التذلل ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال قال بعض الكبار العبادة ذاتية للمخلوق لأنها ذلة في اللغة العربية وإنما وقع التكليف بالأفعال المخصوصة التي هي العبادة الوصفية للتنبيه على تلك الذلة الذاتية حتى يتذللوا ويتخضعوا لربهم وخالقهم بالوجه المشروع ولعل تقديم خلق الجن في الذكر لتقدمه على خلق الإنس في الوجود ومعنى خلقهم لعبادته تعالى خلقهم مستعدين لها أتم استعداد ومتمكنين منها أكمل تمكين مع كونها مطلوبة منهم بتنزيل ترتيب الغاية على ما هي ثمرة له منزلة ترتب الفرض على ما هو غرض له فإن استتباع أفعاله تعالى لغايات جليلة مما لا نزاع فيه قطعاً كيف لا وهي رحمة منه تعالى وتفضل على عباده وإنما الذي لا يليق بجنابه تعالى تعليلها بالغرض بمعنى الباعث على الفعل بحيث لولاه لم يفعل لإفضائه إلى استكماله بفعل وهو الكامل بالفعل من كل وجه وأما بمعنى نهاية كمالية يفضي إليها فعل الفاعل الحق فغير منفي من أفعاله تعالى بل كلها جارية على ذلك المنهاج وعلى هذا الاعتبار يدر وصفه تعالى بالحكمة ويكفي في تحقق معنى التعليل على ما يقوله الفقهاء ويتعارفه أهل اللغة هذا المقدار وبه يتحقق مدلول اللام وأما إرادة الفاعل لها فليست من مقتضيات اللام حتى يلزم عن عدم صدور العبادة عن البعض تخلف المراد عن الإرادة فإن تعوق البعض عن الوصول إلى الغاية مع تعاضد المبادي وتأخر المقدمات الموصلة إليها لا يمنع كونها غاية كما في قوله تعالى كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ونظائره كذا في الأرشاد قال سعدي المفتي فاللام حينئذ على حقيقتها فتأمل انتهى والحاصل أن قوله إلا ليعبدون إثبات السبب الموجب للحق فهذه اللام لام الحكمة والسبب شرعاً ولام العلة عقلاً قال المولى رمضان في شرح العقائد واستكماله تعالى بفعل نفسه جائز بل واقع فإنه تعالى حين أوجد العالم قد استكمل بكمال الموجدية والمعروفية على ما نطق به قوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون أي ليعرفون وهو كمال إضافي يجوز الخلو عنه انتهى مقصود إلهي ازهمه كمال جلا واستجلاست كه در انسان كامل جمعاً وتفصيلاً بظهور رمد ودر عالم تفصيلاً فقط سؤال طلب ابن مقصودنه استكمالست كه مستدعى سبق نقصاً نست نانكه اهل كلام ميكويندكه افعال الله معلل بأغراض نشايد بودن جواب آنه محذورست استكمال بغير است واين استكمال بصفات خوداست نه بغير كذا في تفسير الفاتحة للشيخ صدر الدين القنوي قدس سره وكذا قال في بعض شروح الفصوص أن للحق سبحانه كمالاً ذاتياً وكمالاً إسمائياً وامتناع استكماله بالغير إنما هو في الكمال الذاتي لا الأسمائي فإن ظهور آثار الأسماء ممتنع بدون المظاهر الكونية انتهى.
قال المولى الجامي :
جزء : ٩ رقم الصفحة : ١٤٥
وجود قابل شرط كمال اسمائيست
وكرنه ذات نباشد بغير مستكمل
وقال أيضاً :
أي ذات رفيع تونه جوهر نه عرض
فضل وكرمت نيست معلل بغرض
يعني حق سبحانه وتعالى بحسب كمال ذاتي ازوجود عالم وعالميان مستغنيست كما قال تعالى والله هو الغني وون ظهور كمال اسمائي موقوفست بروجود اعيان ممكنات س آنرا ايجاد كرد :
١٧٦
تاخود كردد بجمله اوصاف عيان
واجب باشد كه ممكن آيد بميان
ورنه بكمال ذاتي از آدميان
فردست وغنى نانكه خود كرد بيان


الصفحة التالية
Icon