يعني اكر عاجز آييد س باشيد از اهل افق كه من ديدم آنجا مردم بسيار مختلط بودند.
كتاب روح البيان ج٩ متن
الهام رقم ٣٥ من صفحة ٣٢٧ حتى صفحة ٣٣٦
قال في القاموس : الله تعالى لهوش العدد الكثير والهوشة الاختلاط والهويشة الجماعة المختلطة والهواشات بالضم الجماعات من الناس والتهاوش في الحديث جمع تهواش مقصور من التهاويش تفعال من الهوش وتهوشوا اختلطوا كتهاوشوا وعليه اجتمعوا وهاوشهم وخالطهم.
ـ وروي ـ أنه قال صلى الله عليه وسلّم أني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة ثم تلاثلة من الأولين وثلة من الآخرين.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٣١٦
يقول الفقير الذي يتحصل من هذا أن الأبرار كثير من هذه الأمة في أوائلها وأواخرها وكذا من الأمم السابقة وأما السابقون فكثير من هذه الأمة في أوائلها دون أواخرها كما دلت عليه الآية المتقدمة وكذا قول الحسن البصري رحمه الله حيث قال : رأيت سبعين بدرياً كانوا فيما أحل الله لهم ازهد منكم فيما حرم الله عليكم وكانوا بالبلاء أشد منكم فرحاً بالرخاء لو رأيتموهم قلتم مجانين ولو رأوا أخياركم قالوا ما لهؤلاء من خلاق ولو رأوا أشراركم حكموا بأنهم لا يؤمنون بيوم الحساب إن عرض عليهم الحلال من المال تركوه خوفاً من فساد قلوبهم انتهى وأما السابقون من الأمم السالفة فإن انضم إليهم الأنبياء فهم أثر من سابقي هذه الأمة وإلا فلا كما حققناه سابقاٌ وذلك إن زهاد الأمم وإن كانوا أثر من زهاد هذه الأمة لكنهم لعدم استقرار أكثرهم على اليقين قلوا وأما هذه الأمة فمن قلتهم بالنسبة إليهم كثروا لثباتهم على اليقين والاعتقاد والاعتصام بالقرآن كما ورد في
٣٢٧
بعض الأخبار ﴿وَأَصْحَـابُ الشِّمَالِ﴾ شروع في تفصيل أحوالهم وهم الكفار لقوله تعالى : والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة عليهم نار مؤصدة ﴿مَآ أَصْحَـابُ الشِّمَالِ﴾ أي لا تدري مالهم من الشر وشدة الحال يوم القيامة ﴿فِى سَمُومٍ﴾ أي هم في حر نار تنفذ في المسام وهي ثقب البدن وتحرق الأجساد والأكباد قال في القاموس : السموم الريح الحارة تكون غالباً في النهار والحرور الريح الحارة بالليل وقد تكون بالنهار ﴿وَحَمِيمٍ﴾ وهو الماء المتناهى في الحرارة ﴿وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ﴾ من دخان أسود بهيم فإن اليحموم الدخان والأسود من كل شيء كما في القاموس يفعول من الحمة بالضم وهو الفحم تقول العرب أسود يحموم إذا كان شديد السود قال الضحاك : النار سوداء وأهلها سود وكل شيء فيها أسود ولذا لا يكون ف يالجنة الأسود إلا الخال وأشفار العين والحاجب.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٣١٦
يقول الفقير : فيه تحذير عن شرب الدخان الشائع في هذه اعصار فإنه يرتفع حين شربه ويكون كالظل فوق شاربه مع ما لشربه من الغوائل الكثيرة ليس هذا موضع ذكرها فنسأل الله العافية لمن ابتلى به إذ هو مما يستخبثه الطباع السليمة وهو حرام كما عرف في التفاسير ﴿لا بَارِدٍ﴾ كسائر الظلال ﴿وَلا كَرِيمٍ﴾ ولا نافع من أذى الحر لمن يأوى إليه نفى بذلك ما أوهم الظل من الاسترواح يعني أنه سماه ظلاً ثم نفى عنه وصيفة البرد والكرم الذي عبر به عن دفع أذى الحر لتحيق أنه ليس بظل والكرم صفة لكل ما يرضى ويجري في بابه والظل يقصد لفائدتين لبرودته ودفع أذى الحر وإن لم تحصل الاستراحة بالبرد لعدمه كمن في البيوت المسدودة الأطراف بحيث لا يتحرك فيها الهواء فإن من يأوى إليها يتخلص بها من أذى حر الشمس وإن لم يستروح ببردها وفيه تهكم بأصحاب المشأمة وأنهم لا يستأهلون للظل البارد والكريم الذي هو لأضدادهم في الجنة ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَالِكَ مُتْرَفِينَ﴾ تعليل لابتلائهم بما ذكر من العذاب يقال ترف كفرح تنعم وأترفته النعمة أطغته وأنعمته وفلان أصر على البغي والمترف كمكرم المتروك يصنع ما يشاء فلا يمنع كما في القاموس أي إنهم كانوا قبل ما ذكر من سوء العذاب في الدنيا منعمين بأنواع النعم من المآكل والمشارب والمساكن الطيبة والمقامات الكريمة منهمكين في الشهوات فلا جرم عذبوا بنقائضها ﴿وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ﴾ أي الذنب العظيم الذي هو الشرك ومنه قولهم : بلغ الغلام الحنث أي الحلم ووقت المؤاخذة بالذنب وحنث في يمينه خلاف بر فيها وقال بعضهم : الحنث هنا الكذب لأنهم كانوا يحلفون بالله مع شركهم لا يبعث الله من يموت.


الصفحة التالية
Icon