لاشتمال النبي عليه السلام على أمته كما قال إن إبراهيم كان أمته قانتاً انتهى ومعنى الآية إذا عرفت يا محمد هذه المذكورات فبأي نعمة من نعم ربك تتشكك بأنها ليست من عند الله أو في كونها نعمة وبافراسية س بكدامين ازنعمتهاى آفريدكار خودشك مى آرى وجدال ميكنى.
فكما نصرت إخوانك من الأنبياء الماضين ونصرت أولياءهم وأهلكت أعدائهم فكذلك افعل بك فلا يكن قلبك في ضيق وحرج مما رأيت من إصرار هؤلاء القوم وعنادهم واستكبارهم ﴿هَـاذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الاولَى﴾ هذا إما إشارة إلى القرآن والنذير مصدر أي هذا القرآن الذي تشاهدونه إنذار كائن من قبيل الإنذارات المتقدمة التي سمعتم عاقبتها أو إلى الرسول والنذير بمعنى المنذر أي هذا الرسول نذير من جنس المنذرين الأولين والأولى على تأويل الجماعة لمراعاة الفواصل وقد علمتم أحوال قومهم المنذرين.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٠٨
وفي التأويلات النجمية يشير إلى القرآن أو إلى الرسول وشبه إنذارهما بإنذار الكبت الماضية والرسول المتقدمة.
يقول الفقير : فيه إشارة إلى نذارة كمل ورثته عليه السلام فإن كل نذير متأخر فهو من قبيل النذر الأولى لاتحاد كلمتهم ودعوتهم إلى الله على بصيرة وكذا ما ألهموا به من الإنذارات بحسب الإعصار والمشارب فطوبى لأهل المتابعة وويل لأهل المخالفة.
بكوى آنه دانى سخن سودمند
وكر هي كس را نيايد سند
كه فردا شيمان بر آرد خروش
كه آوخ راحق نكردم بكوش
بكمراه كفتن نكو ميروى
كناه بزركست وجور قوى
مكو شهد شيرين شكر فايقست
كسى را كه سقمونيا لا يقست
ه خوش كفت يكروزدار وفروش
شفا بايدت داروى تلخ نوش
﴿أَزِفَتِ الازِفَةُ﴾ في آيراده عقيب المذكورات إشعار بأن تعذيبهم مؤخر إلى يوم القيامة تعظيماً للنبي عليه السلام وإن كانوا معذبين في الدنيا أيضاً في الجملة واللام للعهد فلذا صح الإخبار بدونها ولو كانت للجنس لما صح لأنه لا فائدة في الإخبار بقرب آزفة ما فان قلت : الإخبار بقرب الآزفة المعهودة لا فائدة فيه أيضاً قلت : فيه فائدة وهو التأكيد وتقرير الإنذار والأزف ضيق الوقت لقرب وقت الساعة وعلى ذلك عبر عن القيامة بالساعة يقال : أزف الترحل كفرح ازفا وازوفا دنا والأزف محركة الضيق كما في القاموس والمعنى دنت الساعة الموصوفة بالدنو في نحو قوله تعالى اقتربت الساعة أي في الدلالة على كمال قربها لما في صيغة الافتعال من المبالغة ففي الآية إشارة إلى كمال قربها حيث نسب القرب إلى الموصوف به ﴿لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ﴾ أي ليس لها أنفس قادرة على كشفها أي إزالتها وردها عند وقوعها في وقتها المقدر لها إلا الله لكنه لا يكشفها من كشف الضر أي أزاله بالكلية فالكاشفة اسم فاعل والتاء للتأنيث والموصوف مقدر أوليس لها الآن نفس كاشفة بتأخيرها إلا الله فإنه المؤخر لها يعني لو وقت الآن لم يردها إلى وقتها أحد إلا الله فالكشف بمعنى الإزالة لا بالكلية بل بالتأخير إلى وقتها أو ليس لها كاشفة لوقتها إلا الله أي عالمة به من كشف الشيء إذا عرف حقيقته أو مبينة له متى تقوم وفي القرآن لا يجليها لوقتها إلا هو أوليس لها من غير الله كشف
٢٥٩
على أن كاشفة مصدر كالعاقبة والخائنة وأما جعل التاء للمبالغة كتاء علامة فالمقام يأباه لإيهامه ثبوت أصل الكشف لغيره وفي الآية إشارة إلى قرب القيامة الكبرى ووقوع الطامة العظمى وهي ظهور الحقيقة المثلى لأهل الفناء عن نفوسهم والإقبال على الله بجميع الهمة وقوة العزيمة ليس لها من دون الله كاشفة بالنسبة إلى أهل الحجاب لأنهم مستغرقون في بحر الغفلة مستهلكون في أسر الشهوة والإنسان فإن في كل آن وزمان وماله شعور بذلك فيا ليته كشف عن غطائه وتشرف برؤية الله ولقائه وقد قالوا قيامة العارفين دائمة أي لأنهم في شهود امر على ما كان عليه ولا يتوقف شهودهم على وقوع القيامة الظاهرة ومن هنا قال الإمام علي كرم الله وجهه : لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً فطوبى لمن زاد يقينه ووصل إلى حق اليقين وتمكن في مقام التحقيق والله المعين
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٠٨
﴿أَفَمِنْ هَـاذَا الْحَدِيثِ﴾ آيا ازين سخن كه قرأنست ﴿تَعْجَبُونَ﴾ إنكاراً قال الراغب العجب والتعجب حالة تعرض للإنسان عند الجهل بسبب الشيء ولهذا قال بعض الحكماء العجب ما لا يعرف سببه ﴿وَتَضْحَكُونَ﴾ استهزاء مع كونه أبعد شيء من ذلك قال الراغب واستعير الضحك للسخرية فقيل ضحكت منه ﴿وَلا تَبْكُونَ﴾ حزناً على ما فرطتم في شأنه وخوفاً من أن يحيق بكم ما حاق بالأمم المذكورة.


الصفحة التالية
Icon