وفي التأويلات النجمية يشير إلى تحقق النبي عليه السلام بمقام حقيقة الفقر الكلي الذي هو الخلو المطلق عما سواه لأنه قال : الفقر فخري وأي فقر أعظم وأفخم من أن يخرج العبد عن وجوده الكلي المجازي ويقوم بالوجود الحقيقي ويظهر بصفات سيده حتى يقال له عبد الله أي لا عبد غيره يعني ما مال بصر ملكه الجسماني إلى ملك الدنيا وزينتها وزخارفها وجاهها ومالها وما طغى نظر ملكوته الروحاني إلى عالم الآخرة ونعيمها ودرجاتها وقرباتها وغرفاتها بل اتحدا واجتمعا اتحاداً كلياً واجتماعاً حقيقياً من غير فتور وقصور على شهود الحق وأسمائه وصفاته وعجائب تجلياته الذاتية وغرائب تنزلاته الصفاتية وأيضاً ما زاغ عين ظاهره إلى الكثرة الأسمائية قائمة بالوحدة الذاتية وغرائب تنزلاته بكمال قيامه بشهود المرتبتين ولإحاطة علمه بوجود المرتبتين فافهم ولا تندم وقال البقلي رحمه الله : هذه الآية في الرؤية الثانية لأن في الرؤية الأولى لم يكن شيء دون الله ولذلك ما ذكر هناك غض البصر وهذا من كمال تمكين الحبيب في محل الاستقامة وشوقه إلى مشاهدة ربه إذ لم يمل إلى شيء دونه وإن كان محل الشرف والفضل وفي كشف الأسرار موسى عليه السلام ون ديدار خواست كه أرني أنظر إليك اورا بصمصام غيرت لن تراني جواب دادند س ون تاوان زده آن سؤال كشت بغرامت تبت اليك واديد آمد باز ون نوبت بمصطفى عليه السلام رسيد ديده ويرا توتياى غيرت لا تمدن عينيك در كشيدند كفتند اى محمد ديده كه بآن ديده مارا خواهى ديكر نكر تابعاريت بكس ندهى مهتر عصابه عزت ما زاغ البصر وما طغى برديده خود بست بزبان حال كفت :
بربندم شم خويش ونكشايم نيز
تاروز زيارت تواى يار عزيز
تالا جرم ون حاضر حضرت كشت جمال وجلال ذو الجمال والجلال برديده او كشف
٢٢٨
كردند كه ما كذب الفؤاد ما راى :
همه تنم ذكر كردد ون بانوا راز كنم
همه كمال توبينم و ديده باز كنم
ان تذكرته فكلي قلوب
أو تأملته فكلي عيون
وكفته اند موسى عليه السلام ون از حضرت مناجات باز كشت باوى نور هيبت بود وعظمت لا جرم هركه دروى ناديست تابينا كشت باز مصطفى عليه السلام ون از حضرت مشاهدات باز كشت باوى نوارنس بود تاهركه بروى نكريد بينايى او بيفزود آن مقام أهل تكوين است واين مقام ارباب تمكين ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَـاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ أي وبالله لقد رأى محمد عليه السلام ليلة المعراج الآيات التي هي كبراها وعظماها فأرى من عجائب الملك والملكوت ما لا يحيط به نطاق العبارة فقوله : من آيات ربه حال قدمت على ذيها وكلمة من للبيان لأنه المناسب لمرام المقام وهو التعظيم والمبالغة ولذا لم تحمل على التبعيض على أن يكون هو المفعول ويجوز أن يكون الكبرى صفة للآيات والمفعول محذوف أي شيئاً عظيماً من آيات ربه وأن يكون من مزيدة يعني على مذهب الأخفش وكان الإسراء ليلة السابع والعشرين من رجب على ما عليه الأكثر في السنة الثانية عشرة من النبوة قبل الهجرة بقليل كما في تفسير المناسبات وفيه إشكال فإن هذه السورة نزلت في السنة الخامسة من النبوة على ما مر في أول السورة قال المفسرون : رأى عليه السلام أي أبصر تلك الليلة رفرفاً أخضر سد أفق السماء فجلس عليه وجاوز سدرة المنتهى والرفرف البساط وهو صورة همته البسيطة العريضة المحيطة بالآفاق مطلقاً لأنه عليه السلام في سفر العالم البسيط ولا يصل إليه إلا من له علو الهمة مثله وقد قال حسان رضي الله عنه في نعته عليه السلام :
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٠٨
له همم لا منتهى لكبارها
وهمته الصغرى أجل من الدهر
كتاب روح البيان ج٩ متن
الهام رقم ٢٤ من صفحة ٢٢٩ حتى صفحة ٢٣٩


الصفحة التالية
Icon