جزء : ٩ رقم الصفحة : ٣١٦
﴿وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ أي يتمنون مشوياً أو مطبوخاً يتناولنها مشتهين لها لا مضطرين ولا كارهين وآن آن بود كه مؤمنان برخوان نشسته باشند مرغ بيايد ودريش ايشان برشاخ طوبى نشيند وآوازدهدكه من آثم كه هي شمه نيست دربهشت كه ازان نشيده ام وهي درختى نيست كه من از ميوه آن نخورده ام كوشت من خوشترين همه كوشتهاست س بهشتى كوشت ويرا آرزو كند مرغ ازان شاخ طوبى در كرددو برسرخوان افتدسه
٣٢٢
قسمت شوديكى خته ويكى قديدويكى بريان س بهشتى ندانكه خواهد بخورد ديكر باره بقدرت حق زنده شود وبررد.
وفي الأسئلة المقحمة إنما قال وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون فغاير بين اللفظين والجواب لأن الفواكه كما تكون للأكل تكون أيضاً للنظر والشم وأما لحم الطير فمختلف الشهوات في أكل بعض أجزائه دون البعض ولما لم يكن بعد الأكل والشرب أشهى من الجماع قال :﴿وَحُورٌ عِينٌ﴾ عطف على ولدان أو مبتدأ محذوف الخبر أي وفيها أولهم حور عين أي نساء وحور جمع حوراء وهي البيضاء أو الشديدة بياض العين والشديدة سوادها وعين جمع عيناء وهي الواسعة الحسنة العين وهن خلقن من تسبيح الملائكة كما في عين المعاني ﴿كَأَمْثَـالِ اللُّؤْلُواِ الْمَكْنُونِ﴾ صفة لحور أو حال أي الدر المخزون في الصدف لم تمسه الأيدي ولم تره الأعين أو المصون عما يضربه ويدنسه في الصفاء والنقاء ولما بالغ في وصف جزائهم بالحسن والصفاء دل على أن أعمالهم كانت كذلك لأن الجواء من جنس العمل فقال :﴿جَزَآءَا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ مفعول له أي يفعل بهم ذلك كله جزاء بأعمالهم الصالحة في الدنيا فما جزاء الإحسان إلا الإحسان فالمنازل منقسمة على قدر الأعمال وأما نفس دخول الجنة فيفضل الله ورحمته لا بعمل عامل فمن طمع في أن يدخل الجنة ويأكل من اللحم اللذيذ ويشرب من الشراب الهنيىء ويستمتع بالحور العين آثر وجه زواجها.
ـ ويروى ـ أن الحوراء إذا مشت سمع تقديس الجلاجل من ساقيها وتمجيد الأسورة من ساعديها وإن عقد الياقوت يضحك في نحرها وفي رجليها نعلان من ذهب شراكهما من لؤلؤ تصران أي تصوتان بالتسبيح على كل امرأة سبعون حلة ليست منها حلة على لون الأخرى وسبعون لوناً من الطيب ليس منها لون على لون الآخر لكل امرأة سبعون سريراً من ياقوت أحمر منسوجة بالدر على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من استبرق وفوق السبعين فراشاً سبعون أريكة لكل امرأة منهن سبعون وصيفة بيد كل وصيفة صحفتان من ذهب فيهما لون من طعام يجد لآخر لقمة منه لذة لا يجدها لأولها ويعطي زوجها مثل ذلك لعى سرير من ياقوت أحمر عليه سواران من ذهب موشح بياقوت أحمر وكان يحيى بن معاذ رحمه الله يقول : اخطب زوجة لا نسلبها منك المنايا وأعرس بها في دار لا يخربها دوران البلايا واسبك لها حجلة لا تحرقها نيران الرزايا.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٣١٦
ـ وروي ـ أنهن خلقن من الزعفران كما في كشف الأسرار ﴿لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا﴾ أي باطلاً قال في القاموس : اللغو واللغا السقط وما لا يعتد به من كلام وغيره وفي المفردات اللغو من الكلام ما لا يعتد به هو الذي يورد لا عن رؤية وفكر فيجري مجرى اللغا وهو صوت العصافير ونحوها من الطيور ﴿وَلا تَأْثِيمًا﴾ ولا نسبة إلى الإثم أي لا يقال لهم اثمتم أي لا لغو فيها ولا تأثيم ولا سماع والإثم اسم للأفعال المبطئة عن الثواب والجمع آثام ﴿إِلا قِيلا﴾ أي قولا ﴿سَلَـامًا سَلَـامًا﴾ بدل من قيلا والاستثناء منقطع أي لكنهم يسمعون فيها قولاً سلاماً سلاماً أو هو من باب لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى في أنه من التعليق بالمحال ومعنى سماعهم السلام إنهم يفشون السلام فيسلمون سلاماً بعد
٣٢٣
سلام أو لا يسمع كل من المسلم والمسلم عليه الإسلام الآخر بدأ أورداً وفي الآية إشارة إلى أن جنات السابقين المقربين صافية عن الكدورات المنغصة لساكنيها فارغة عن العاملات المعبسة لقاطنيها لا يقول أهلها إلا مع الحق ولا يسمعون إلا من الحق تجلي الحق لهم عن اسمه السلام المشتمل على السلامة من النقائص والآفات المتضمن للقربات والكرمات.
اعلم أن أعز السلام سلام الله على عباده كما قال سلام قولاً من رب رحيم ثم سلام الأرواح العالية كما حكى عن بعض الصالحين إنه قال : كان لي ابن استشهد فلم أره في المنام إلا ليلة توفي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو سابع الخلفاء ازثني عشر تراءى لي تلك الليلة فقلت : يا بني ألم تكن ميتاً؟ فقال : لا ولكني استشهدت وأنا حي عند الله أرزق فقلت له : ما جاء بك؟ فقال : نودي في أهل السماء ألا لا يبقى نبي ولا صديق ولا شهيد إلا ويحضر الصلة على عمر بن عبد العزيز فجئت لأشهد الصلاة ثم جئتكم لأسلم عليكم.