قال :"ويغفر للمؤذن مدى صوته يعني :(آمر زيده ميشويد مؤذن بمقدار أنكه اوازوى رسده).
ويشهد له كل شيء سمع صوته من شجر أو حجر، أو مدر أو رطب، أو يابس، ويكتب للمؤذن بكل إنسان صلى معه في ذلك المسجد مثل حسناته، وأما مقارنة الشهداء، فما روي أن النبي عليه السلام قال :"من أذن في سبيل الله إيماناً واحتساباً جمع بينه وبين الشهداء في الجنة" وأما مرافقة الأنبياء، فما روي : أن رجلاً جاء إلى النبي عليه السلام، فقال : يا رسول الله من أول الناس دخولاً للجنة، قال :"الأنبياء".
قال : ثم من؟، قال :"الشهداء".
قال : ثم من؟ قال :"مؤذنوا مسجدي هذا.
قال : ثم من؟.
قال : سائر المؤذنين على قدر أعمالهم".
وقال عليه السلام :"من أذن عشرين سنة متوالية أسكنه الله تعالى مع إبراهيم عليه السلام في الجنة وأما الخلاص من دار الأشقياء.
فما روي أن النبي عليه السلام قال :"إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر أغلقت أبواب النيران السبعة"، وإذا قال :"أشهد أن لا إله إلا الله فتحت أبواب الجنة الثمانية، وإذا قال : أشهد أن محمداً رسول الله أشرفت عليه الحور العين".
وإذا قال :"حي على الصلاة تدلت ثمار الجنة، وإذا قال : حي على الفلاح قالت الملائكة أفلحت وأفلح من أجابك، وإذا قال : الله أكبر الله أكبر، قالت الملائكة : كبرت كبيراً وعظمت عظيماً، وإذا قال : لا إله إلا الله قال الله تعالى : حرمت بدنك وبدن من أجابك على النار".
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٢٥
وفي الحديث :"المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة" ؛ أي : يكونون سادات وأكثر الناس ثواباً، أو جماعات، أو رجاء ؛ لأن من رجا شيئاً أطال إليه عنقه، والناس حين يكونون في الكرب يكون المؤذنون أكثر رجاء بأن يؤذن لهم في دخول الجنة كان ذلك جزاء مد أعناقهم عند رفع أصواتهم، أو طول العنق كناية عن الفرح كما أن خضوعها كناية عن الحزن، أو معناه إذا وصل العرق إلى أفواه الناس يوم القيامة طالت أعناق المؤذنين في الحقيقة لئلا ينالهم ذلك، ومن أجاب دعوة المؤذنين يكون معه.
قال الفقهاء : يقطع سامع الأذان كل عمل باليد والرجل واللسان حتى تلاوة القرآن إن كان في غير المسجد، وإن كان فيه، فلا يقطع ولا يسلم على أحد وأما رده، فقد اختلفوا فيه، فقيل : يجوز.
وقيل : لا يجوز ويشتغل بالإجابة، واختلفوا في الوجوب والاستحباب، فقال بعضهم : الإجابة واجبة عند الأذان والإقامة منهم صاحب "التحفة والبدائع".
وقال الآخرون : هي مستحبة وعليه صاحب "الهداية".
ويستحب أن يقول عند سماع الأولى من الشهادة الثانية صلى الله تعالى عليك يا رسول الله وعند سماع الثانية قرة عيني بك يا رسول الله، ثم يقول : اللهم متعني بالسمع والبصر بعد وضع ظفر الإبهامين على العينين، كما في "شرح القهستاني"، وفي "تحفة الصلوات" للكاشفي صاحب "التفسير" نقلاً عن الفقهاء الكبار، ويقول بعد الأذان : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته.
ويقول عند أذان المغرب خصوصاً : اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك، فاغفر لي وأول
٢٦٠
من أذن في السماء جبرائيل وأم ميكائيل عليهما السلام عند البيت المعمور، وأول من أذن في الإسلام بلال الحبشي رضي الله عنه، وكان أول مشروعيته في أذان الصبح.
قالت النوار أم زيد بن ثابت : كان بيتي أطول بيت حول المسجد، فكان بلال يؤذن فوقه من أول ما أذن إلى أن بنى رسول الله عليه السلام مسجده، فكل يؤذن بعده على ظهر المسجد، وقد رفع له شيء فوق ظهره، وأول من أقام عبد الله بن زيد وزاد بلال في أذان الصبح بعد الحيعلات الصلاة خير من النوم مرتين، فأقرها عليه السلام ؛ أي : اليقظة الحاصلة للصلاة خير من الراحة الحاصلة بالنوم، ويقول المجيب عنده : صدقت وبالخير نطقت.
وعند قوله في الإقامة : قد قامت الصلاة، أقامها الله وأدامها ويقيم من أذن لا غيره إلا بإذنه.
وفي بعض الروايات أنه عليه السلام :"أذن مرة واحدة في السفر على راحلته".
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٢٥
ويروى : أن بلالاً كان يبدل الشين في أشهد سيناً، فقال عليه السلام سين بلال عند الله شين كما في "إنسان العيون".
وفي المثنوي :
آن بلال صدق در بانك نماز
حى راهى هى همى خواند ازنياز
تابكفتنداى بيمبر نيست راست
اين خطا اكنون كه آغاز بناست
اى نبى واى رسول كردكار
بك مودن كو بود افصح بيار
عيب باشد اول دين وصلاح
لحن خواندن لفظ حي على الفلاح
خشم بيغمبر بجوشيد وبكفت
يك دو رمزى از عنايات نهفت
كاى خسان نزد خداى هي بلال
بهتر از صد حي حي وقيل وقال
وامشو رانيد تا من را زتان
وانكويم آخر وآغاز نان