واشربوا في أنصاف البطون فإنه جزء من النبوة".
قال الشيخ سعدي :
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٦٨
باندازه خورزاد اكر آدمى
جنين برشكم آدمى يا خمى
درون جاى قوتست وذكر نفس
تو بندارى از بهر ناتست وبس
ندارند تن بروران آكهى
كه برمعده باشد زحكمت تهى
﴿أولئك﴾ : البعداء الموصوفون بما ذكر من قساوة القلب.
وبالفارسية :(آن كروه غافلان وسنكدلان).
﴿فِى ضَلَـالٍ﴾ بعيد عن الحق ﴿مُّبِينٍ﴾ : ظاهر كونه ضلالاً للناظر بأدنى نظر، يعني :(ضلالت ايشان برهركه اندك فهمى دارد ظاهر است).
واعلم أن الآية عامة فيمن شرح صدره للإسلام بخلق الإيمان فيه.
وقيل : نزلت في حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما وأبي لهب وولده.
فحمزة وعلى ممن شرح الله صدره للإسلام.
وأبو لهب وولده من الذين قست قلوبهم، فالرحمة للمشروح صدره والغضب للقاسي قلبه.
روي في الخبر أنه لما نزلت هذه الآية، قالوا : كيف ذلك يا رسول الله، يعني : ما معنى شرح الصدر، قال :"إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح"، فقيل : ما علامة ذلك، قال :"الإنابة إلى دار الخلود"، يعني التوجه للآخرة.
"والتجافي عن دار الغرور".
(يعني : برهيز كردن از دنيا).
"والتأهب للموت قبل نزوله".
(وعزيزى درين معنا فرموده است).
نشان آن دلى كز فيض إيمانست نوراني
توجه باشد اول سوى دار الملك روحاني
زدنيا روى كردانيدن وفكر اجل كردن
كه جون مرك اندر آيدخوش توان مردن بآساني
وفي "التأويلات النجمية" : يشير إلى أن الإيمان نور ينوّر الله به مصباح قلوب عباده المؤمنين والإسلام ضوء نور الإيمان تستضيء به مشكاة صدورهم، ففي الحقيقة من شرح الله صدره بضوء نور الإسلام، فهو على نور من نظر عناية ربه.
ومن أمارات ذلك النور محو آثار ظلمات الصفات الذميمة النفسانية من حب الدنيا وزينتها وشهواتها وإثبات حب الآخرة والأعمال الصالحة، والتحلية بالأخلاق الكريمة الحميدة.
قال تعالى :﴿يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ﴾ (الرعد : ٣٩)، ومن أماراته أن تلين قلوبهم لذكر الله فتزداد أشواقهم إلى لقاء الله تعالى وجواره، فيسأمون من محن الدنيا وحمل أثقال أوصاف البهيمية والسبعية والشيطانية، فيفرون إلى الله ويتنورون بأنوار صفاته منها نور اللوائح بنور العلم، ثم نور اللوامع ببيان الفهم، ثم نور المحاضرة بزوائد اليقين، ثم نور المكاشفة بتجلي الصفات، ثم نور المشاهدة بظهور الذات ثم أنوار جلال الصمدية بحقائق التوحيد، فعند ذلك لا وجد ولا وجود ولا قصد ولا مقصود ولا قرب ولا بعد ولا وصال ولا هجران أن كل شيء هالك إلا وجهه كلا بل هو الله الواحد القهار :
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٦٨
جامى مكن انديشه زنز ديكى ودورى
لا قرب ولا بعد ولا وصل ولا بين
قال الواسطي : نور الشرح منحة عظيمة لا يحتمله أحد إلا المؤيدون بالعناية والرعاية، فإن العناية تصون الجوارح والأشباح والرعاية تصون الحقائق والأرواح.
وفي "كشف الأسرار" :(بدان كه دل آدمى را جهارا برده است.
برده أول صدر است مستقر عهد إسلام كقوله تعالى :﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه لِلاسْلَـامِ﴾.
برده دوم قلب است محل نور إيمان نور إيمان كقوله تعالى :
٩٦
﴿أولئك كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الايمَـانَ﴾ (المجادلة : ٢٢)، برده سوم فؤادست سرابرده مشاهده حق كقوله تعالى :﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ (النجم : ١١).
برده جهارم شفافست محط رحل عشق كقوله تعالى :﴿قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا﴾ (يوسف : ٣٠) رب العالمين جون خواهد كه رميده را بكمند لطف درراه دين خويش كشد اول نظرى كند بصد روى تاسينه وى از هوى وبدعتها باك كردد وقدم وى برجاده سنت مستقيم شود بس نظر كند بقلب وى تا از آلايش دنيا وأخلاق نكوهيده جون عجب وحسد وكبر وريا وحرص وعداوت ورعونت باك كردد ودر راه ورع روان شود بش نظرى كند بفؤاد وى واورا از خلائق وعلائق بازبرده جشمه علم وحكمت در دل وى كشايد نور هدايت تحفه نطفه وى كرداند جنانكه كفت ﴿فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ بس نظرى كند بشغاف وى واورا از آب وكل بازبرد قدم در كوى فنا نهد ونور برسه قسم است يكى برزبان ويكى دردل ويكى درتن.
نور زبان توحيد است وشهادت.
ونورتن خدمت است وطاعت.
ونوردل شوق است ومحبت.
نور زبان بجنت رساند لقوله تعالى :﴿فَأَثَـابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّـاتٍ﴾ (المائدة : ٨٥).
نورتن بفردوس رساند.
لقوله :﴿إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـالِحَـاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّـاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا﴾ (الكهف : ١٠٧).
نوردل بلقاى دوست رساند) لقوله تعالى :﴿وُجُوهٌ يَوْمَـاـاِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ (القيامة : ٢٢ ـ ـ ٢٣).
وفي الحديث :"إن لأهل النعم أعداء فاحذروهم".
قال بعضهم : وأجل النعم على العبد نعمة الإسلام وعدوها إبليس، فاحفظ هذه النعمة وسائر النعم واحذر من النسيان والقسوة والكفران.