﴿أَلا﴾ بدانيد كه ؛ أي : من حقه وواجباته ﴿الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ من الشرك ؛ أي : إلا هو الذي يجب أن يخص بإخلاص الطاعة له :(يعني او سزاوار آنست كه طاعة او خالص باشد) لتفرده بصفات الألوهية واطلاعه على الغيوب والأسرار، وخلوص نعمته عن استجرار النفع.
وفي "الكواشي" : ألا لدين الخالص من الهوى والشك والشرك، فيتقرب به إليه رحمة لا أن له حاجة إلى إخلاص عبادته.
وفي "التأويلات النجمية" : الدين الخالص ما يكون جملته، وما للعبد فيه نصيب والمخلص من خلصه الله من حبس الوجود بجوده لا بجهده.
وعن الحسن : الدين الخالص الإسلام، لأن غيره من الأديان ليس بخالص من الشرك، فليس بدين الله الذي أمر به فالله تعالى لا يقبل إلا دين الإسلام.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله، إني أتصدق بالشيء وأضع الشيء أريد به وجه الله وثناء الناس، فقال عليه السلام : والذي نفس محمد بيده لا يقبل الله شيئاً شورك فيه، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ألا لدين الخالص.
وقال عليه السلام، قال الله سبحانه :"من عمل لي عملاً أشرك فيه معي غيري، فهو له كله، وأنا بريء منه، وأنا أغنى الأغنياء عن الشرك"، وقال عليه السلام :"لا يقبل الله عملاً فيه مقدار ذرة من رياء" :
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٦٨
زعمرو اى بسر جشم اجرت مدار
جو درخانه زيد باشى بكار
(سزاى الله تعالى عبادت باكست بي نفاق وطاعت خالصة بى ريا وكوهر إخلاص كه يابنددر صدق دل يا بند يادر درياى سينه واز انيجاست كه حذيقه كويد رضي الله عنه ازان مهتر كائنات عليه السلام بر سيدم كه اخلاص جيست كفت ازجبريل برسيدم إخلاص جيست كفت از رب العزة برسيدم كه إخلاص جيست كفت سر من أسراري استودعته قلب من أحببت من عبادي كفت كوهر ست كه از خزينه أسرار خويش بيرون آوردم ودرسو يداى دل دوستان خويش وديعت نهادم اين إخلاص نتجه دوستى است واثر بندكى هركه لباس محبت بوشيد وخلقت بندكى برافكند هر كاركه كند ازميان دل كند دوستى حق تعالى بآرزوهاى برا كنده دريك دل جمع نشود وفريضه تن نماز وروزه است وفريضه دل دوستى حق نشان دوستى آنست كه هر مكروه طبيعت ونهاد كه) :
از دوست بتو آيد ديده نهى
ولو بيد الحبيب سقيت سما
لكل السم من يده يطيب
زهرى كه بيادتو خورم نوش آيد
ديوانه ترا بيند وباهوش آيد
آن دل كه توسوختى تراشكر كند
(وآن خون كه توريختى بتو فخر كند).
﴿وَالَّذِينَ﴾ عبارة عن المشركين ﴿اتَّخَذُوا﴾ : يعني عبدوا.
﴿مِن دُونِهِ﴾ ؛ أي : حال كونهم متجاوزين الله وعبادته.
﴿أَوْلِيَآءَ﴾ : أرباباً أوثاناً كالملائكة وعيسى وعزير والأصنام لم يخلصوا العبادةتعالى، بل شابوها بعبادة غيره حال كونهم قائلين.
﴿مَا نَعْبُدُهُمْ﴾ ؛ أي : الأولياء لشيء من الأشياء.
﴿إِلا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾
٧٠
أي : تقريباً، فهو مصدر مؤكد على غير لفظ مصدر ملاق له في المعنى، وكانوا إذا سئلوا عمن خلق السماوات والأرض.
قالوا الله، فإذا قيل لهم : لم تعبدون الأصنام.
قالوا : إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله.
وفي "تفسير الكاشفي" :(درخواست كنند تا بشفاعت ايشان ميزلت يا بيم).
وذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني : أن أصل وضع الأصنام إنما كان من قوة التنزيه من العلماء الأقدمين، فإنهم نزهوا الله عن كل شيء وأمروا بذلك عامتهم، فلما رأوا أن بعض عامتهم صرح بالتعطيل وضعوا لهم الأصنام وكسوها الديباج والحلي والجواهر وعظموها بالسجود وغيره، ليتذكروا بها الحق الذي غاب عن عقولهم.
وغاب عن أولئك العلماء أن ذلك لا يجوز إلا بإذن من الله تعالى :﴿أَنَّ اللَّهَ﴾ إلخ.
خبر للموصول :﴿يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ﴾ ؛ أي : بين المتخذين بالكسر غير المخلصين، وبين خصمائهم المخلصين للدين، وقد حذف لدلالة الحال عليه ﴿فِى مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ من الدين الذي اختلفوا فيه بالتوحيد والإشراك وادعى كل فريق صحة ما انتحله وحكمه تعالى في ذلك إدخال الموحدين الجنة والمشركين النار، فالضمير للفريقين.
﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِى﴾ لا يوفق إلى الاهتداء إلى الحق الذي هو طريق النجاة من المكروه.
والفوز بالمطلوب.
﴿مَنْ هُوَ كَـاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ ؛ أي : راسخ في الكذب مبالغ في الكفر كما يعرب عنه قراءة كذاب وكذوب ؛ فإنهما فاقدان للبصيرة غير قابلين للاهتداء لتغييرهما : الفطرة الأصلية بالتمرن في الضلالة والتمادي في الغيّ، قال في "الوسيط" : هذا فيمن سبق عليه القضاء بحرمان الهداية، فلا يهتدي إلى الصدق والإيمان البتة.
قال الحافظ :
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٦٨
كرجان بدهد سنك سيه لعل نكردده
باطينت أصلى جه كند بدكهر افتاد