خيز يارا تاميخانه زمانى دم زنيم
آتش اندر ملكت آل بني آدم زنيم
هره اسبابست جمع آييم وبس جمع آوريم
س بحكم حال بيزارى همه برهم زنيم
﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ﴾ وهكره نكاه داشته شود ازبخل نفس أو يعني منع كند نفس را از حب مال وبغض انفاق والوقاية حفظ الشيء مما يؤذيه ويضره والشح بالضم والكسر بخل مع حرص فيكون جامعاً بين ذميمتين من صفات النفس وإضافته إلى النفس لأنه غريزة فيها مقتضية للحرص على المنع الذي هو البخل أي ومن يوق بتوفيق الله شحها حتى يخالفها فيما يغلب عليها من حب المال وبغض الإنفاق ﴿فأولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ الفائزون بكل مطلوب الناجون من كل مكروه والفلاح اسم لسعادة الدارين والجملة اعتراض وارد لمدح الأنصار والثناء عليهم فإن الفتوى هي الأوصاف المذكورة في حقهم فلهم جلائل الصفات ودقائق الأحوال ولذا قال عليه السلام : آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار وقال عليه السلام : اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار قال السهروردي في العوارف : السخاء صفة غريزية في مقابلة الشح والشح من لوازم صفة النفس حكم الله بالفلاح لمن يوقى الشح أي لمن أنفق وبذل والنبي عليه السلام نبه بقوله ثلاث مهلكات وثلاث منجيات فجعل إحدى المهلكات شحاً مطاعاً ولم يقل مجرد الشح يكون مهلكاً بل إنما يكون مهلكاً إذا كان مطاعاً فإما كونه موجوداً في النفس غير مطاع لا ينكر ذلك لأنه من لوازم النفس مستمد من أصل جبلتها الترابي وفي التراب قبض وإمساك وليس ذلك بالعجب من الآدمي وهو جبلي فيه وإنما العجب وجود الصخاء في الغريزة وهو في نفوس الصوفية الداعي لهم إلى البذل والإيثار والسخاء أتم وأكمل من الجود وفي مقابلة الجود البخل وفي مقابلة السخاء الشح والجود والبخل يتطرق إليهما الاكتساب بطريق العادة بخلاف الشح والسخاء إذ كانا من ضرورة الغريزة وكل سخي جواد وليس كل جواد سخياً والحق تعالى لا يوصف بالسخاء لأن السخاء من نتيجة الغرائز والله تعالى منزه عن الغريزة والجود يتطرق إليه الرياء ويأتي به الإنسان متطلعاً إلى عوض من الخلق والثواب من الله تعالى والسخاء لا يتطرق إليه الرياء لأنه ينبع من النفس الزكية المرتفعة عن الأعواض دنيا وآخرة لأن العوض مشعر بالبخل لكونه معلولاً بالعوض فما تمحض سخاء فالسخاء لأهل الصفاء والإيثار لأهل الأنوار وقال الحسن رحمه الله : الشح هو العمل بالمعاصي كأنه يشح بالطاعة فدخل فيه ما قيل الشح أن تطمح عين الرجل إلى ما ليس له وقال عليه السلام : من الشح نظرك إلى امرأة غيرك وذلك فإن الناظر يشح بالغض والعفة فلا يفلح.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٤١٥
ـ وروي ـ أن رجلاً قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إني أخاف أن
٤٣٥
أكون قد هلكت قال : وما ذاك؟ قال : اسمع الله يقول ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون وأنا رجل شحيح لا يكاد يخرج من يدي شيء فقال عبد الله : ليس المراد بالشح الذي ذكر الله في القرآن أن تأكل مال أخيك ظلماً ولكن ذاك البخل وبئس الشيء البخل وفسر الشح بغير ذلك وعن الحكيم الترمذي قدس سره : الشح أضر من الفقر لأن الفقير يتسع إذا وجد بخلاف الشحيح وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله عليه السلام يقول : لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبداً ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبداً وقال عليه السلام : من أدى الزكاة المفروضة وقرى الضيف وأعطى في التائبة فقد برىء من الشح والشح أقبح البخل وقال عليه السلام : اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإنه أهلك من كان قبلكم حملهم على أن يسفكوا دماءهم ويستحلوا محارمهم.
قال الحافظ :
أحوال كنج قارون كايام داد برباد
با غنه باز كويد تا زر نهان ندارد
وقال المولى الجامي في ذم الخسيس الشحيح :
هرند زندلاف كرم مرد درم دوست
دريوزه احسان زدرا ونتوان كرد
ديرين مثلى هست كه از فضله حيوان
نار نج توان ساخت ولى بونتوان كرد