(داود طائى رحمه الله عالم وقت بود ودر فقه فريد عصر بود ودر مقام صدق جنان بود كه آن شب كه ازدنيا بيرون رفت از آسمان ندا آمدكه "يا أهل الأرض إن داود الطائي رحمه الله قدم على ربه، وهو غير راضٍ" واين منزلت ومنقب در صدق عمل جنان بودكه أبو بكر عياش حكايت كندكه در حجره وى شدم أورا ديدم تشته وباره نان خشك دردست داشت ومى كريست كفتم).
ما لك يا داود، فقال : هذه الكسرة آكلها ولا أدري أمن حلال هي أم من حرام.
(وشيخ أبو سعيد أبو الخير قدس سره را در مجلس سؤال كردندكه).
يا الشيخ ما الصدق؟ وكيف السبيل إلى الله شيخ كفت.
الصدق : وديعة الله في عباده ليس للنفس فيه نصيب ؛ لأن الصدق سبيل إلى الحق، وأبى الله أن يكون لصاحب النفس إليه سبيل.
قال عليه السلام لمعاذ رضي الله عنه :"يا معاذ أخلص دينك يكفك القليل من العمل".
﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾.
أدخلت همزة الإنكار على كلمة النفي، فأفادت معنى إثبات الكفاية وتقريرها.
والكفاية ما فيه سد الخلة وبلوغ المراد في الأمر ؛ أي : هو تعالى كاف عبده محمداً صلى الله تعالى عليه وسلم أمر من يعاديه وناصره عليه، وفيه تسلية له عليه السلام، ويحتمل الجنس، ففيه تسلية لكل من تحقق بمقام العبودية.
وعن بعض الكبار أليس بكاف عبده أن يعبده، ويؤمن به وأيضاً عبده المتحقق بحقيقة هويته التي هي مبدأ الألوهية ؛ أي : ألوهيته وإلهيته.
وفي "التأويلات النجمية" : أن الله كاففٍ عبده عن كل شيء، ولا يكفي له كل شيء عن الله.
ولهذا المعنى إذ يغشى السدرة ما يغشى من نفائس الملك والملكوت لتكون للنبي عليه السلام تلك النفائس كافية عن رؤية ما زاغ البصر، وما طغى بنظر القبول إليها حتى رأى من آيات ربه الكبرى.
وفي "عرائس البقلي" : فيه نبذة من
١٠٩
العتاب، عاتب الحق عباده بلفظ الاستفهام ؛ أي : هل يجري على قلوبهم أني أتركهم من رعايتي وحفظي كلا، ومن يجترىء أن يقوم بمخاصمة من هو في نظري من الأزل إلى الأبد.
وفي "كشف الأسرار" : من تبرأ من اختياره واحتياله وصدق رجوعه إلى الله من أحواله ولا يستعين بغير الله من أشكاله وأمثاله آواه الله إلى كنف إقباله وكفاه جميع أشغاله.
وفي الحديث :"من أصبح وهمومه هم واحد كفاه الله هموم الدنيا والآخرة".
(عبد الواحد زيدرا كفتند هيج كس را دانى كه در مراقبت خالق جنان مستغرق بودكه أورا برواى خلق نباشد كفت يكى را دانم كه همين ساعت درآيد عتبة الغلام در آمد عبد الواحد كفت اى عتبه درراه كراديدى كفت هيج كس را وراه وى بازار بود انجمن خلق).
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٦٨
وقال السيد جعفر الصادق رضي الله عنه : ما رأيت أحسن من تواضع الأغنياء للفقراء، وأحسن من ذلك إعراض الفقير عن الغني استغناء بالله تعالى ورعايته وكفايته.
قال أبو بكر بن طاهر رحمه الله : من لم يكف بربه بعد قوله :﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾، فهو من درجة الهالكين.
وقال ابن عطاء رحمه الله : رفع جلاجل العبودية من عنقه من نظر بعد هذه الآية إلى أحد من الخلق، أو رجاهم، أو خافهم، أو طمع فيهم :
بس ترا از ما سوى امداد هو
كفت أليس الله بكاف عبده
﴿وَيُخَوِّفُونَكَ﴾ ؛ أي : المشركون ﴿بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ﴾ ؛ أي : بالأوثان التي اتخذوها آلهة من دون الله تعالى، ويقولون : إنك تعيبها، وإنها لتصيبك بسوء كالهلاك، أو الجنون، أو فساد الأعضاء.
وقال بعض أهل التفسير : إن هذه الآية ؛ أي : قوله :﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ نزلت مرة في حق النبي عليه السلام، ومرة في شأن خالد بن الوليد رضي الله عنه كسورة الفاتحة حيث نزلت مرة بمكة، ومرة بالمدينة.
(ونزولش در حق خالد بن الوليد آنست كه قومى از مشركان عرب درختى را بمعبودى كرفته بودند ودر وى ديوى در زير بيخ آن درخت قرار كدره بود نام آن ديو عزى ورب العزة آنرا سبب ضلالت ايشان كرده بود مصطفى عليه السلام خالد وليدرا فرموده تا آن درخت را ازبيخ بر آورد وآن ديورا بكشد مشركان كرد آمدند وخالد را بترسانيد ند كه عزى ترا هلاك كند يا ديوانه كند خالد از مقالت ايشان مصطفى را خبر كرد ورب العزة در حق وى اين آيت فرستادكه ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَه وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ﴾ خالد باز كشت وآن درخت را از بيج بكند وزير آن درخت شخصى يافت عظيم سياه كريه المنظر واورا بكشت بس مصطفى عليه السلام كفت).
تلك عزى ولن تعبد أبداً.
كذا في "كشف الأسرار" :﴿وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ﴾ ؛ أي : ومن يجعله دالاً عن الطريق القويم والفهم المستقيم حتى غفل عن كفايته تعالى وعصمته له عليه السلام وخوفه بما لا ينفع ولا يضر أصلاً.
﴿فَمَا لَه مِنْ هَادٍ﴾ يهديه إلى خير ما.
﴿وَمَن يَهْدِ اللَّهُ﴾ ؛ أي : ومن يرشده إلى الصراط المستقيم.
﴿فَمَا لَه مِن مُّضِلٍّ﴾ يصرفه عن مقصده أو يصيبه بسوء يخل بسلوكه إذ لا راد لفعله، ولا معارض لإرادته.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٦٨


الصفحة التالية
Icon