يعني :(مصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم شب معراج از حق سخت شنيد بى واسطة).
وكان آمن الرسول مما شافهه به الحق تعالى من غير حجاب، وكذا قوله : هو الذي يصلي عليكم وملائكته إلخ.
وكذا بعض سورة الضحى، وبعض سورة :﴿أَلَمْ نَشْرَحْ﴾ ولزوم من سماع كلامه مشافهة رؤيته بلا حجاب، وكذا حال المؤمنين يوم القيامة، فإنهم يرون ربهم كما يرون القمر ليلة البدر، ويسمعون كلامه بلا حجاب.
فالوحي إذاً قسمان مشافهة وغير مشافهة، وعليه يحمل ما روي أن اليهود قالت للنبي ﷺ : ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبياً كما كلمه موسى ونظر إليه فإنا لن نؤمن حتى تفعل ذلك.
فقال عليه السلام :"لم ينظر موسى إلى الله" فنزلت فأشار إلى أن الكلام حصل لموسى، ولكن من وراء حجاب دون النظر، وكذا للنبي عليه السلام ما دام على حال البشرية.
وكذا ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، ثم قالت : أولم تسمعوا ربكم يقول،
٣٤٥
وتلت هذه الآية :﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ﴾ " إلخ.
فأشارت إلى مرتبة الحجاب وسره أن الله تعالى قال :﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ﴾، فعبر بعنوان البشرية، وليس من حد البشر أن يرى ربه عياناً، وهو في حد الدنيا باققٍ على بشريته، أو يكلمه الله كفاحاً.
قال حضرة الشيخ الأكبر قدس سره : الأظهر في "تلقيح الأذهان" تكليم الله البشر في ثلاث مراتب، كما قال سبحانه :﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ﴾ إلخ.
فالكل وحي.
ولكن بعضه بلا واسطة عند خروجه عن حد البشرية إلا أنك إن كنت أنت السامع لم تحصل على هذه المشاهدة الذاتية حتى تكون أنت المسمع فمشاهدة الذات لا تتم مع المناجاة وبعضه بواسطة عند الرجوع إلى البشرية، ولا تزال هكذا حتى تفنى عن نفس السماع، وتبقى مشاهداً للحق لتسمع نفسه بنفسه، فإنه من تحقق بالإنفاق حتى يسمع وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه.
سمع قوله واتخذه وكيلاً.
انتهى.
قال الشيخ روز بهان البقلي في "عرائس البيان" كانت لي واقعة في ابتداء الأمر.
وذلك أني شاهدت الحق بالحق وكاشف لي مشاهدة جماله، وخاطبني من حيث الأرواح لا من حيث الأشباع، فغلب على سكر ذلك، وأفشيت حالي بلسان السكر، فتعرض لي واحد من أهل العلم وسألني كيف تقول ذلك، وأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا بأنه لم يخاطب أحداً من الأنبياء والرسل إلا من وراء حجاب، كما قال، وما كان لبشر إلخ.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٨٥
فقلت : صدق الله هذا إذا كانوا في حجاب البشرية، فإذا خرجوا بشرط الأرواح إلى عالم الغيب ورأوا الملكوت ألبسهم الله أنواراً قربه وكحل عيونهم بنور ذاته، وألبس سماعهم قوة من قوى الربوبية وكشف لهم سر الغيرة، وحجاب المملكة وخاطبهم كفاحاً وعياناً.
ولنبينا صلى الله تعالى عليه وسلم أخص خاصية إذ هو مصطفى في الأزل بالمعارج والمشاهدة، فإذا صار جسمه روحه وكان واحداً من كل الوجوه صعد إلى الملكوت.
ورأى الحق بنور الجبروت وسمع خطابه بلا واسطة، ورأى الحق بلا حجاب إذ الحجاب وصف المخلوقين، والحق منزه عن أن يحجبه شيء.
حكي : أن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه قال له شخص : أرني ربي، فقال : أولم تسمع أن الله تعالى يقول لموسى : لن تراني، مع أنه نبي عظيم.
قال : إن من هذه الملة الأحمدية من يقول : رأى قلبي ربي، ومنهم من يقول : لا أعبد رباً لم أره، فلما لم يمسك عن مسألته أمر جعفر بأن يلقي ذلك الشخص في الدجلة، ففعلوا، فقال : يا ابن رسول الله الغياث.
قال الصادق : يا ماء اغمسه حتى فعل ذلك مراراً يعني : استغاث بالصادق، فلما انقطع رجاؤه عن الخلق قال : إلهي الغياث.
(صادق كفت بياوريدش بركر فتند وبياوردند وآبى كه مانده بودازكوش وبينى اوريختند جون باخود آمد كفت بآن حق راديدى كفت يا خيال اغيار مى مانده دست در غير مى ردم حجاب مى بود جون بناه بكلى بوى آوردم ومضطر نشدم روزنه دردل من كشاده شد وبدا نجا نكريستم آنجه مى جستم ديدم وتا اضطرار نبود آن نبود صادق كفت تا صادق را مى خواند مى صديق نبودى اكنون آن كوجه روزنه راه نكاه داركه جهان خدا بدينجا فروست)، فقد علمت من هذا التقرير أن الآية تدل على جواز الرؤية لا على امتناعها، وإنما تدل على الامتناع حال البشرية وبقائها وجود (عين غبار يست درره ديدارره غبار مانع ديدار ميشود هش ار).
﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَآىاِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِىَ بِإِذْنِه مَا يَشَآءُا إِنَّه عَلِىٌّ حَكِيمٌ * وَكَذَالِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَـابُ وَلا الايمَـانُ وَلَـاكِن جَعَلْنَـاهُ نُورًا نَّهْدِى بِه مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِى لَه مَا فِى السَّمَـاوَاتِ وَمَا فِى الارْضِا أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الامُورُ﴾.