وذلك لأن العرش سقف الجنة وهو محيط بعالم الأجسام كما أن سقف البيت محيط بالجدران ولا يخفى حسن موقع العنوان المذكور من حيث اجتماع السقف مع البيت ومن حيث أن العرض على التقدير الثاني والبيت المعمور متقاربان تقارب السقف بالبيت ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾ أي المملوء وهو البحر المحيط الأعظم الذي منه مادة جميع البحار المتصلة والمنقطعة وهو بحر لا يعرف له ساحل ولا يعلم عمقه إلا الله تعالى والبحار التي على وجه الأرض خلجان منه وفي هذا البحر عرش إبليس لعنه الله وفيه مدائن تطفو على وجه الماء وهي آهلة من الجن في مقابلة الربع الخراب من الأرض وفيه قصور تظهر على وجه الماء طافية ثم يغيب وتظهر فيه الصور العجيبة والأشكال الغريبة ثم تغيب في الماء وفي هذا البحر ينبت شجر المرجان كسائر الأشجار في الأرض وفيه من الجزائر المسكونة والخالية ما لا يعلمه إلا الله تعالى قال في القاموس سجر التنور أحماه والنهر ملأه والمسجور الموقد والساكن ضد والبحر الذي ماؤه أكثر منه انتهى وقال بعض المفسرين والبحر المسجور أي الموقد من قوله تعالى وإذا البحار سجرت والمراد به الجنس وعدد البحار العظيمة سبعة كما أن عدد الأنهار العظيمة كذلك وكل ماء كثير بحر.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ١٨٤
ـ روي ـ أن الله تعالى يجعل البحار يوم القيامة ناراً يسجر بها نار جهنم وفي الحديث :"لا يركبن رجل بحراً إلا غازياً أو معتمراً أو حاجاً" فإن تحت البحر ناراً أو تحت النار بحراً والبحر نار في نار وهذا على أن يكون البحر بحر الدنيا وبحر الأرض وقال علي وعكرمة رضي الله عنهما : هو بحر تحت العرش عمقه كما بين سبع سموات إلى سبع أرضين فيه ماء غليظ يقال له بحر الحيوان وهو بحر مكفوف أي عن السيلان يمطر منه على الموتى ماء كالمني بعد النفخة الأولى أربعين صباحاً فينبتون في قبورهم وحمله بعض المشايخ على صورة إحياء الله تعالى يعني كما أنه ينبت النبات بماء المطر فيظهر من الأرض فكذا الموتى يخلقهم الله خلقاً جديداً فيظهرون من الأرض كالنبات ولكن هذا لا ينافي أن يكون هناك ماء صوري فإن الإنسان من المني خلق وبصورة ماء كالمني سينبت ولله في كل شيء حكمة بديعة وقيل هو بحر سماء الدنيا وهو الموج المكفوف لولاه لأحرقت الشمس الدنيا.
ونزد أرباب تحقيق مراد طور نفس است كه موسى القلب بران باحق سبحانه مناجاة ميكند وكتاب مسطور ايمانست كه دررق منشور قلب بقلب رحمت ازلي نوشته شده كه كتب في قلوبهم الإيمان وبيت سرعا رفانست كه بنظرات تجليات سبحاني آبادني يافته وسقف مرفوع روح رفيع القدر والدرجات إلى الحضرة است كه سقف خانه دلست وبحر مسجور دلى است بآتش محبت تافته.
وقال عبد العزيز المكي قدس سره : أقسم الله بالطور وهو الجبل وهو النبي صلى الله عليه وسلّم كان في أمته كالجبال في الأرض استقرت به الأمة على
١٨٦


الصفحة التالية
Icon