وقال الكلبي : نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق رضي الله عنه وفيها دلالة ظاهرة وحجة باهرة على تفضيل أبي بكر وتقديمه فإنه أول من أسلم وذلك فيما روى أن أبا أمامة قال لعمر بن عيينة : بأي شيء تدعى إنك ربع الإسلام قال : إني كنت أرى الناس على الضلالة ولا أرى للأوثان شيئاً ثم سمعت عن رجل يخبر عن أخبار مكة فركبت راحلتي حتى قدمت عليه فقلت : من أنت؟ قال : أنا نبي قلت : وما نبي؟ قال : رسول الله قلت : بأي شيء أرسلك؟ قال : أوحد الله لا أشرك به شيئاً وأكسر الأوثان وأصل الأرحام قلت : من معك على هذا؟ قال : حر وعبد وإذا معه أبو بكر وبلال فأسلمت عند ذلك فرأيتني ربع الإسلام يعني س دانستم خودرا ربع اسلام.
وإنه أي أبا بكر أول من أظهر الإسلام على ما روى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : كان أول من أظهر الإسلام رسول الله عليه السلام وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد وإنه أول من قاتل على الإسلام وخاصم الكفار حتى ضرب
٣٥٧
ضرباً أشرف به على الهلاك على ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه : أول من أظهر الإسلام بسيفه النبي عليه السلام وأبو بكر رضي الله عنه وأنه أول من أنفق على رسول الله وفي سبيل الله قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنت عند النبي عليه السلام وعنده أبو بكر وعليه عباءة فدكية قد خللها في صدره بخلال يعني بروى كليمى بودكه استوار كرده ويرا در سينه خود بخلال.
قال في القاموس : خل الكساء شده بخلال وذو الخلال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لأنه تصدق بجميع ماله وخل كساءه بخلال انتهى فنزل عليه جبريل عليه السلام فقال : مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها في صدره بخلال فقال : أنفق ماله علي قبل الفتح قال : فإٌّ الله تعالى يقول : اقرأ عليه السلام وقل له أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط فقال أبو بكر : أسخط على ربي إني عن ربي راض إني عن ربي راض ولهذا قدمه الصحابة رضي الله عنهم على أنفسهم واقروا له بالتقدم والسبق وذلك فيما روى عليه السلام بن سلمة عن علي رضي الله عنه قال : سبق رسول الله عليه السلام وثنى أبو بكر وثلث عمر يعني سابقست رسول الله ودر ى وى ابو بكر است وسوم عمر است.
فلا اؤتى برجل فضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته جلد المفتري واطرح شهادته يعني طرح شهادت وى كنم ودر صفت وى كقته اند :
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٣٤٤
صاحب قدم مقام تجريد
سر دفتر جمله اهل توحيد
در جمع مقربان سابق
حقا كه واو نبود صادق
وفي الآية إشارة إلى أن من تقدمت مجاهدته على مشاهدته وهو المريد المراد والسالك المجذوب والمحب المحبوب أعلى وأجل وأسبق درجة ومرتبة من درجات المشاهدة ومراتبها ممن تقدمت مشاهدته على مجاهدته وحين يقعد أرباب المشاهدة في مقعد صدق عند مليك مقتدر لمشاهدة وجهه ورؤية جماله في جنة وصاله يفوقه ويسبقه ويتقدمه وهو المراد المريد والمجذوب السالك والمحبوب المحب فإن المجاهدة قدمت على المشاهدة في قوله تعالى : والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فيصير سلوك الأول واقعاً على وفق العادة الإلهية والسنة الربانية وسلوك الثاني على خارقها والمعتبر في الترتيب الإلهي تقدماً وتأخراً باعتبار الأكمل إنما هو وفق العادة والسنة الإلهية وهما وإن كانا متحدين باعتبار أصل حسن المشاهدة لكنهما متفاوتان باعتبار قدرها ودرجتها فإنهم الصافون وما منا إلا له مقام معلوم كذا في كتال اللائحات البرقيات لحضرة شيخي وسندي روح الله روحه ﴿مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ من مبتدأ خبره ذا والذي صفة ذا أو بدله والاقراض حقيقة إعطاء العين على وجه يطلب بدله وقرضاً حسناً مفعول مطلق له بمعنى إقراضاً حسناً وهو الإخلاص في الإنفاق أي الإعطاءوتحرى أكرم المال وأفضل الجهات والمعنى من ذا الذي ينفق ماله في سبيل الله رجاء أن يعوضه فإنه كمن يقرضه وقال في كشف الأسرار : كل من قدم عملاً صالحاً يستحق به مثوبة فقد أقرض ومنه قولهم : الأيادي قروض وكذلك كل من قدم عملاً سيئاً يستوجب به عقوبة فقد أقرض فلذلك قال تعالى : قرضاً حسناً لأن المعصية قرض سيء قال أمية :
لا تخلطن خبيثات بطيبة
واخلع ثيابك منها وانج عريانا
٣٥٨
كل امرىء سوف يجزي قرضه حسنا
او سيئة ومدين مثل ما دانا