وقال البقلي رحمه الله : أراه سبحانه من آياته العظام ما لا يقوم برؤيتها أحد سواه أي المصطفى عليه السلام وذلك بأن ألبسه قوة الجبارية الملكوتية كما قال : لقد رأى من ريات ربه الكبرى وذلك ببروز أنوار الصفات في الآيات وتلك الآيات لو رآها أحد لاستغرق في رؤيتها فكان من كمال استغراقه في بحر الذات والصفات لم يكبر عليه رؤية الآيات قال ابن عطاء : رأى الآيات فلم تكبر في عينه لكبر همته وعلو محله ولاتصاله بالكبير المتعال قال جعفر : شاهد من علامات المحبة ما كبر عن الاخبار عنها ﴿أَفَرَءَيْتُمُ اللَّـاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَواةَ الثَّالِثَةَ الاخْرَى﴾ هي أصنام كانت لهم فاللات كانت لثقيف بالطائف أصله لوية فأسكنت الياء وحذفت لالتقاء الساكنين فبقيت لوة فقلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت لاة فهي فعلة من لوى لأنهم كانوا يلوون عليها ويطوفون بها وكانت على صورة آدمي قال سعدي المفتي : فإن قلت هذا يختص بقراءة الكسائي فإنه يقف على اللاة بالهاء وأما الباقون فيقفون عليها بالتاء فلا يجوز أن تكون من تلك المادة قلت : لا نسلم ذلك فإنهم إنما يقفون بهاء مراعاة لصورة الكتابة لا غير انتهى والعزى تأنيث الأعز كانت لغطفان وهي سمرة كانوا يعبدونها فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم خالد بن الوليد فقطعها وهو يقول : يا عزى كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك فخرجت من أصلها شيطانة ناشرة شعرها واضعة يدها على رأسها وهي تولول فجعل خالد يضربها بالسيف حتى قتلها فأخبر رسول الله عليه السلام فقال : تلك لن تعبد أبداً فوي القاموس : العزى صنم أو سمرة عبدتها غطفان أول من اتخذها ظالم بن أسعد فوق ذات عرق إلى البستان بتسعة أميال بنى عليها بيتاً وسماه بسا وكانوا يسمعون فيها الصوت فبعث إليها رسول الله خالد بن الوليد فهدم البيت وأحرق السمرة انتهى ومناة صخرة لهذيل وخزاعة سميت مناة لأن دماء المناسك تمنى عندها أي تراق ومنه منى وفي إنسان العيون مناة صنم كان للأوس والخزرج أرسل رسول الله عليه السلام سعد بن زيد الأشهلي رضي الله عنه في عشرين فارساً إلى مناة ليهدم محلها فلما وصلوا إلى ذلك الصنم قال السادن لسعد؟ ما تريد؟ قال : هدم مناة قال : أنت وذاك فأقبل سعد إلى ذلك الصنم فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس تدعو بالويل
٢٣٢


الصفحة التالية
Icon