هؤلاء إلا كما قيل : سمن قلبك يأكلك، فبلغ ذلك عمر، فاشتمل سيفه يريد التوجه إليه، فأنزلها الله.
(ودر تفسير امام ثعلبي مذكور است كه بعد از نزول آيت).
من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً :(فنحاص عاذور اليهودي بر سبيل طنز كفت خداى تعالى مكر محتاج است كه قرض ميطلبد ابن خبر يفاروق رضي الله عنه رسيده برجست وشمشير كشيد روى بجست وجوى او نهاد تاهر جابيند بقتلش رساند حضرت عليه السلام يطلب عمر فرستاد جون حاضر شد كفت اى عمر شمشير بنه كه حق سبحانه وتعالى بعفو فرموده وآيت بروى خواند عمر كفت يا رسول الله بدان خداى كه ترا بحق بخلق فرستاد كه ديكر اثر غضب درروى من نه بيند ودر مقابله كناه جز صفت عفو از من مشاهده نكند.
جويد بينى زخلق ودر كذارى.
تراز يبد طريق بردبارى.
اكرجه دامنت رامى دردخار.
توكل باش ودهان برخنده ميدار).
﴿لِيَجْزِىَ قَوْمَا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ تعليل للأمر بالمغفرة.
والمراد بالقوم : المؤمنون والتنكير لمدحهم، والثناء عليهم ؛ أي : أمروا بذلك ليجزي الله يوم القيامة قوماً ؛ أيَّ قوم لا قوماً مخصوصين بما كسبوا في الدنيا من الأعمال الحسنة التي من جملتها الصبر على أذية الكفار والمنافقين والإغضاء عنهم بكظم الغيظ، واحتمال المكروه، وما يقصر عنه البيان من الثواب العظيم، وقد جوز أن يراد بالقوم الكفرة وبما كانوا يكسبون سيئاتهم التي من جملتها ما حكي من الكلمة الخبيثة والتنكير للتحقير، فإن قلت : مطلق الجزاء لا يصلح تعليلاً للأمر بالمغفرة لتحققه على تقديري المغفرة وعدمها.
قلت : لعل المعنى : قل للمؤمنين يتجاوزوا عن إساءة المشركين والمنافقين، ولا يباشروا بأنفسهم لمجازاتهم ليجزيهم الله يوم القيامة جزاء كاملاً يكافي سيئاتهم ويدل على هذا المعنى.
الآية الآتية.
وأيضاً أن الكسب في أكثر ما ورد في القرآن كسب الكفار، ويجوز أن يكون المعنى ليجزيهم الله وقت الجزاء كيون بدر ونحوه.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٣٤
وفي الآية إشارة إلى أن المؤمن إذا غفر لأهل الجرائم، وأن لم يكونوا أهل المغفرة لإصرارهم على الكفر والأذى يصير متخلقاً بأخلاق الحق، ثم الله تعالى يجزي كل قوم جزاء عملهم من الخير والشر، إما في الدنيا والآخرة، أو في الآخرة.
﴿مِنْ﴾ :(هركه).
﴿عَمِلَ صَـالِحًا﴾، وهو ما طلب به رضي الله عنه تعالى.
﴿فَلِنَفْسِهِ﴾ ؛ أي : فنفع ذلك العمل الصالح وثوابه لنفسه عائد إليها.
﴿وَمَنْ أَسَآءَ﴾ :(وهركه كارى بدكند) ﴿فَعَلَيْهَا﴾ ؛ أي : فضرر إساءته وعقابها على نفسه لا يكاد يسري عمل إلى غير عامله.
﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ﴾ مالك أموركم لا إلى غيره.
﴿تُرْجَعُونَ﴾ : تردون بالموت، فيجازيكم على أعمالكم خيراً كان أو شراً، فاستعدوا للقائه ففيه ترغيب على اكتساب العمل الصالح وترهيب عن ارتكاب العمل السيىء، فمن الأول العفو والمغفرة للمجرم، وصاحبه متصف بصفات الله تعالى.
ومن الثاني : المعصية والظلم وصاحبه متصف بصفات الشيطان، فمن كان من الأبرار، فإن الأبرار لفي نعيم، ومن كان من الفجار، فإن الفجار لفي جحيم.
والفجور نوعان :
فجوز صوري، وهو ظاهر.
وفجور معنوي، وهو إنكار أهل الله والتعرض لهم بسوء بوجه من التأول، ونحو ذلك مما ظاهره صلاح وباطنه فساد، فرحم الله أهل التسليم والرضا والقبول، ومن ترك الحرام والشبهة والفضول.
وعن بعضهم : أنه كان يمشي في البرية، فإذا هو بفقير يمشي حافي القدمين حاسراً الرأس عليه خرقتان متزر بإحداهما مرتدي بالأخرى ليس معه
٤٤٢
زاد ولا ركوة، قال : فقلت في نفسي : لو كان مع هذا ركوة وحبل إذا أراد الماء توضأ وصلى كان خيراً له، ثم لحقت به، وقد اشتدت الهاجرة، فقلت له : يا فتى لو جعلت هذه الخرقة التي على كتفك على رأسك تتقي بها الشمس كان خيراً لك فسكت ومشى، ولما كان بعد ساعة قلت له : أنت حاف أي شيء ترى في نعل تلبسها ساعة وأنا ساعة، فقال : أراك كثير الفضول، ألم تكتب الحديث؟ فقلت : بلى، قال : فلم تكتب عن النبي عليه السلام من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، فكست ومشينا فعطشت، ونحن على ساحل، فالتفت إليّ وقال : أنت عطشان، فقلت : لا، فمشينا ساعة، وقد كظني العطش ؛ أي : جهدني وأوقعني في الشدة، ثم التفت، وقال : أنت عطشان، فقلت : نعم، وما تقدر تعمل معي في مثل هذا الموضع، فأخذ الركوة مني ودخل البحر وغرف من البحر وجاءني به، وقال : اشرب، فشربت ماء أعذب من النيل وأصفى لوناً، وفيه حشيش، فقلت في نفسي : هذا ولي الله، ولكني أدعه حتى إذا وافينا المنزل سألته الصحبة، فوقف، وقال : أيما أحب إليك أن تمشي أو أمشي، فقلت في نفسي : إن تقدم فاتني، ولكن أتقدم أنا وأجلس في بعض الموضع، فإذا جاء سألته الصحبة، فقال : يا أبا بكر إن شئت تقدم واجلس، وإن شئت تأخر، فإنك لا تصحبني.
ومضى وتركني، فدخلت المنزل، وكان به صديق لي وعندهم عليل، فقلت لهم : رشوا عليه من هذا الماء، فرشوا عليه فبرىء وسألتهم عن الشخص فقالوا : ما رأينا.