القاتل نقض البنية وتفريق الاتصال وإنما يحصل الموت عنده بفعل الله على العادة فللعبد نقض البنية كسباً دون الإماتة وبالفارسية قادر براماته واحيا اوست وبس مى ميراند بوقت أجل دردنيا وزنده ميسازد درقبر يا او سازنده اسباب موت وحياتست وكفته اند مرده ميسازد كافر انرا بنكرت وزنده ميكند مؤمنا نرا بمعرفت وبقول بعض أماته وأحيا بجهل وعلم است يا ببخل وجود يابه منع وأعطا.
وقيل الخصب والجدب أو الآباء والأبناء أو أيقظ وأنام أو النطفة والنسمة.
ونزد محققان بهيبت وأنس ياباستتار وتجلي وأمام قشيري فرموده كه بميراند نفوس زاهد انرا بآثار مجاهدت وزنده كرداند قلوب عارفانرا بأنوار مشاهدت يا هركه را مرتبه فنا في الله رساند جرعه ازساغر بقا بالله شاند.
أو أمات النفس عن الشهوات الجسمانية واللذات الحيوانية وأحيى القلب بالصفات الروحانية والأخلاق الربانية أو أمات النفس بغلبة القلب عليها وإحيائه أو أمات القلب باستيلاء النفس عليه وإحيائها وهذه الأحكام المختلفة ما دام القلب في مقام التلوين فأما إذا ترقى إلى مقام الاطمئنان والتمكين فلا يصير القلب مغلوباً للنفس بل تكون النفس مغلوبة للقلب أبد الآباد إلى أن تموت تحت قهره بأمر ربه.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٠٨
يقول الفقير : قدم الإماتة على الإحياء رعاية للفاصلة ولأن النطفة قبل النسمة ولأن موت القلب قبل حياته ولأن موت الجسد قبل حياته في القبر وأيضاً في تقديم الإماتة تعجيل لأثر القهر لينتبه المخاطبون وأيضاً أن العدم قبل الوجود ثم أن مآل الوجود إلى الفناء والعدم فلا ينبغي الاغترار بحياة بين الموتين ووجود بين العدمين والله الموفق ﴿وَأَنَّهُ﴾ وآنكه خداى تعالى ﴿خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ﴾ بيافريد از انسان دو صنف.
وفي بعض التفاسير من كل الحيوان وفيه أن كل حيوان لا يخلق من النطفة بل بعضه من الريح كالطير فإن البيضة المخلوقة منها الدجاجة مخلوقة من ريح الدين ﴿الذَّكَرَ وَالانثَى﴾ نروماده ﴿مِن نُّطْفَةٍ﴾ هي الماء الصافي ويعبر بها عن ماء الرجل كما في المفردات ﴿إِذَا تُمْنَى﴾ تدفق في الرحم وتصب وبالفارسية ازآب منى وقتى كه ريخته شود دررحم وآدم وحوا وعيسى عليهما السلام ازين مستثنى اند فهو من أمنى يمني أمناء وهو بالفارسية مني آوردن.
قال تعالى : أفرأيتم ما تمنون وفي القاموس منى وأمنى ومنى بمعنى أو معنى تمنى يقدر منها الولد من مناء الله يمينه قدره إذ ليس كل منى يصير ولداً وفيه إشارة إلى أنه تعالى خلق زوج ذكر الروح موصوفاً بصفة الفاعلية وخلق زوجة انثى النفس موصوفة بصفة القابلية ليحصل للقلب من مقدمتي الروح والنفس نتيجة صادقة صالحة لحصول المطالب الدنيوية والأخروية من نطفة واقعة كائنة مستقرة في رحم الإرادة الأزلية إذا تمنى إذا تحرك وتدفق في رحم الإرادة القديمة أو إذا قدر المقدر بالحكمة البالغة قدم الذكر رعاية للفاصلة ولشرفه الرتبى وإن كان الأصل في العالم الأنوثة ولذلك سرت فيه بأسره ولكن لما كانت في النساء أظهر حببت للأكابر حتى آجر موسى عليه السلام نفسه في مهر امرأة عشر سنين وحتى أن أعظم ملوك الدنيا يكون عند الجماع كهيئة الساجد فاعلم ذلك فلما كان لا يخلو العوالم عن نكاح صوري أو معنوي كان نصف الخلق الذكر ونصفه الأنثى وإن شئت قلت الفاعل والقابل والإنسان برزخ
٢٥٥
هاتين الحقيقتين ﴿وَأَنَّ عَلَيْهِ﴾ أي على الله تعالى ﴿النَّشْأَةَ الاخْرَى﴾ أي الخلقة الأخرى وهو لإحياء بعد الموت وفاء بوعده لا لأنه يجب على الله كما يوهمه ظاهر كلمة على وفيه تصريح بأن الحكمة الإلهية اقتضت النشأة الثانية الصورية للجزاء والمكافأة وإيصال المؤمنين بالتدريج إلى كما لهم اللائق بهم ولو أراد تعجيل أجورهم في هذه الدار لضاقت الدنيا بأجر واحد منهم فما ظنك بالباقي ومن طلب تعجيل نتائج أعماله وأحواله في هذه الدار فقد أساء الأدب وعامل الموطن بما لا يقتضيه حقيقته وأما إذا استقام العبد في مقام عبوديته وعجل له الحق نتيجة ما أو كرامة فإن من الأدب قبولها إن كانت مطهرة من شوائب الحظوظ وبالجملة فالخير فيما اختاره الله لك ثم إن النشأة الأخرى الصورية مترتبة على كمال الفناء الصوري مع الاستعداد والتهيىء لقبول الروح فكذا النشأة الأخرى المعنوية وهي البقاء والاتصاف بالصفات الإلهية موقوفة على تمام الفناء المعنوي والانسلاخ عن الأوصاف البشرية بالكلية مع الاستعداد والتهيىء لقبول الفيض وبالجملة فلا بد في كلتا النشأتين من صحة المزاج ألا ترى أن الجنين إذا فسد في الرحم سقط بل الرحم إذا فسدت لم تقبل العلوق وإلى الولادة الثانية التي هي النشأة الأخرى أشار عيسى عليه السلام بقوله : لن يلج ملكوت السموات من لم يولد مرتين ومعنى ملكوت السموات حقائقها وأنوارها وأسرارها فكل نبي وولي وارث متحقق بهذا الولوج والولادة الثانية
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٠٨