﴿مَآ أَوْحَى﴾ أي من الأمور العظيمة التي لا تفي بها العبارة أو فأوحى الله حينئذ بواسطة جبريل ما أوحى ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ﴾ أي فؤاد محمد عليه السلام وما نافية ﴿مَا رَأَى﴾ ما موصولة وعائدها محذوف أي ما رآه ببصره من صورة جبريل أيل ما قال فؤاده لما رآه لم أعرفك ولو قال ذلك لكان كاذباً لأنه عرفه بقلبه كما رآه ببصره قال بعضهم : كذب مخففاً ومشدداً بمعنى واحد وقال بعضهم : من خفف كذب جعل ما في موضع النصب على نزع الخافض وإسقاطه أي ما كذب فؤاده فيما رآه ببصره أي لم يقل فيه كذباً وإنما يقول ذلك إن لو قال له لا أعرفك ولا أعتقد بك ﴿أَفَتُمَـارُونَه عَلَى مَا يَرَى﴾ أي أتكذبون محمداً عليه السلام فتجادلونه على ما يراه معاينة من صورة جبريل فالفاء للعطف على محذوف أو أبعد ما ذكر من أحواله المنافية للمماراة فتمارونه فالفاء للتعقيب وذلك أن النبي عليه السلام لما أخبر برؤية جبريل تعجبوا منه وأنكروا والمماراة والمراء المجادلة بالباطل فكان حقه أن يتعدى بفي يقال جادلته في كذا لكنه ضمن معنى العلبة فتعدى تعديتها لأن الممارى يقصد بفعله غلبة الخصم واشتقاقه من مرى الناقة كأن كلا من المجادلين يمري ما عند صاحبه يقال مريت الناقة مرياً مسحت ضرعها لتدور مريت الفرس إذا استخرجت ما عنده من الجري أو غيره.
يقول الفقير : كان الظاهر أن يقال على ما رأى وجوابه أنه لما كان أثر الرؤية باقياً صح أن يقال يرى وأيضاً أن رؤية جبريل مستمرة إلى وقت الانتقال ولو على غير صورته الأصلية وقال الحسن البصري رحمه الله وجماعة علمه شديد القوى أي علمه الله وهو وصف من الله نفسه بكمال القدرة والقوة ذو مرة أي ذو أحكام الأمور والقضايا وبين المكان الذي فيه علمه بلا واسطة فاستوى أي محمد عليه السلام وهو بالأفق الأعلى أي فوق السموات ثم دنا.
س نزديك شد حضرت محمد بحضرت احديث يعني مقرب دركاه الوهيت كشت بمكانت ومنزلت نه بمنزل ومكان فتدلى س فروتنى كرد يعني سجده خدمت آورد خدايرا وون اين مرتبه بواسطه
٢١٨
خدمت يافته بود ديكر باره وظيفه خدمت افزود ودر سجده وعده قرب نيزهست كه اقرب ما يكون العبد من ربه أن يكون ساجداً فكان قاب قوسين أو أدنى كنايتست از تأكيد قربت وتقرير محبت وبواسطة تقرب بإفهام در صورت تمثيل مؤدي شده ه عادت عظماى عرب آن مى بوده كه ون تأكيد عهدي وتوثيق عهدي خواستندى كه بغض بدان راه نيابد هريك از متعاقدان كمان خود حاضر ساخته بايكديكر انضمام دادندى وهردو بيكبار قبضتين راكفرفته وبيكبار كشيده باتفاق يك تيرازان بيند اختندى واين صورت زيايشان اشارت بدان معنى بودى كه موافقت كلي ميان ما تحقق ذيرفت ومصادقت واتحاد أصلي بر وجهى ثبوت يافت كه بعد ازان رضا وسخط يكى عين رضا وسخط آن ديكرست س كوييا درين آيت باعنايت آن معنى مؤدي شده كه محبت وقربت حضرت يغمبر باحق سبحانه وتعالى بمثابه تأكيد يافته كه مقبول رسول مقبول خداوندست ومردود مصطفى مردود دركاه خداست وعلى هذا القياس ونزد محققان دنا اشارت نفس مقدس اوست وتدلى بمنزله دل مطهراو فكان قاب قوسين مقام روح مطيب او أدنى بمرتبه سر منوراو ونفس او در مكان خدمت بود ودل او در منزل محبت وروح او درمقام قربت وسر او در مرتبه مشاهدت شيخ ابو الحسين نورى را قدس سره از معنى اين آيت رسيدند جواب داد جايى كه جبرائيل نكنجند نورى كيست كه ازان سخن تواند كفت :
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٠٨
خيمه برون زد ز حدود وجهات
رده او شد تتق نور ذات
تيركى هستى ازو دور كشت
ردكى رده آن نور كشت
كيست كزان رده شود رده ساز
زمزمه كويد ازان رده باز
كتاب روح البيان ج٩ متن
الهام رقم ٢٣ من صفحة ٢١٩ حتى صفحة ٢٢٩
ويدل على أن ضمير دنا يعود إليه عليه السلام أنه قال في رواية لما أسري بي إلى السماء قربني ربي حتى كان بيني وبينه كقاب قوسين أو أدنى قيل لي قد جعلت أمتك آخر الأمم لأفضح الأمم عندهم أي بوقوفهم على إخبارهم ولا أفضحهم عند الأمم لتأخرهم عنهم وقال بعض الكبار : ثم دنا إشارة إلى العروج والوصول وقوله فتدلى إلى النزول والرجوع وقوله فكان قاب قوسين بمنزلة النتيجة إشارة إلى الوصول إلى عالم الصفات المشار إليه بقوله تعالى الله الصمد وقوله أو أدنى إشارة إلى الوصول إلى عالم الذات المشار إليه بقوله تعالى الله أحد في صورة الإخلاص فحاصل المعنى ثم دنا أي إلى الحق من الخلق فتدلى إلى الخلق من الحق فكان قاب قوسين في مرتبة الوحدة الواحدية الجامعة بين شهادة الصفات والخلق وبين غيب الذات والحق أو أدنى في الوحدة الأحدية المختصة بغيب ذات الحق وإذن هنا أمران :
الأول : الوصول إلى مربة قاب قوسين وذلك بفناء في الصفات فقط.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٠٨