سبع على المجاورة والملاصقة وافتراق الأقاليم لا على المطابقة والمكابسة وأهل النظر من المسلمين يميلون إلى هذا القول ومنهم من يقول سبع على الانخفاض والارتفاع كدرج المراقي ويزعم بعضهم أن الأرض مقسومة لخمس مناطق وهي المنطقة الشمالية والجنوبية والمستوية والمعتدلة والوسطى واختلفوا في مبلغ الأرض وكميتها فروى عن مكحول أنه قال ما بين أقصى الدنيا إلى أدناها مسيرة خمسمائة سنة مائتان من ذلك في البحر ومائتان ليس يسكنها أحد وثمانون فيها يأجوج ومأجوج وعشرون فيها سائر الخلق وعن قتادة قال : الدنيا أربعة وعشرون ألف فرسخ فملك السودان منها اثنا عشر ألف فرسخ وملك الروم ثمانية آلاف فرسخ وملك العجم والترك ثلاثة آلاف فرسخ وملك العرب ألف فرسخ وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ربع من لا يلبس الثياب من السودان أكثر من جميع الناس وقال بطليموس بسيط الأرض كلها مائة واثنان وثلاثون ألف ألف وستمائة ألف ميل فتكون مائتي ألف وثمانية وثمانين ألف فرسخ فإن كان حقاً فهو وحي من الحق أو إلهام وإن كان قياساً واستدلالاً فهو قريب من الحق أيضاً وأما قوله قتادة ومكحول فلا يوجب العلم اليقيني الذي يقطع على الغيب به كذا في خريدة العجائب ﴿وَمِن كُلِّ شَىْءٍ﴾ أي من أجناس الموجودات فالمراد بالشيء الجنس وقيل من الحيوان ﴿خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾ صنفين ونوعين مختلفين كالذكر والأنثى والسماء والأرض والليل والنهار والشمس والقمر والصيف والشتاء والبر والبحر والسهل والجبل والإنس والجن والنور والظلمة والأبيض والأسود والدنيا والآخرة والإيمان والكفر والسعادة والشقاوة والحق والباطل والحلو والمر والموت والحياة والرطب واليابس والجامد والنامي والمدر والنبات والناطق والصامت والحلم والقهر والجود والبخل والعر والذلة والقدرة والعجز والقوة والضعف والعلم والجهل والصحة والسقم والغنى والفقر والضحك والبكاء والفرح والغم والفوق والتحت واليمين والشمال والقدام والخلف والحرارة والبرودة وهلم جرا قال الراغب : يقال لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى في الحيوان المتزاوج زوج ولكل قرينين فيها وفي غيرها زوج كالخف والنعل ولكل ما يتقرن بالآخر مماثلاً له أو مضاداً زوج وفي قوله ومن كل شيء خلقنا زوجين تنبيه على أن الأشياء كلها مركبة من جوهر وعرض ومادة وصورة وأن لا شيء يتعرى منها إذ الأشياء كلها مركبة من تركيب يقتضي كونه مصنوعاً وأنه لا بد له من صانع تنبيهاً على أنه تعالى هو الفرد فبين بقوله ومن كل شيء الخ أن كل ما في العالم فإنه زوج من حيث أن له ضداً ما أو مثلاً ما أو تركيباً ما بل لا ينفك من وجه من تركب وإنما ذكر ههنا زوجين تنبيهاً على أنه وإن لم يكن له ضد ولا مثل فإنه لا ينفك من تركب صورة ومادة وذلك زوجان قال الخراز قدس سره : اظهر معنى الربوبية والوحدانية بأن خلق الأزواج ليخلص له الفردانية ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ أي فعلنا ذلك كله من البناء والفرش وخلق الأزواج كي تتذكروا فتعرفوا أنه خالق الكل ورازقه وأنه المتحق للعبادة وأنه قادر على إعادة الجميع فتعلموا بمقتضاه وبالفارسية باشد كه شما بند بذير شويد ودانيد كه وجدانيت از خواص
١٧٢
ممكنات نيست ومن واجب بالذاتم وواجب قابل تعدد وانقسام نيست :
جزء : ٩ رقم الصفحة : ١٤٥
ذاتش از قسمت وتعدد اك
وحدت او مقدس از اشراك
از عدد دم مزن كه او فردست
كى عدد بهر فردد رخوردست
احدست وشمار از ومعزول
صمدست وتبار از ومخذول