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ ).
اسم فاعل كما قبله مشدد العقاب كأن ذين بمعنى مؤذن، فصحّ جعله نعتاً للمعرفة حيث يراد به الدوام والثبوت، وليس بصفة مشبهة حتى تكون الإضافة لفظية بأن يكون من إضافة الصفة إلى فاعلها، ولئن سلم، فالمراد : الشديد عقابه باللام، فحذفت للازدواج مع غافر الذنب وقابل التوب في الخلو عن الألف واللام.
قال في "كشف الأسرار" :(أول صفت خود كرد وكفت غافر الذنب وقابل التوب وصفت أو محل تصرف نيست بذيرنده تغيير وتبديل نيست بس جون حديث عقوبت كرد شديد العقاب كفت شديد صفت عقوبت نهاد وعقوبت محل تصرف هشت وبذيرنده تبديل وتغيير هست كفت سخت عقوبتهم لكن اكر خواهم سست كنم وآنرا بكر دانم كه دران تصرف كنجد تغيير وتبديل بزيرد).