ـ وروي ـ أنهن يقلن نحن الناعمات فلا نبأس يعني ماييم بانعمت كه درويش نمى شويم "الراضيات فلا نسخط" يعني ماييم راضى كه غضب منى كنيم "نحن الخالدات فلا نبيد" يعني ماييم جاويدكه هلاك نمى شويم "طوبى لمن كنا له وكان لنا" وفي الأثر إذا قلن هذه المقالة إجابتهن المؤنات من نساء الدنيا نحن المصليات وما صليتن ونحن الصامات وما صمتن ونحن المتصدقات وما تصدقتن فغلبنهن والله غلبنهن وفيه بيان أن هاتين الجنتين دون الأوليين لأنه تعالى قال في الأوليين في صفة الحور العين كأنهن الياقوت والمرجان وفي الأخريين فيهن خيرات حسان وليس كل حسن كحسن الياقوت والمرجان.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٨٨
قال في التأويلات النجمية : فيهن خيرات حسان من المعاملات الفاضلات والمكاشفات العاليات وهذا الوصف أيضاً يدل على أن جنة المقربين أفضل من جنة الأبرار وأصحاب اليمين لأن ثمرة تلك الجنة الفناء والبقاء وثمرة هذه الجنة المعاملات وتحسين الأخلاق ﴿فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ وقد أنعم عليكم بما به تستمعون من النساء ﴿حُورٌ﴾ بدل من خيرات جمع حوراء وهي البيضاء ووصفت في غير هذه الآية بالعين وهي جمع عيناء بمعنى عظيمة العين وقال بعضهم : شديدة سواد العين يعني سياه شمان اند ﴿مَّقْصُورَاتٌ فِى الْخِيَامِ﴾ قصرن في خدورهن وحبسهن.
قال الكاشفي : ازشمهاى بيكانكان نكاه داشته ودرخيمها بداشته.
وفيه إشارة إلى أنهن لا يظهرن لغير المحارم وإن لم تكن الجنة دار التكليف وذلك لأنهن من قبيل الأسرار وهي تصان عن الأغيار غيرة عليها يقال امرألآ قصيرة وقصورة أي مخدرة مستورة لا تخرج ومقصورات الطرف على أزواجهن لا يبغين بهم بدلاً والأخيام جمع خيمة وهي القبة المضروبة على الأعواد هكذا جمع خيام الدنيا وهي لا تشبه خيام الجنة إلا بالاسم فإنه قد قيل : إن الخيمة من خيامهن درة مجوفة عرضها ستون ميلاً في كل زاوية منها اهلون ما يرون إلا حين يطوف عليهم المؤمنون وقال ابن مسعود : لكل زوجة خيمة طولها ستون ميلاً.
وكفته اندمراد خانهاست يعني مستورات في الحجال.
وحجله خانه بود براى داماد وعروس.
قال في القاموس : الحجلة محركة كالقبة موضع يزين بالثياب والستور للعروس والجمع حجل وحجال قال البقلي رحمه الله وصف الله جواري جنانه التي خلقهن لخدمة أوليائه وألبسهن لباس نوره وأجلسهن على سرير أنسه في حجال قدسه وضرب عليهن خيام الدر والياقوت ينتظرن أزواجهن من العارفين والمؤمنين المتقين لا يصرفن أبصارهن في انتظارهن عن مسلك الأولياء من أزواجهن إلى غيره وفي الآية إشارة إلى أن الأسماء تنقسم بالقسمة الأولى قسمين بعضها كونية أي لها مظاهر في الكون وبعضها غير كونية أي ليس لها مظاهر في الكون بل هي من المستأثرات الغيبية كما جاء في دعاء النبي عليه السلام : اللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً أو استأثرت به في علم غيبك المكنون وقوله حور مقصورات يعني أن من خصائص هاتين الجنتين أن فيهما معاني وحقائق ما ظهرت مظاهرها في هذا العالم بل بعد في خيام الغيب المكنون في جنة السر
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢٨٨
﴿فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ وقد خلق من النعم ما هي مقصورة ومحبوسة لكم
٣١٣