يهودى ايمان آورد وابو جهل لعين كفت شم ما بسحر رفته است وقمر را منشق بما نموده.
وقال بعض المفسرين : اجتمع بعض صناديد قريش فقالوا : إن كنت صادقاً فشق لنا القمر فرقتين ووعدوا الإيمان وكانت ليلة البدر فرفع عليه السلام أصبعه وأمر القمر بأن ينشق نصفين فانفلق فلقتين أي شقين فلقة ذهبت عن موضع القمر وفلقة بقيت في موضعه وقال ابن مسعود رضي الله عنه : رأيت حراء بين فلقي القمر فعلى هذا فالنصفان ذهبا جميعاً عن موضع القمر فقال بعضهم : نصف ذهب إلى المشرق ونصف إلى المغرب وأظلمت الدنيا ساعة ثم طلعا والتقيا في وسط السماء كما كان أول مرة فقال عليه السلام : اشهدوا اشهدوا وعند ذلك قال كفار قريش : سحركم ابن أبي كبشة فقال رجل منهم : إن محمداً إن كان سحر القمر بالنسبة ءليكم فإنه لا يبلغ من سحره أن يسحر جميع أهل الأرض فسألوا من يأتيكم من البلاد هل رأوا هذا.
يعني ازجماعت مسافران كه ازاطراف آفاق برسند سؤال كنيد تا ايشان ديده اند يانه.
فسألوا أهل الآفاق فأخبروا كلهم بذلك.
يعني ون از آينده ورونده رسيدند همه جواب دادندكه درفلان شب ماه رادونيمه ديديم.
وهذا الكلام كما لا يخفى يدل على أنه لم يختص برؤية القمر منشقاً أهل مكة بل راه كذلك جميع أهل الآفاق وبه يرد قول بعض الملاحدة لو وقع انشقاق القمر لاشترك أهل الأرض كلهم في رؤيته ومعرفته ولم يختص بها أهل مكة ولا يحسن الجواب عنده بأنه طلبه جماعة فاختصت رؤيته بمن اقترح وقوعه ولا بانه قد يكون القمر حينئذ في بعض المنازل التي تظهر لبعض أهل الآفاق بين بعض ولا بقول بعضهم إن انشقاق القمر آية ليلية جرى مع طائفة في جنح ليلة ومعظم الناس نيام كما في إنسان العيون وقال في الأسئلة المقحمة لا يستبعد اختفاؤه عن قوم دون قوم بسبب غيم أو غيره يمنع من رؤيته أي فكان انشقاق
٢٦٤
القمر صحيحاً لكنه لم ينقل بطريق التواتر ولم يشترك فيه العرب والعجم في جميع الأقطار القاصية والدانية ولذا وقع فيه الاختلاف كما وقع في المعراج أو الرؤية وإلى انشقاق القمر أشار الإمام السبكي في تائيته بقوله :
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٦٢
وبدر الدياجي انشق نصفين عندما
أرادت قريش منك إظهار آية
وصاحب لقصيدة البردية بقوله
أقسمت بالقمر المنشق أن له
من قلبه نسبة مبرورة القسم†
يعني لو أقسم أحدان للقمر المنشق نسبة وشبها بقلبه المنشق يكون باراً وصادقاً وصاحب الهمزية بقوله :
شق عن صدره وشق له البد
ر ومن شرط كل شرط جزاء
أي شق عن صدره عليه السلام وشق لأجله القمر ليلة أربع عشرة وإنما شق له لأن من شرط كل شرط جزاء لأنه لما شق صدره جوزى على ذلك بأعظم مشابه له في الصورة وهو شق القمر الذي هو من أظهر المعجزات بل أعظمها بعد القرآن.
كما قال الصائب :
هر محنتى مقدمه راحتى بود
شد همزبان حق و زبان كليم سوخت
موسى كليم را انفلاق بحر بود ومصطفى حبيب را انشقاق قمربود ه عجب كر بحر برموسى بضرب عصا شكافته شد كه بحر مركوب وملموس است دست آدمي بدو رسد وقصد آدمي بوى اثر دارد اعجوبه مملكت انشقاق قمر است كه عالميان ازدر يافت آن عاجز ودست جن وانس از رسيدن بوى قاصر وبيان شق الصدر إنه قالت حليمة أمه عليه السلام من الرضاعة وهي من بنات بني سعد بن بكر أسلمت مع أولادها وزوجها بعدالبعثة لما كان يوم من الأيام خرج محمد مع إخوته من الرضاعة وكان يومئذ ابن خمس سنين على ما قال ابن عباس رضي الله عنهما فلما انتصف النهار إذا أنا بابني حمزة يعدو وقد علاه العرق باكياً ينادي يا أماه يا أبتان أدركا أدركا أخي القرشي فما أراكما تلحقانه إلا ميتاً قلت : وما قصته؟ قال : بينا نحن نترامى بالجلة إذا أتاه رجل فاختطفه من بيننا وعلا به ذروة الجبل وشق صدره إلى عانته فما أراه إلا مقتولاً قالت : فأقبلت أنا وزوجي نسعى سعياً فإذا أنا به قاعد على ذروة الجبل شاخص بعينه نحو السماء يتبسم فانكبيت عليه وقبلت بين عينيه فقلت له : فداك نفسي ما الذي دهاك؟ قال : خير يا أمه بينا أنا الساعة قائم مع إخوتي نتقاذف بالجملة إذ أتاني رجلان عليهما ثياب بيض وفي رواية فأقبل إلي طيران أبيضان كأنهما نسران وفي رواية كركيان والمراد ملكان وهما جبرائيل وميكائيل وفي رواية أتاني ثلاثة رهط أي وهم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل لأن جبريل ملك الوحي الذي به حياة القلوب وميكائيل ملك الرزق الذي به حياة الأجساد وإسرافيل مظهر الحياة مطلقاً في يد أحدهم إبريق من فضة وفي يد الثاني طست من زمرد أخضر مملوء ثلجاً وهو ثلج اليقين فأخذوني من بين أصحابي وانطلقوا بي إلى ذروة الجبل وفي رواية إلى شفير الوادي فأضجعني بعضهم على الجبل إضجاعاً لطيفاً ثم شق صدري وأنا أنظر إليه فلم أجد لذلك حساً ولا ألماً ثم أدخل يده في جوفي فأخرج
٢٦٥
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٦٢