ـ وروي ـ أيضاً من مر على المقابر قرأ قل هو الله أحد عشر مرات ثم وهب أجرها للأموات أعطى من الأجر بعدد الأموات.
رواه الدارقطني عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً فهذا أيضاً حجة له في تجويزه جعل ثواب التلاوة للغير خلافاً للشافعي.
ـ وروي ـ عن النبي عليه السلام أنه ضحى بكبشين أملحين أحدهما عن نفسه والآخر عن أمته المؤمنين متفق عليه أي جعل ثوابه لها وهذا تعليم منه عليه السلام بأن الإنسان ينفعه عمل غيره والاقتداء به عليه السلام هو الاستمسال بالعروة الوثقى وكذا قال الحسن البصري رحمه الله : رأيت علياً رضي الله عنه يضحي بكبشين وقال : إن رسول الله أوصاني أن أضحي عنه وكان الشيخ الفقير القاضي الإمام مفتي الأنام عز الدين بن عبد السلام يفتي بأنه لا يصل إلى الميت ثواب ما يقرأ ويحتج بقوله وأن ليس للإنسان إلا ما سعى فلما توفى رآه بعض أصحابه ممن يجالسه وسأله عن ذلك وقال له : إنك كنت تقول : لا يصل إلى الميت ثواب ما يقرأ ويهدى إليه فكيف الأمر فقال له : كنت أقول ذلك في دار الدنيا والآن قد رجعت عنه لما رأيت من كرم الله في ذلك أنه يصل إليه ذلك وقد قيل : إن ثواب القرآن للقارىء وللميت ثواب الاستماع ولذلك تلحقه الرحمة قال الله تعالى : وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون قال القرطبي : ولا يبعد من كرم الله أن يلحقه ثواب القرآن والاستماع جميعاً ويلحقه ثواب ما يهدي من قراءة القرآن وأن لم يسمعه كالصدقة والاستغفار ولأن القرآن دعاء واستغفار وتضرع وابتهال وما تقرب التقربون إلى الله بمثل
٢٥٠
القرآن انتهى.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٠٨
يقول الفقير : فيه حجة على أن أنكر من أهل عصرنا جهر آية الكرسي أعقاب الصلوات وأوجب إخفاءها وتلاوتها لكل واحد من الجماعة وذلك لأن استماع القرآن أثوب من تلاوته فإذا قرأ المؤذن واستمع الحاضرون كانوا كأنهم قرأوا جميعاً وإذا جاز وصول ثواب القراءة والاستماع جميعاً إلى الميت فما ظنك بالحي أصلحنا الله وإياكم.