جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٤٩
منجمي بخانة حوددر آمد مرد بيكانه راديد بازن خود بهم نشسته دشنام داد وسقط كفت وفتنة واشوب بر خاست صاحب دلى برين حال واقف شدوكفت.
تو براوج فلك جه دانى جيست.
جو ندانى كه درسراى توكيست).
قال العماد الكاتب : أجمع المنجمون في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة في جميع البلاد على خراب العالم في شعبان عند اجتماع الكواكب الستة في الميزان بطوفان الريح، وخوفوا بذلك ملوك الأعاجم والروم، فشرعوا في حفر مغارات ونقلوا إليها الأزواد والماء، وتهيؤوا، فلما كانت الليلة التي عينها المنجمون بمثل ريح عاد ونحن جلوس عند السلطان، والشموع تتوقد، فلا تتحرك، ولم نر ليلة في ركودها مثلها.
﴿سَتُكْتَبُ شَهَـادَتُهُمْ﴾ هذه في ديوان أعمالهم يعني : يكتب الملك ما شهدوا بها على الملائكة.
﴿وَيُسْـاَلُونَ﴾ عنها يوم القيامة وهو وعيد.
قال
٣٥٩
سعدي المفتي : السين في ستكتب للتأكيد ويحتمل أن يكون للاستعطاف إلى التوبة قبل كتابة ما قالوه، ولا علم لهم به.
وفي الحديث :"كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على يسار الرجل".
وكاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات، فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشراً، وإذا عمل سيئة.
قال صاحب اليمين لصاحب الشمال : دعه سبع ساعات لعله يسبح الله، أو يستغفر".
قال ابن جريح : هما ملكان : أحدهما عن يمينه.
والآخر عن يساره، والذي عن يمينه يكتب الحسنات بغير شهادة صاحبه، والذي عن يساره لا يكتب إلا بشهادة صاحبه إن قعد، فأحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، وإن مشى، فأحدهما أمامه والآخر خلفه، وإن نام، فأحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه.
والكفار لهم كتاب وحفظة كما للمؤمنين.
فإن قيل : فالذي يكتب عن يمينه إذ أي شيء يكتب، ولم يكن لهم حسنة.
يقال له الذي عن شماله : يكتب بإذن صاحبه، ويكون شاهداً على ذلك، وإن لم يكتب.
قال بعض المحدثين : تجتنب الملائكة بني آدم في حالين عند الغائط، وعند الجماع.
وفي "شرح الطريقة" يكره الكلام في الخلاء، وعند قضاء الحاجة أشد كراهة ؛ لأن الحفظة تتأذى بالحضور في ذلك الموضع الكريه لأجل كتابة الكلام، فلا بد للمرء من الأدب والمراقبة، والمسارعة في الخير دون الشر.
وفي الحديث :"عند الله خزائن الخير والشر مفاتيحها الرجال، فطوبى لمن جعله مفتاحاً للخير ومغلاقاً للشر، وويل لمن جعله مفتاحاً للشر ومغلاقاً للخير".
ثم في الآية إشارة إلى أن الله تعالى أمهل عباده، ولم يأخذهم بغتة في الدنيا ليرى العباد أن العفو والإحسان أحب إليه من الأخذ والانتقام، وليتوبوا من الكفر والمعاصي (بياتا براريم دستى زدل.
كه نتوان برآورد فردازكل.
نريزد خدا آب روى كسى.
كه ريزد كناه آب جشمش بسى).
ومن الله التوفيق لما يحبه ويرضاه.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٤٩
﴿وَقَالُوا لَوْ شَآءَ الرَّحْمَـانُ مَا عَبَدْنَـاهُم﴾ : بيان لفن آخر من كفرهم ؛ أي : قال المشركون العابدون للملائكة لو شاء الرحمن عدم عبادتنا للملائكة مشيئة ارتضاء ما عبدناهم أرادوا بذلك أن ما فعلوه حق مرضي عنده تعالى، وأنهم إنما يفعلونه بمشيئة الله تعالى لا الاعتذار من ارتكاب ما ارتكبوه بأنه بمشيئة الله إياه منهم مع اعترافهم بقبحه حتى ينتهض ذمهم به دليلاً للمعتزلة ومبنى كلامهم بالباطل على مقدمتين :
إحداهما : أن عبادتهم لهم بمشيئة الله تعالى.
والثانية : أن ذلك مستلزم لكونها مرضية عنده تعالى.
ولقد أخطؤوا في الثانية حيث جهلوا أن المشيئة عبارة عن ترجيح بعض الممكنات على بعض كائناً ما كان من غير اعتبار الرضا والسخط في شيء من الطرفين، ولذلك جهلوا بقوله :﴿مَّا لَهُم بِذَالِكَ﴾ ؛ أي : بما أرادوا بقولهم ذلك من كون ما فعلوه بمشيئة الارتضاء لا بمطلق المشيئة، فإن ذلك محقق ينطق به ما لا يحصى من الآيات الكريمة.
﴿مِنْ عِلْمٍ﴾ : يستند إلى سند ما ﴿إِنْ هُمْ﴾ ؛ أي : ما هم ﴿إِلا يَخْرُصُونَ﴾ يكذبون، فإن الخرص الكذب.
وكل قول بالظن والتخمين سواء طابق الواقع، أم لا؟
قال الراغب : كل قول مقول عن ظن وتخمين يقال له : خرص سواء كان ذلك مطابقاً للشيء أو مخالفاً له من حيث أن صاحبه لم يقله عن علم ولا غلبة ظن ولا سماع، بل اعتمد فيه على الظن والتخمين كفعل الخارص في خرصه، وكل من قال قولاً على هذا النحو يسمى كاذباً، وإن كان مطابقاً للقول المخبر به، كما حكى عن قول المنافقين في قوله تعالى :
٣٦٠
﴿إِذَا جَآءَكَ الْمُنَـافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ﴾ إلى قوله :﴿إِنَّ الْمُنَـافِقِينَ لَكَـاذِبُونَ﴾ (المنافقون : ١).
يقول الفقير : إسناد المشيئة إلى الله إيمان وتوحيد إن صدر من المؤمن وإلا فكفر وشرك ؛ لأنه من العناد والعصبية والجهل بحقيقة الأمر، فلا يعتبر، ثم أضرب عنه إلى إبطال أن يكون لهم سند من جهة النقل.
فقيل :


الصفحة التالية
Icon