أسرى بالنبي عليه السلام انتهى إلى السدرة فقيل : له هذه السدرة ينتهي إليها كل أحد خلا من أمتك على سنتك يعني ميرسد بدين هركس از امت توكه رفته باشد برسنت تو.
وقال كعب : إنها سدرة في أصل العرش على رؤوس حملة العرش وإليها ينتهي الخلائق وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله وبالجملة هي شجرة طوبى وقال مقاتل السدرة هي شجرة طوبى ولو أن رجلاً ركب نجيبه وطاف على ساقه حتى أدركه الهرم لما وصل إلى المكان الذي ركب منه تحمل لأهل الجنة الحلي والحلل وجميع ألوان الثمار ولو أن ورقة منها وضعت في الأرض لاناءت أهلها قيل : إضافة السدرة إلى المنتهى أما إضافة الشيء إلى مكانه كقولك أشجار البستان فالمنتهى حينئذ موضع لا يتعداه ملك أو إضافة المحل إلى الحال كقولك كتاب الفقه والتقدير سدرة عندها منتهى العلوم إو إضافة الملك إلى المالك على حذف الجار والمجرور أي سدرة المنتهى إليه وهو الله تعالى قال إلى ربك المنتهى وإضافة السدرة إليه كإضافة البيت إليه للتشريف والتعظيم وقال بعضهم : المرئي هو الله تعالى يعني أن محمداً عليه السلام رأى ربه مرة أخرى يعني مرتين كما كلم موسى مرتين وفيه إشعار بأن الرؤية الثانية كانت كالرؤية الأولى بنزول ودنو فقوله عند لا يجوز أن يكون حالاً من المفعول المراد به الله تعالى لأن الله تعالى منزه عن أن يحل في زمان أو مكان فهو متعلق برأى يعني أنه عليه السلام رأى ربه رؤية ثانية عند سدرة المنتهى على أن يكون الظرف ظرفاً لرأى ورؤيته لا للمرئى كما إذا قلت رأيت الهلال فقيل لك أين رأيت فتقول عند الشجرة الفلانية وجعل ابن برجان الإسراء مرتين :
الأولى بالفؤاد وهذه بالعين ولما كان ذلك لا يتأتى إلا بتنزل يقطع مسافات البعد التي هي الحجب ليصير به بحيث يراه البشر عبر بقوله نزلة أخرى وعين الوقت بتعيين المكان فقال عند سدرة المنتهى كما في تفسير المناسبات.
ـ وروي ـ عن وكيع عن كعب الأحبار أنه قال : رأى ربه مرة أخرى فقال : إن الله تعالى كلم موسى مرتين ورأه محمد مرتين عليهما السلام فلما بلغ ذلك عائشة رضي الله عنها قالت : قد اقشعر جلدي من هيبة هذا الكلام فقيل لها : يا أم المؤمنين أليس يقول الله تعالى ولقد رآه نزلة أخرى فقالت : أنا سألت النبي عليه السلام عن ذلك فقال : رأيت جبرائيل نازلاً في الأفق على خلقته وصورته انتهى وقال بعضهم : رآه بفؤاده مرتين.
يقول الفقير : لما كان هذا المقام لا يخلو عن صعوبة واحتمال وتأويل كفروا من أنكر المعراج إلى المسجد الأقصى لثبوته بالنصر القطعي وهو قوله تعالى سبحان الذي أسرا بعبده الخ وضللوا من أنكره إلى ما فوقه لثبوته بالخبر المشهور.
قال الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر أن معراجه عليه السلام أربع وثلاثون مرة : واحدة بجسده والباقي بروحه رؤيا رآها.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٠٨
وفي التأويلات النجمية يشير إلى رد استعجاب أهل الحجاب شهود النبي عليه السلام الحضرة الإلهية في المظاهر الكونية والمجالي الغيبية وأنى لهم هذا الاستعجاب والاستغراب وما قيده في حضرة دون حضرة وفي مشهد دون مشهد بل شهرة وعلانية مرة بعد مرة وساعة بعد ساعة بل ما احتجب لحظة منه تعالى وما غاب عنه لمحة مرة شاهده به في مقام أحديته بفنائه عنه ونزلة عاينه في مقام واحديته بالبقاء به عند نزوله من المشهد
٢٢٥