وقع من الغنيمة في سهم رجل في دار الحرب أو بيع به فمات يصلى عليه لأنه يصير مسلماً حكماً تبعاً لمولاه بخلاف ما قبل القسمة فإنه حينئذ يكون على دين أبويه وفي الفتوحات المكية الطفل المسبي في دار الحرب إذا مات ولم يحصل منه تمييز ولا عقل يصلى عليه فإنه على فطرة الإسلام وهذا أولى ممن قال لا يصلى عليه لأن الطفل مأخوذ من الطفل وهو ما ينزل من السماء غدوة وعشية وهو أضعف من الرش والويل فلما كان بهذا الضعف كان مرحوماً والصلاة رحمة فالطفل يصلى عليه إذا مات بكل وجه انتهى وإن دخل الصبي في دار الإسلام فإن كان معه أبواه أو أحدهما فهو على دينهما وإن مات الأبوان بعد ذلك فهو على ما كان كما في العدية وإن لم يكن معه واحد منهما حين دخل الإسلام يصير مسلماً تبعاً للدار وللمولى ولو أسلم أحد الأبوين في دار الحرب يصير الصبي مسلماً بإسلامه وكذا لو أسلم أحد الأبوين في دار الإسلام ثم سبى الصبي بعده من دار الحرب فصار في دار الإسلام كان مسلماً بإسلامه ﴿وَمَآ أَلَتْنَـاهُم﴾ وما نقصنا الآباء بهذا الإلحاق وإلا لأبغضوهم في الدناي شحاً كما في عين المعاني من ألت يألت كضرب يضرب قال في القاموس ألته حقاً يألته نقصه كآلته إيلاناً ﴿مِّنْ عَمَلِهِم﴾ من ثواب عملهم ﴿مِّن شَىْءٍ﴾ من الألوى متعلقة بألتناهم والثانية زائدة والمعنى ما نقصناهم من عملهم شيئاً بأن أعطينا بعض مثوباتهم أبناءهم فتنتقص مثوبتهم وتنحط درجتهم وإنما رفعناهم إلى درجتهم ومنزلتهم بمحض التفضل والإحسان.
يعني بلكه بفضل وكرم خود اولاد را رفعت درجه ارزاني فرمودم شيخ الإسلام حسين مروزي از استاد خود احمد بن أبي علي سرخسي رحمهما الله نقل ميكند كه ايمان وعمل جز بفضل لم يزلي نيست :
در فضل خدا بند دل خويش مدام
تا فضل نباشد نبود كار تمام
جزء : ٩ رقم الصفحة : ١٨٤
وسألت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن ولدين لها ماتا في الجاهلية فقال عليه السلام : هما في النار فكرهت فقال عليه السلام : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما قالت : فالذي منك قال في الجنة إن المؤمنين وأولادهم في الجنة وإن المشركين وأولادهم في النار كما في عين المعاني وقال الإمام محمد : إن الإمام الأعظم توقف في أطفال المشركين والمسلمين والمختار إن أطفال المسلمين في الجنة وأما ما روي أنه توفي صبي من الأنصار فدعي النبي عليه السلام إلى جنازته فقالت عائشة رضي الله عنها : طوبى له عصفور من عصافير الجنة فقال عليه السلام : أو غير ذلك أتعتقدين ما قلت والحق غير الجزم به إن الله خلق الجنة وخلق النار فخلق لهذه أهلاً فإنما نهاها عن الحكم على معين بدخول الجنة كما في شرح المشارق لابن الملك وقال مولى رمضان في شرح العقائد ولا يشهد بالجنة والنار لأحد بعينه بل يشهد بأن المؤمنين من أهل الجنة والكافرين من أهل النار وكذا أطفالهم تبعاً لهم وقيل هم في الجنة إذ لا إثم لهم وقيل هم في الأعراف ووجهه إن عدم التيقن لعدم العلم بخاتمته وإذا مات ولد المؤمن طفلاً فخاتمته الإيمان لا محالة تبعاً لأبيه إلا أن يكون تابعاً الخاتمة أبيه وهي غير معلومة انتهى واختار البعض في أطفال المشركين كونهم خدام أهل الجنة كما في هدية المهديين والأكثرون على أنهم في النار تبعاً لآبائهم وقال آخرون إنهم في الجنة لكونهم غير مكلفين وتوقف فيه
١٩٣