﴿هُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَـاوَاتِ وَالارْضَ﴾ بقدرته الكاملة وحكمته البالغة ﴿فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ من أيام الآخرة أو من أيام الدنيا قال ابن عطية هو الأصوب أولها الأحد وآخرها الجمعة.
تاملائكه مشاهده كنند حدوث انهارا يزى س ازيزى وسنت تدريج وتأنى درهركار حاصل آيد.
وكذا وقع الاختلاف في الأربعين التي خمر الله فيها طينة آدم هل هي بأيام الدنيا أو بأيام الآخرة وفيه إشارة إلى مراتب الصفات الست وهي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر أي هو الذي تجلى للأشياء كلها بذاته الموصوفة بالصفات الست إذ تجلى الوجود لا يكون إلا مع لوازمه ولواحقه كما قال تعالى : وإن من شيء إلا يسبح بحمده والتسبيح يستلزم الحياة وما يترتب عليها من العلم بالتسبيح وبالمسبح ومن القدرة على التسبيح والإرادة بتخصيص المسبح ومن السمع إذ كل مسبح لا بد له من استماع تسبيحه ومن البصر إذ لا بد لكل مسبح أن يشاهد المسبح في بعض مراتب الشهود كما في التأويلات النجمية ﴿ثُمَّ اسْتَوَى﴾ أي استولى ﴿عَلَى الْعَرْشِ﴾ المحيط بجمبع الأجسام برحمانيته لأن استوى متى عدى بعلى اقتضى معنى الاستيلاء وإذا عدى بالي اقتضى معنى الانتهاء إليه إما بالذات أو بالتدبير قال بعض الكبار : هو محمول على التمثيل وقد سبق بيانه مراراً.
قال الكاشفي : س قصد كرد بتدبير عرش واجراء امور متعلقه بد وبر وفق ارادت.
وفي التأويلات النجمية يعني استتم وتمكن تجليه على عرش استعدادات المظاهر السماوية الروحانية والمظاهر الأرضية الجسمانية ما تجلى لعرش استعداد شيء إلا بحسب قابليته وقبوله لا زائد ولا ناقص كما قال العارف :
يكى مومى ازين كم نبايد همى
وكر بيش باشد نشايد همى
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٣٤٤
﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الأرْضِ﴾ كالكنوز والدفائن والموتى والبذور وكالغيث ينفد في موضع وينبع في الآخر ولولوج الدخول في مضيق وفي المناسبات الدخول في الساتر لجملة الداخل ﴿وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا﴾ كالجواهر من الذهب والفضة والنحاس وغيرها والزروع والحيوانات والماء وكالكنوز والموتى يوم القيامة.
وفي التأويلات النجمية يعني يعلم بعلمه المحيط ما يدخل في أرض البشرية من بذور النباتات النفسانية مثل مخالفات الشرع وموافقات الطبع وزروع الأحوال القلبية من مخالفات الطبع وموافقات الشرع والواردات القلبية والإلهامات الغيبية وزروع الأذواق والوجدانيات من التجليات الرحمانية التنزلات الربانية لترتب الأعمال على النيات كما قال عليه السلام : إنما الأَمال بالنيات وقال أيضاً لكل امرىء ما نوى إذ النية بمرتبة البذر والعمل بمرتبة الزرع والقلب والنفس والروح بمنزلة الأرض المستعدة لكل نوع من البذر وقال بعضهم : يعلم ما يلج في أرض قلب المؤمن من الإخلاص والتوحيد وفي أرض قلب الكافر من الشك والشرك وما يخرج منها بحسب حالهما ﴿وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ﴾ كالكتب والملائكة والأقضية والصواعق والأمطار والثلوج ﴿وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا﴾ كالملائكة الذين يكتبون الأعمال والدعوات والأعمال والأرواح السعيدة والأبخرة والأدخنة وقال بعضهم : وما ينزل من السماء على قلوب أوليائه من الألطاف والكشوف وفنون الأحوال العزيزة وما يعرج من أنفاس
٣٥١
الأولياء المشتاقين إذا تصاعدت حسراتهم وعلت زفراتهم ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ﴾ في الأرض وهو تمثيل لإحاطة علمه تعالى بهم وتصوير لعدم خروجهم عنه أينما داروا وفي الحديث أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان :
يار بانست هركجا هستى
جاى ديكر ه خواهى اي اوباش
باتودر زيرك كليم واوست
س بر واى حريف خود راباش
قال موسى عليه السلام : أين أجدك يا رب؟ قال : يا موسى إذا قصدت إلي فقد وصلت إلي في التأويلات النجمية وهو معكم لا بالمعية المفهومة للعوام والخواص أيضاً :
أين معيت مى نكنجد در بيان
نى زمان دارد خبر زونى مكان
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٣٤٤


الصفحة التالية
Icon