يعني :(ازان تو نصرت هرزمان الهى خواهد بود وازان ايشان عذاب نامتناهى دوستان را هردم فتحى تازه وخصمان را هرزمان رنجى آبى اندازه.
تابعانرا وعده حسن المآب.
منكر انرا هيبت ذوقوا العذاب).
وفي "عين المعاني" : أو فارتقب الثواب ؛ فإنهم كالمرتقبين العقاب ؛ لأن المسيء ينتظر عاقبة الإساءة وعلى كلا التقديرين، فمفعول الارتقاب محذوف في الموضعين.
وفي الآية فوائد منها : أنه تعالى بين تيسير القرآن.
والتيسير ضد التعسير.
وقد قال في آية أخرى ﴿إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا﴾ (المزمل : ٥)، فبينهما تعارض.
والجواب : هو ميسر باللسان وثقيل من حيث اشتماله على التكاليف الشاقة على المكلفين.
ولا شك أن التلاوة باللسان أخف من العمل، ولهذا جاء في بعض اللطائف أنه مرض ابن لبعض العلماء، فقيل له : اذبح قرباناً لعل الله يشفي ولدك، فقال : بل أقرأ قرآناً، فقال بعض العرفاء : إنما أختار القرآن ؛ لأنه في لسانه وأعرض عن القربان لكونه في جنانه ؛ لأن حب المال مركوز في القلب، ففي إخراجه منه صعوبة.
ومنها : أنه تعالى قال بلسسانك، فأشار إلى أنه لو أسمعهم كلامه بغير الواسطة لماتوا جميعاً لعدم تحملهم.
قال جعفر الصادق رضي الله عنه : لولا تيسيره لما قدر أحد من خلقه أن يتلفظ بحرف من القرآن وأنى لهم ذلك، وهو كلام من لم يزل ولا يزال.
وقال ابن عطاء : يسر ذكره على لسان من شاء من عباده، فلا يفتر عن ذكره بحال، وأغلق باب الذكر على من شاء من عباده، فلا يستطيع بحال أن يذكره.
ومنها : أن بعض المعتزلة استدل بقوله لعلهم يتذكرون على أنه أراد من لكل الإيمان، ولم يرد من أحد الكفر وأجيب بأن الضمير في لعلهم إلى أقوام مخصوصين، وهم المؤمنون في علم الله تعالى.
يقول الفقير : في هذا الجواب نظر ؛ لأن ما بعد الآية يخالفه، فإنهم لو كانوا مؤمنين في علم الله لآمنوا، ولما أمر عليه السلام بانتظار الهلاك في حقهم، فالوجه أن يكون لعلهم يتذكرون علة بمعنى طلب أن يفهمه قومك، فيتذكروا به، أو لكي يتذكروا ويتعظوا به فيفوا بما وعدوه من الإيمان عند كشف العذاب عنهم وتفسيره بالإرادة، كما فعله أهل الاعتزال خطأ ؛ لأن الإرادة تستلزم المراد لا محالة.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٠٠
ومنها : أن انتظار الفرج عبادة على ما جاء في الحديث ؛ لأنه من الإيمان وجاء في فضيلة السورة الكريمة آثار صحيحة.
قال عليه السلام :"من قرأ ﴿حم﴾ الدخان ليلة الجمعة أصبح مغفوراً له" ؛ أي : دخل في الصباح حال كونه مغفوراً له، فأصبح فعل تام بمعنى دخل في الصباح ؛ لأنه لو جعل ناقصاً يكون المعنى حصل غفرانه وقت الصباح، وليس المراد ذلك نعم لا يظهر المنع عن جعله بمعنى صار، وعنه عليه السلام "من قرأ الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك".
وهذان الحديثان رواهما أبو هريرة رضي الله عنه.
والأول أخرجه الترمذي، وقال أبو أمامة : سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول :"من قرأ ﴿حم﴾ ﴿حم﴾ ليلة الجمعة، أو يوم الجمعة بنى الله له بيتاً في الجنة"، كما في "كشف الأسرار" و"بحر العلوم"، وإسناد البناء إلى الله مجاز ؛ أي : يأمر الملائكة بأن يبنوا له في الجنة بثواب القراءة بيتاً عظيماً
٤٣٣
عالياً من در وياقوت، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
يقول الفقير : لما كان أصل البيت مأوى الإنسان بالليل، وكان إحياء الليل الذي فيه ترك البيتوتة غالباً، بمثل التلاوة جعل بناء البيت جزاء للقراءة الواقعة في الليلة المبنية على ترك البيتوتة ليكون الجزاء من جنس العمل وحمل النهار عليه، فافهم جداً، والله الموفق لمرضاته وتلاوة آياته وللعمل بحقائق بيناته، وهو المعين لأهل عناياته.
تمت سورة الدخان بعون الملك المنان في خامس شعبان من الشهور المنتظمة في سلك سنة ثلاث عشرة ومائة وألف.
سورة الجاثية سبع أو ست وثلاثون آية مكية.
والاختلاف في ﴿حم﴾.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٠٠


الصفحة التالية
Icon