٣٨٠
قصه عجيبة ايشان معتبررا در تقلب احوال كفايتيست واز جمله آنكه جون فرعون باب نازشى كرد اوراهم باب غرقه ساختند وبد آنجه نازيد بفرياد او نرسيد.
درسر دارى كه باشدت سردارى هم درسران روى كه در سردارى).
وفي الآية إشارة إلى أن الغضب في الله من الفضائل إلا من الرذائل.
وعن سماك بن الفضل.
قال : كنا عند عروة بن محمد وهب بن منبه، فجاء قوم فشكوا عاملهم، وأثبتوا على ذلك، فتناول وهب عصاً كانت في يده عروة، فضرب بها رأس العامل، حتى أدماه، فاستهانها عروة، وكان حليماً.
وقال : يعيب علينا أبو عبد الله الغضب، وهو يغضب، فقال وهب : ومالي ولا أغضب، وقد غضب الذي خلق الأحلام إن الله يقول : فلما آسفونا.
إلخ.
وفيها إشارة أيضاً إلى أن إغضاب أوليائه إغضابه تعالى حتى قالوا في آسفونا : آسفوا رسلنا وأولياءنا.
أضاف الإيساف إلى نفسه إكراماً لهم.
قال أبو عبد الله الرضي : إن الله لا يأسف كأسفنا، ولكن له أولياء يأسفون ويرضون، فجعل رضاهم رضاه وغضبهم غضبه، فينتقم لأوليائه من أعدائه كما أخبر في حديث رباني : من عادى لي ولياً فقد بارزني بالحرب وإني لأغضب لأوليائي كما يغضب الليث الجرئي لجروه.
قال في "التأويلات النجمية" : هذا أصل في باب الجمع أضاف إيساف أوليائه إلى نفسه.
وفي الخبر أنه يقول :"مرضت، فلم تعدني".
وقال في صفة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم :﴿مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ (النساء : ٨٠).
وفي "عرائس البقلي" : فلما ناموا على دعاويهم الباطلة وكلماتهم المزخرفة وبدعهم الباردة، وأصروا على أذى أوليائنا وأحبائنا وجردنا وسلطنا عليهم جنود قهرياتنا وأمتناهم في أودية الجهالة وأغرقناهم في بحار الغفلة وجردنا قلوبهم عن أنوار المعرفة، وطمسنا أعين أسرارهم حتى لا يرو لطائف برنا على أوليائنا.
قال سهل : لما أقاموا مصرين على المخالفة في الأوامر وإظهار البدع في الدين وترك السنن اتباعاً للآراء والأهواء والعقول نزعنا نور المعرفة من قلوبهم، وسراج التوحيد من إسرارهم، ووكلناهم إلى ما اختاروه فضلوا وأضلوا.
ومن الله الهداية لموافقة السنة ومنه المنة.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٤٩
﴿فَجَعَلْنَـاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلا لِّلاخِرِينَ * وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا ءَأَالِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَا مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَـاهُ مَثَلا لِّبَنِى إسرائيل * وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم﴾.
﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ ؛ أي : عيسى.
﴿مَثَلا﴾ ؛ أي : ضربه عبد الله بن الزبعرى السهمي كان من مردة قريش قبل أن يسلم.
قال في "القاموس" : الزبعرى بكسر الزاي وفتح الباء والراء.
والد عبد الله الصحابي القرشي الشاعر.
انتهى.
ومعنى : ضربه مثلاً ؛ أي : جعله مثالاً ومقياساً في بيان إبطال ما ذكره رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من كون معبودات الأمم دون الله حطب جهنم.
الآية قرأه على قريش، فامتعضوا من ذلك امتعاضاً شديداً ؛ أي : غضبوا وشق عليهم ذلك.
فقال ابن الزبعرى بطريق الجدال هذا لنا ولآلهتنا، أم لجميع الأمم.
فقال عليه السلام :"هو لكم ولآلهتكم ولجميع الأمم".
فقال : خصمتك ورب الكعبة، أليست النصارى يعبدون المسيح واليهود عزيراً، وبنو مليح الملائكة، فإن كان هؤلاء في النار، فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا معهم، ففرح به قومه، وضحكوا وارتفعت أصواتهم، وذلك قوله تعالى :﴿إِذَا قَوْمُكَ﴾ :(آنكاه قوم تو).
﴿مِنْهُ﴾ ؛ أي : من ذلك المثل ؛ أي : لأجله وسببه ﴿يَصِدُّونَ﴾ ؛ أي : يرتفع لهم جلبة وضجيج فرحاً وجذلاً لظنهم أن الرسول صار ملزماً به.
قال في "القاموس" : صد يصد ويصد صديداً ضج كما قال في "تاج المصادر" :(الصديد بانك كردن).
والغابر : يفعل، ويفعل معاً، وأما الصدود، فبمعنى الإعراض.
يقال : صد عنه صدوداً ؛ أي : أعرض وفلاناً عن كذا
٣٨١
صداً منعه وصرفه ؛ كأصده كما في "التاج" :(الصد بكر دانيد والصد والصدود بكشتن).
﴿وَقَالُوا﴾ ؛ أي : قومك.
﴿ءَأَالِهَتُنَا خَيْرٌ﴾ ؛ أي : عندك، فإن آلهتهم خير عندهم من عيسى.
﴿أَمْ هُوَ﴾ ؛ أي : عيسى ؛ أي : ظاهر أن عيسى خير من آلهتنا، فحيث كان هو في النار، فلا بأس بكوننا مع آلهتنا فيها.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٤٩
روي : أن الله تعالى أنزل قوله تعالى : جواباً ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أولئك عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ (الأنبياء : ١٠١) يدل على أن قوله : وما يعبدون من دون الله خاص بالأصنام.


الصفحة التالية
Icon