يقول الفقير : قال حضرة شيخي وسندي روح الله روحه : ينبغي أن يبدأ النفي من جانب اليسار ويحول الوجه إلى اليمين، ثم يوقع الإثبات على اليسار أيضاً، وذلك لأن الظلمة في اليسار فبابتداء النفي منه تطرح تلك الظلمة إلى طرف اليمين، وهو التخلية التي هي سر الخلوتية والنور في اليمين، فبتحويل الوجه إلى جانبها، ثم الميل في الإثبات إلى اليسار يطرح ذلك النور إلى جانب اليسار الذي هو موضع الإيمان ؛ لأنه في يسار الصدر، وهي التجلية التي هي سر الجلوتية، وهذا لأننا في قولهم النفي في طرف اليمين، والإثبات إلى طرف اليسار ؛ لأن النفي من في طرف اليمين حقيقة، وإنما الابتداء من اليسار، وهذا الابتداء لا ينافي كون النفي من طرفها، فاعرف.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٩٦
ومن آداب الذكر أن يكون الذاكر في بيت مظلم وأن ينظر بعين قلبه إلى ما بين حاجبيه، وفي ذلك سر ينكشف لمن ذاقه.
قال بعض الأكابر : من قال في الثلث الأخير من ليلة الثلاثاء : لا إله إلا الله ألف مرة بجمع همة وحضور قلب وأرسلها إلى ظالم عجل الله دماره وخرب دياره وسلط عليه الآفات وأهلك بالعاهات.
ومن قال : ألف مرة لا إله إلا الله، وهو على طهارة في كل صبيحة يسر الله
٥١٤
عليه أسباب الرزق وكذا من قالها عند منامه العدد المذكور باتت روحه تحت العرش تتغذى من ذلك العالم حسب قواها، وكذلك من قالها عند وقوف الشمس ضعف منه شيطان الباطن.
وفي الحديث :"لو يعلم الأمير ما له في ذكر الله لترك إمارته، ولو يعلم التاجر ما له في ذكر الله لترك تجارته، ولو أن ثواب تسبيحه قسم على أهل الأرض لأصاب كل واحد منهم عشرة أضعاف الدنيا".
وفي حديث آخر :"للمؤمنين حصون ثلاثة ذكر الله وقراءة القرآن، والمسجد، والمراد بالمسجد : مصلاه سواء كان في بيته، أو في الخارج.
كذا أوله بعض الكبار.
قال الحسن البصري : حادثوا هذه القلوب بذكر الله ؛ فإنها سريعة الدثور والمحادثة.
بالفارسية :(بزدودن والدثور زنك افكندن كارد وشمشير).
وقال الجامي :
يادكن آنكه درشب
اسرى باحبيب خدا خليل خدا
كفت كوى ازمن اى رسول كرام
امت خويش راز بعد سلام
كه بودباك وخوش زمين بهشت
ليك آنجا كسى درخت نكشت
خاك او باك وطيب افتاده
ليك هست از درختا ساده
غرس أشجار آن بسعى جميل
بسمله حمد له است بس تهليل
هست تكبير نيزازان أشجار
خوش.
كسى كش جزاين نباشد كار
باغ جنات تحتها الأنهار
سبز وخرم شودازان اشجار
وفي الحديث :"استكثروا من قوله : لا إله إلا الله والاستغفار، فإن الشيطان، قال : قد أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله، والاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء حتى يحسبون أنهم مهتدون، فلا يستغفرون".
وفي الحديث :"جددوا إيمانكم"، قالوا : يا رسول الله كيف نجدد إيماننا، قال :"أكثروا من قول لا إله إلا الله"، ولما بعث عليه السلام معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن أوصاه.
وقال :"إنكم ستقدمون على أهل الكتاب، فإن سألوكم عن مفتاح الجنة فقولوا : لا إله إلا الله".
وفي الحديث : إذا قال العبد المسلم : لا إله إلا الله خرقت السماوات حتى تقف بين يدي الله، فيقول الله : اسكني اسكني، فتقول : كيف أسكن، ولم تغفر لقائلها، فيقول : ما أجريتك على لسانه إلا وقد غفرت له"، وفي طلب المغفرة للمؤمنين والمؤمنات تحصيل لزيادة الحسنة لقوله عليه السلام :"من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة".
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٩٦
وفي الخبر : من لم يكن عنده ما يتصدق به فليستغفر للمؤمنين والمؤمنات، فإنه صدقة.
وكان عليه السلام : يستغفر الله في كل يوم سبعين مرة.
وفي رواية : مائة مرة، ويستغفر للمؤمنين خصوصاً للشهداء ويزور القبور، ويستغفر للموتى ويعرف من الآية أنه يلزم الابتداء بنفسه، ثم بغيره.
قال في ترجمة "الفتوحات" :(بعد از رسل هيجكس را آن حق نيست مادر وبدررا ومع هذا نوح عليه السلام دردعاى نفس خودرا مقدم داشت).
قال : رب اغفر لي ولوالدي وإبراهيم عليه السلام :(فرمود) واجبني وبني أن نعبد الأصنام.
رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ابتدأ بنفس خود كرد والداعي للغير لا ينبغي أن يراه أحوج إلى الدعاء من نفسه وإلا لداخله العجب، فلذا أمر الداعي بالدعاء لنفسه أولاً، ثم لغيره.
اللهم اجعلنا من المغفورين.
﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَـاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَـالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ * وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـاتِكُمْ فِى حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِى الارْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ * وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَه بِالاحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ﴾.


الصفحة التالية
Icon