قال سفيان بن عيينة معناه، فأسلم من شره، فإن الشيطان لا يسلم.
وقال غيره : هو على صيغة الفعل الماضي ويدل عليه ما قاله عليه السلام "فضلت على آدم بخصلتين كان شيطاني كافراً، فأعانني الله عليه، فأسلم وكن أزواجي عوناً لي وكان شيطان آدم كافراً وزوجته عوناً على خطيئته"، فهذا صريح في إسلام قرين النبي عليه السلام، وإن هذا خاص بقرين النبي عليه السلام، فيكون عليه السلام مختصاً بإسلام قرينه، كذا في "آكام المرجان".
يقول الفقير : لا شك أن الشيطان لا يدخل في دائرة الإسلام حقيقة كما أن النفس لا تتبدل حقيقتها كما قال يوسف الصديق عليه السلام :﴿إِنَّ النَّفْسَ لامَّارَةُا بِالسُّواءِ﴾ (يوسف : ٥٣) بل تتبدل صفتها، فالنبي والولي والعدو في هذا سواء إلا أن النبي معصوم والولي محفوظ، والعدو موكول، ولذا لم يقولوا : أن النبي والولي ليس لهما نفس أصلاً، بل قالوا : هو معصوم ومحفوظ فدل على أصل النفس.
وهذا من مزالق الأقدام، فلا بد من حسن الفهم، وصحة الكشف، فمعنى إسلام شيطان النبي عليه السلام دخوله في السلم كأهل الذمة في دار الإسلام حيث لا يقدرون على أذية المسلمين بحال، ولكن فرق بين إسلام قرين النبي وقرين الولي، كما دل عليه لفظ العصمة، والحفظ، فإن العظمة تعم الذات كلها، والحفظ يتعلق بالجوارح مطلقاً، ولا يشترط استصحابه في السر فقد تخطر للولي خواطر لا يقتضيها طريق الحفظ، لكن يظهر لها حكم على الجوارح.
صاحب "كشف الأسرار" :(فرموده كه نزغ شيطان سورة غضب ست يعنى تيزى خشم كه از حد اعتدال در كذرد وبتهود كشد وازان خصلتهاى بدخيزد جون كبرو عجب وعداوات اما أصل خشم از خود بيفكندن ممكن نباشد زيراكه آن در خلقت است وجون از حد اعتدال بكاهد بددلى بود وبى حميتى باشد وجون معتدل بود آنرا شجاعت كويند وازان حلم وكرم وكظم غيظ خيزد).
وفي الخبر :"خلق الغضب من النار التي خلق منها إبليس".
وفي الحديث :"الغضب من نار الشيطان ألا ترى إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه والمتغاضيان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان.
يعني :(بريكد يكر غضب ميكند باطل ميكويد ودروغ
٢٦٤
ميسازند فان التهاتر بريكديكر دعوى باطل كردن كما في "تاج المصادر").
وقال صلى الله تعالى عليه وسلم :"إذا عضبت وكنت قائماً فاقعد، وإن كنت قاعداً فاستعذ بالله من الشيطان" عصمنا الله وإياكم من كيده ورده مكره إليه، فلا نتوكل ولا نعتمد إلا عليه.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٢٥
﴿وَمِنْ ءَايَاتِهِ﴾ :(وازنشانهاى قدرت الهيست).
﴿وَمِنْ ءَايَاتِهِ﴾.
قال الإمام المرزوقي : الليل بإزاء النهار، والليلة بإزاء اليوم.
﴿وَالشَّمْسُ﴾ : المشتمل عليها النهار يعني :(خورشيد عالم آراى جون جام سيماب).
﴿وَالْقَمَرُ﴾ : المشتمل عليه الليل يعني :(هيكل ماه كاه جون نعل زرين وكاه جون سر سيمين).
كل منها مخلوق من مخلوقاته مسخر لأمره يعني : تعاقب الليل والنهار على الوجه الذي يتفرع عليه منافع الخلق ومصالحهم وتذلل الشمس والقمر لما يراد منهما من أظهر العلامات الدالة على وجوده تعالى ووحدانيته وكمال علمه وحكمته :
بر صنع إله بيعدد برهانست
در برك كلى هزار كون الوانست
روزارجه سبيد وروشن وتابانست
آنراكه نديد روز شب يكسانست
(رب العزة كفت ربى اكر خواهى كه در لا يتم نكرىملك السماوات والأرض واكر خواهى كه در سباهم نكرىجنود السماوات والأرض، ورخواهى كه در صنعم فعلم نكرى).
فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها.
(در خواهى كه در صنعم نكرى).
ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر.
(وخواهى كه فردا درمن نكرى امروز از صنع من بامن نكر بديده دل).
ألم تر إلى ربك كيف مد الظل (تافردا بفضل من دو نكرى بديده سر).
وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة.
﴿لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ﴾ ؛ لأنهما من جملة مخلوقاته المسخرة لأوامرة مثلكم.
والمراد : الأمر التكويني لا التكليفي إذ لا علم لهما ولا اختيار عند أهل الظاهر.
وأما عند أهل الحقيقة، فالأمر بخلافه.
ويدل عليه قول الشيخ سعدي :(همه ازبهر توسر كشته وفرمان بردار شرط انصاف نباشدكه توفرمان نبرى).
﴿وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَهُنَّ﴾ : الضمير للأربعة ؛ لأن حكم جماعة ما لا يعقل حكم الأنثى، وإن كان المناسب تغليب المذكر وهو ما عدا الشمس على المؤنث، وهو الشمس أو لأنها عبارة عن الآيات وتعليق الفعل بالكل مع كفاية بيان مخلوقية الشمس والقمر للإيذان بكمال سقوطهما عن رتبة المسجودية بنظمهما في سلك الأغراض التي لا قيام لها بذاتها، وهو السر في نظم الكل في آياته تعالى.
وفي المثنوي :
آفتاب ازامر حق طباخ ماست
ابلهى باشدكه كوييم او خداست
آفتابت كربكيرد جون كنى
آن سياهى زونو جون بيرون كنى
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٢٥
نى بدركاه خدا آرى صداع
كه سياهى را ببر داده شعاع
كركشندن نيمشب خورشيد كو
تا نيابى با امان خواهى ازو
حادثان اغلب بشب واقع شود


الصفحة التالية
Icon