يترتب عليه غيره ويستعمل على أوجه أولها المتقدم بالزمان كقولك عبد الملك أولاً ثم منصور والثاني المتقدم بالرياسة في الشيء وكون غيره محتذياً به نحو الأمير أولاً ثم الوزير والثالث المتقدم بالوضع والنسبة كقولك للخارج من العراق القادسية أولاً ثم فيد وهي قرية في البادية على طريق الحاج وللخارج من مكة فيد أولاً ثم القادسية والرابع المتقدم بالنظام الصناعي نحو أن يقال الأساس أولاً ثم البناء وإذا قيل في صفة الله هو الأول فمعناه الذي لم يسبقه في الوجود شيء وإلى هذا يرجع قول من قال هو الذي لا يحتاج إلى غيره ومن قال هو المستغني بنفسه والظاهر والباطن في صفة الله لا يقال مزدوجين كالأول والآخر فالظاهر قيل إشارة إلى معرفتنا البديهية فإن الفطرة تفضي في كل ما نظر إليه الإنسان أنه تعالى موجود كما قال تعالى وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ولذلك قال بعض الحكماء مثل طالب معرفته مثل من طوف الآفاق في طلب ما هو معه والباطن إشارة إلى معرفته الحقيقية وهي التي أشار إليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه بقوله : يا من غاية معرفته القصور عن معرفته وقيل ظاهر بآياته باطن بذاته وقيل ظاهر بأنه محيط بالأشياء مدرك لها باطن في أن يحاط به كما قال لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وقد روي عن أمير المؤمنين ما دل على تفسير اللفظين حيث قال تجلى لعباده من غير أن رأوه وأراهم نفسه من غير أن تجلى لهم ومعرفة ذلك تحتاج إلى فهم ثاقب وعقل واقد كما في المفردات وأيضاً هو الأول في عين آخريته والآخر في عين أوليته والظاهر في عين باطنيته والباطن في عين ظاهريته من حيثية واحدة وباعتبار واحد في آن واحد لاقتضاء ذاته المطلقة عن هذه الاعتبارات المختلفة والحيثيات المتنافرة المتباينة لإحاطته بالكل واستغنائه عن الكل قيل للعارف الرباني أبي سعيد الخراز قدس سره : بم عرفت الله؟ قال : بجمعه بين الأضداد فتلا هو الأول والآخر والظاهر والباطن ولا يتصور الجمع بين الأضداد إلا من حيثية واحدة واعتبار واحد في آن واحد وهو بكل شيء من الأولية والآخرية والظاهرية والباطنية عليم إذ علمه عين ذاته وذاته حيط باوشياء كما قال والله بكل شيء محيط كما في التأويلات النجمية وقال الواسطي رحمه الله : لم يدع للخلق نفساف بعدما أخبر عن نفسه هو الأول والآخر والظاهر والباطن وقال أيضاً : من كان حظه من اسمه الأول كان شغله بما سبق ومن كان حظه من اسمه الآخر كان مربوطاً بما يستقبل ومن كان حظه من اسمه الظاهر لاحظ عجائب قدرته ومن كان حظه من اسمه الباطن لاحظ ما جرى في السر من أنواره وقال أيضاً : حظوظ الأنبياء عليهم السلام مع تباينها من أربعة أسماء وقيام كل فريق منهم باسم منها فمن جمعها كلها فهو أوسطه
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٣٤٤
م ومن فنى عنها بعد ملابستها فهو الكامل التام وهي قوله هو الأول الخ وقال أيضاً : من ألبسه الأولية فالتجلي له في الآخرية محال لأنه لا يتجلى إلا لمن فقده أو كان بعيداً عنه فقربه وقال الجنيد قدس سره : نفي القدم عن كل أول بأوليته ونفي البقاء عن كل آخر بآخريته واضطر الخلق إلى الإقرار بربوبيته بظاهريته وحجب الإفهام عن إدراك كنهه وكيفيته بباطنيته وقال السدي هو الأول ببره إذ عرفك بتوحيده والآخر بجوده إذ عرفك التوبة عن ما جنيت والظاهر
٣٤٨
بتوفيقه إذ وفقك للسجود له والباطن بستره إذا عصيته يستر عليك وقال ابن عمر رضي الله عنه : هو الأول بالخلق والآخر بالرزق والظاهر بالاحياء والباطن بالإماتة وأيضاً الأول بلا تأويل أحد والآخر بلا تأخير أحد والظاهر بلا إظهار أحد والباطن بلا إبطال أحد والأول القديم والآخر الرحيم والظاهر الحليم والباطن العليم والأول يكشف أحوال الدنيا حتى لا يرغبوا فيها والآخر يكشف أحوال العقبى حتى لا يشكوا فيها والظاهر على قلوب أوليائه حتى يعرفوه والباطن على قلوب أعدائه حتى ينكروه والأول بالأزلية والآخر بالأبدية والظاهر بالأحدية والباطن بالصمدية والأول بالهيبة والآخر بالرحمة والظاهر بالحجة والباطن بالنعمة واوول بالعطاء والآخر بالجزاء والظاهر بالثناء والباطن بالوفاء والأول بالهداية والآخرة بالكفاية والظاهر بالولاية والباطن بالرعاية.
صاحب كشف الأسرار فرموده كه زبان رحمت ازروى اشارت ميكويد اى فرزند آدم خلق درحق توهارك كروه اند اول كروهى كه در اول حال ترابكار آيند ون در ومادر دوم جمعى كه در آخر زندكانى دست كيرند ون اولاد وأحفاد سوم زمره كه آشكارا باتو باشند ون دوستان وياران.
هارم فرفه كه نهان باتو معاش كنند ون زنان وكنيزان.
رب العالمين ميفرمايد كه اعتماد برينها مكن وكار ساز خود ايشانرا منداركه اول منم كه ترا از عدم بوجود آردم آخر منم كه باز كشت توبمن خواهد بود ظاهر منم كه صورت توبخوبتر وجهي بيار استم باطن منم كه اسرار وحقايق درسينه تووديعت نهادم :
اول وآخر تويى كيست حدوث وقدم
ظاهر وباطن تويى يست وجود وعدم