﴿أَجَعَلَ الالِهَةَ إِلَـاهًا وَاحِدًا﴾ :(الهمزة) : للإنكار والاستبعاد.
والآلهة : جمع إله وحقه أن لا يجمع إذ لا معبود في الحقيقة سواه تعالى لكن العرب لاعتقادهم أن ههنا معبودات جمعوه.
فقالوا : آلهة.
وإلهاً واحداً : مفعول ثان لجعل ؛ لأنه بمعنى صير ؛ أي : صيرهم إلهاً واحداً في زعمه وقوله لا في فعله ؛ لأن جعل الأمور المتعددة شيئاً واحداً بحسب الفعل محال (آورده اندكه بعد ازاسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما أشراف قريش جون وليد وأبو سفيان وأبو جهل وعتبة وشيبة وأمية ازروى اضطراب نزد أبو طالب آمده در مرض موت أو كفتند اي عبد مناف تو بزر كتر ومهتر مايي آمده ايم تاميان ما وبرادر زاده خود حكم فرمايي كه يك يك ازسفهاي قوم را مي فريبد ودين محدث وآيين مجدد خودرا بديشان جلوه ميدهد سنك تفرقه در مجمع ما افكنده است ونزديك بآن رسيده كه دست تدارك از اطفاي اين نائره عاجز آيد أبو طالب آن حضرت را صلى الله تعالى عليه وسلم طلبيد وكفت اي محمد قوم تو آمده اند وايشانرا أزتو مدعاييست يكباركي طرف انحراف مورد متمناي ايشان تأمل نماي حضرت عليه السلام فرمود اي معشر قريش مطلوب شما ازمن جه جيزست كفتند آنكه دست ازنقض دين ما بداري وسب آلهة ما فرو كذاري تامانيز متعرض تو ومتابعان تونشويم حضرت عليه السلام فرمودكه من هم ازشما مي طلبم كه بيك كلمه بامن متفق شويد تاممالك غرب شمارا مسخر شود واكابر عجم كمر فرمان برادري شما بربندند كفتند آن كلمه كدامست سيد عالم عليه السلام فرمودكه :"لا إله إلا الله محمد رسول الله" بيكبار أشراف قريش ازان حضرت اعراض نموده كفتند).
أجعل إلخ ؛ أي : أصير محمد بزعمه الآلهة إلهاً واحداً بأن نفى الألوهية عنهم وقصرها على واحد ولم يعلموا أنهم جعلوا الإله الواحد آلهة ﴿إِنَّ هَـاذَآ﴾ :(بدرستى كه يكانكى خداى تعالى).
﴿لَشَىْءٌ عُجَابٌ﴾ : العجاب : بمعنى العجيب، وهو الأمر الذي يتعجب منه كالعجب إلا أن العجيب أبلغ منه، والعجاب بالتشديد أبلغ من العجاب بالتخفيف مثل كبار في قوله :﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا﴾ (نوح : ٢٢)، فإنه أبلغ من الكبار بالتخفيف ونحوه طويل وطوال.
والمعنى : بليغ في العجب، لأنه خلاف ما اتفق عليه آباؤنا إلى هذا الآن.
وقال بعضهم :(نيك شكفت جه سيصد وشصت بت كه مداريم كاريك شهر مكه راست نمى توانندكرد يك خداي كه محمد ميكويد كار تمام عالم جون سازد).
يعني : أنهم ما كانوا أهل النظر والبصيرة، بل أوهامهم كانت تابعة للمحسوسات، فقاسوا الغائب على الشاهد، وقالوا : لا بدّ لحفظ هذا العالم الكبير من آلهة كثيرة يحفظونه بأمره وقضائه تعالى ولم يعرفوا الإله، ولا معنى الآلهية، فإن الآلهية هي القدرة على الاختراع وتقدير قادرين على الاختراع غير صحيح لما يجب من وجوده التمانع بينهما وجوازه، وذلك يمنع من كمالها، ولو لم يكونا كاملي الوصف لم يكونا إلهين وكل أمر جرّ ثبوته سقوطه فهو مطروح.
باطل.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢
﴿وَانطَلَقَ الْمَلا مِنْهُمْ﴾ : الانطلاق الذهاب والملأ الأشراف لا مطلق الجماعة، ويقال لهم : ملأ لأنهم إذا حضروا مجلساً ملأت العيون وجاهتهم والقلوب مهابتهم ؛ أي : وذهب الأشراف من قريش وهم خمسة وعشرون عن مجلس أبي طالب بعد ما أسكتهم رسول الله عليه السلام بالجواب الحاضر،
وشاهدوا تصلبه عليه السلام في الدين وعزيمته على أن يظهره على الدين كله ويئسوا مما كانوا يرجونه بتوسط أبي طالب من المصالحة على الوجه المذكور.
﴿إِنَّ﴾ : مفسرة للمقول المدلول عليه بالانطلاق لأن الانطلاق عن مجلس التقاول لا يخلو عن القول ؛ أي : وانطلق الملأ منهم بقول هو قول بعضهم لبعض على وجه النصيحة.
﴿امْشُوا﴾ : سيروا على طريقتكم وامضوا فلا فائدة في مكانة هذا الرجل.
وحكى المهدوي أن قائلها عقبة بن أبي معيط.
﴿وَاصْبِرُوا عَلَى ءَالِهَتِكُمْ﴾ ؛ أي : واثبتوا على عبادتها متحملين لما تسمعونه في حقها من القدح.
وفي "التأويلات النجمية" : يشير إلى أن الكفار إذا تراضوا فيما بينهم بالصبر على آلهتهم فالمؤمنون أولى بالصبر على عبادة معبودهم والاستقامة في دينهم بل الطالب الصادق والعاشق الوامق أولى بالصبر والثبات على قدم الصدق في طلب المحبوب المعشوق.
﴿إِنَّ هَـاذَآ﴾ : تعليل للأمر بالصبر أو لوجوب الامتثال به ؛ أي : هذا الذي شاهدناه من محمد من أمر التوحيد ونفي آلهتنا وإبطال أمرنا.
﴿لَشَىْءٌ يُرَادُ﴾ : من جهته عليه السلام إمضاؤه وتنفيذه لا محالة من غير صارف يلويه ولا عاطف يثنيه لا قول يقال من طرف اللسان، أو أمر يرجى فيه المسامحة بشفاعة أو امتناع، فاقطعوا أطماعكم عن استنزاله عن رأيه بواسطة أبي طالب وشفاعته وحسبكم أن لا تمنعوا من عبادة آلهتكم بالكلية فاصبروا عليها وتحملوا ما تسمعونه في حقها من القدح وسوء المقالة هذا ما ذهب إليه المولى أبو السعود في "الإرشاد".
وقال في "تفسير الجلالين" : لأمر يراد بنا ومكر يمكر علينا.