وسلم : من مات على حب آل محمد مات شهيداً ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة، ثم منكر ونكير إلا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها.
ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة".
وآل محمد هم الذين يؤول أمرهم إليه عليه السلام، فكل من كان مآل أمرهم إليه أكمل وأشد كانوا هم الآل، ولا شك أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله أشد التعلقات بالنقل المتواتر، فوجب أن يكونوا هم الآل.
(در تفسير ثعلبى أورده كه خويشان حضرت رسول الله بنو هاشم اند وبنو المطلب كه خمس برايشان قسمت بايد كرد).
وفي "الكواشي" : قرابته عليه السلام فاطمة وعلي وايناهما، أو آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس، أو من حرمت عليهم الصدقة، وهم بنو هاشم وبنو المطلب.
وقيل : آل الرسول أمته الذين قبلوا دعوته.
قال ابن عطاء : لا أسألكم على دعوتكم أجراً إلا أن تتوددوا إليّ بتوحيد الله وتتقربوا إليه بدوام طاعته وملازمة، أوامره.
وقال الحسين : كل من تقرب إلى الله بطاعته وجبت عليكم محبته، فإن المحب يحب المحب لكونهما محبين لمحبوب واحد، وكذا المطيع مع المطيع لشركتهما في الإطاعة والانقياد.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٨٥
حكي عن الشيخ ابن العربي قدس سره أنه قال : قد بلغني عن رجل أنه يبغض الشيخ أبا مدين، فكرهت ذلك الشخص لبغضه الشيخ أبا مدين، فرأيت رسول الله في المنام، فقال لي : لم تكره فلاناً، فقلت لبغضه في أبي مدين، فقال : أليس يحب الله ورسوله، فقلت له : بلى يا رسول الله، فقال لي :"فلم تبغضه لبغضه أبا مدين وما تحبه لحبه الله ورسوله"، فقلت له : يا رسول الله إلى الآن : إني والله زللت وغفلت، فأما الآن، فأنا تائب، وهو من أحب الناس إليّ، فلقد نبهت ونصحت صلى الله عليك وسلم، فلما استيقظت جئت إلى منزله، فأخبرته بما جرى، فبكى واعتد الرؤيا تنبيهاً من الله، فزال بغضه أبا مدين وأحبه.
﴿وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً﴾ ؛ أي : يكتسب ؛ أي : حسنة كانت سيما حب آل رسول الله.
وقال الراغب : أصل القرف والاقتراف : قشر اللحاء عن الشجرة والجليدة عن الجذع، وما يؤخذ منه قرف واستعير الاقتراف للاكتساب حسنياً كان أو سوئياً، وفي الإساءة أكثر استعمالاً.
ولهذا يقال : الاعتراف يزيل الاقتراف.
﴿نَّزِدْ لَه فِيهَا﴾ ؛ أي : في الحسنة يعني :(براى آن حسنة)، كما قال الكاشفي :﴿حُسْنًا﴾ بمضاعفة.
والتوفيق لمثلها والإخلاص فيها وبزيادة لا يصل العبد إليها بوسعه مما لا يدخل تحت طوق البشر.
﴿إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ﴾ لمن أذنب ﴿شَكُورٌ﴾ لمن أطاع بتوفية الثواب والتفضل عليه بالزيادة، فالشكر من الله مجاز عن هذا المعنى ؛ لأن معناه الحقيقي، وهو فعل ينبىء عن تعظيم المنعم لكونه منعماً لا يتصور من الله لامتناع أن ينعم عليه أحد حتى يقابل بالشكر شبهت الإثابة والتفضل بالشكر من حيث أن كل واحد منهما يتضمن الاعتداد بفعل الغير، وإكراماً لأجله.
٣١٢
وفي "بحر العلوم" : أو معتد بالحسنة القليلة حتى يضاعفها، فإن القليل عند الله كثير.
وفي الحديث :"إن عيسى بن مريم، قال : أخبرني يا رب عن هذه الأمة المرحومة، فأوحى الله إليه أنها أمة محمد حكماء علماء ؛ كأنهم من الحكمة والعلم أنبياء يرضون باليسير من العطاء، وأرضى منهم باليسير من العمل أدخل أحدهم الجنة، بأن يقول : لا إله إلا الله".
قال الإمام الغزالي رحمه الله : العبد يتصور أن يكون شاكراً في حق عبد آخر مرة بالثناء عليه بإحسانه إليه وأخرى بمجازاته أكثر مما صنعه إليه، وذلك من الخصال الحميدة.
قال رسول الله عليه السلام :"ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله" وأما شكرهتعالى، فلا يكون إلا بنوع من المجاز والتوسع ؛ فإنه إن أثنى فثناؤه قاصر ؛ لأنه لا يحصي ثناء عليه، فإن أطاع، فطاعته نعمة أخرى من الله عليه، بل عين شكره نعمة أخرى وراء النعمة المشكورة، وإنما أحسن وجوه الشكر لنعم الله أن لا يستعملها في معاصيه، بل في طاعته.
وذلك أيضاً بتوفيق الله وتيسيره :
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٨٥
عطايست هرموى ازو برتنم
جه كونه بهرموى شكرى كنم
تراآنكه جشم ودهان دادو كوش
اكر عاقلى در خلافش مكوش


الصفحة التالية
Icon