وحكمهم عند الله حكم من مات على حالة شهود ونعت استقامة وحالهم في الدنيا حكم الحيوان ينال جميع ما يطلب حكم طبيعته من أكل وشرب ونكاح من غير تقييد ولا مطالبة عليه عند الله مع وجود الكشف وبقائه عليهم كما تكشف البهائم وكل دابة حياة الميت على النعش وهو يحور ويقول : قدموني إن كان سعيداً ويقول : أين تذهبون بي إن كان شقياً فذاهب العقل معدود في الأموار لذهاب عقله معدود في الأحياء بطبعه فهو من السعداء الذين رضي الله عنهم وأكثر المجانين من غلبة المكاشفات والمشاهدات يعني أنهم يكاشفون الأمور الغيبية والأحوال الملكوتية ويشاهدون ما خفي عن أعين العامة وذلك من غير سبق المجاهدة منهم فبذلك يخرجون عن دائرة العقل إذ لا يتحملون الفتح الفجائي لعدم تهيئهم قبله ثم يتعسر إدخالهم في دائرة العقل إلا أن أراد الله تعالى ذلك فالمقبول البقاء على العقل وأن يكون المرء غالباً على حاله لا أن يكون الحال غالباً والأول من أحوال أهل النهاية والثاني من أحوال أهل البدية والله الغالب على أمره ﴿وَفِى عَادٍ﴾ أي وفي قوم هود آيات إن كان معطوفاً على وفي الأرض أو وجعلنا فيهم آية على تقدير كونه معطوفاً على قوله وتركنا فيها آية ﴿إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ﴾ أي على أنفسهم أصالة وعلى دورهم وأموالهم وأنعامهم تبعاً ﴿الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾ العقم بالضم هزمة تقع في الرحم فلا تقبل الولد كما في القاموس وصفت بالعقم لأنها أهلكتهم وقطعت دابرهم فالعقيم بمعنى المعقم أو العاقم وفيه استعارة تبعية شبه إهلاكهم وقطع دابرهم بأعقام النساء التي لا يلدن ولا يعقبن ثم أطلق المشبه به على المشبه واشتق منه العقيم أو وصفت به لأنها لم تتضمن خيراً ما من إنشاء مطر أو القاح شجره يعني شبه عدم تضمنها منفعة بعقم المرأة ثم أطلق عليه فالعقيم بمعنى الفاعل من اللازم وفي بحر العلوم ولعله سماها عقيماً لأنها كانت سبب قطع الأرحام من الولادة بإهلاكها إياهم وقطعها دابرهم وهي من رياح العذاب والهلاك وهي النكباء على قول علي رضي الله عنه وهي التي انجرفت ووقعت بين ريحين أو بين الصبا والشمال وهي الدبور على قول ابن عباس رضي الله عنهما ويؤيده
١٦٧
قوله عليه السلام : نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور وهي ريح تقابل الصبا أي ريح تجيىء من جانب المغرب فإن الصبا تجيء من جانب المشرق وقال ابن المسيب : الريح العقيم هي الجنوب مقابل الشمال وهي ريح تجيىء من شمال من يتوجه إلى المشرق
جزء : ٩ رقم الصفحة : ١٤٥
﴿مَا تَذَرُ﴾ أي ما تترك يقال ذره أي دعه يذره تركاً ولا تقل وذراً وأصله وذره يذره نحو وسعه يسعه لكن ما نطقوا بماضيه ولا بمصدره ولا باسم الفاعل ﴿مِن شَىْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ﴾ أي جرت عليه من أنفسهم ودورهم وأموالهم وأنعامهم ﴿إِلا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ﴾ كالشيء البالي المتفتت فهو كل ما رم وبلي وتفتت من عظم أو نبات أو غير ذلك وبالفارسية مثل كياه خشك يا استخوان كهنه شده ريزيده.
وفي القاموس رم العظم يرم رمة بالكسر ورما ورميما وارم بلي فهو رميم وفي المفردات الرمة بالكسر تختص بالعظم والرمة بالضم بالحبل البالي والرم بالكسر بالفتات من الخشب والحشيش والتبن وعن ابن عباس رضي الله عنهما ما أرسل على عاد من الريح إلا مثل خاتمي هذا يعني إن الريح العقيم تحت الأرض فأخرج منها مثل ما يخرج من الخاتم من الثقب فأهلكهم الله به وفيه إشارة إلى شدة تلك الريح وأشير بكونها تحت الأرض إلى ريح الهوى التي تحت أرض الوجود فهي أيضاً شديدة جداً فإنها حيث هبت تركت الديار بلا قع وأيضاً هي ريح جلال الله تعالى وقهره فإنها إذا هبت تميت النفوس عن أوصافها فلا يبقى منها شيء فالعقيم في بر الجسد والعاصف والقاصف في بحر الروح وكان عليه السلام يتعوذ بالله تعالى حين تهب الرياح الشديدة فليتعوذ العاقل من المهلكات فإنه إذا هلكت النفس بالهلاك الصوري قبل الكمال خسرت التجارة وكذا إذا هلك القلب فإن حياة المرى حينئذ لا فائدة فيها.
سأال كردنداز حسن بصري رحمه الله كه يا شيخ دلهاى ما خفته است سخن تودروى كار واثر نمى كنده كنيم كفت كاشكى خفته بودى كه خفته رابجنباني بيدار شود امادلهاى شما مرده است كه هرجند مى جنبانى بيدار نمى كردد.
قال المولى الجامي :
أي بمهد بدن و طفل صغير
مانده دردست خواب غفلت اسير
يش ازان كت اجل كند بيدار
كرنمردى زخواب سر برادر