والهداية إلى استعمالها وعبد المؤمن هو الذي آمنه الله من العقاب وآمنه الناس على ذواتهم وأموالهم وأعراضهم من المصطلحات فحظ العبد من هذا الوصف أن يأمن الخلق كلهم جانبه بل يرجو كل خائف الاعتضاد به في دفع الهلاك عن نفسه في دينه ودنياه كما قال عليه السلام : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليؤمن جاره بواثقه وفي ترجمة وصايا الفتوحات واكر خواهى كه از هيكس نترسى هي كس را مترسان تا ازهمه آمن باشى ون همه كس ازتو آمن باشند شيخ اكبر قدس سره الأطهر فرموده كه در عنفوان شباب كه هنوز بدين طريق رجوع نكرده بودم در صحبت والده وجمعى در سفر بودم ناكاه ديدم كله كور خردر مرعى ومن برصيد ايشان عظيم حريص بودم وكو دكان من اره دوربودند در نفس من اين فكر افتادكه ايشانرا نر نجانم ودل بران نهادم وخاطررا برترك تعرض وايذاى ايشان تسكين كردم وحصانى كه بروى سوار بودم بجانب ايشان ميل ميكرد سر او محكم كردم ونيزه بدست من بود ون بديشان رسيدم ودرميانه ايشان در آمدم وقت بودكه سنان نيزه ببعضى ميرسيد واودر را كردن خود بود والله هي يكى سر بر نداشت تامن از ميان ايشان كذشتم بعد ازان كود كان وغلامان رسيدند وآن جماعات حمر وحش از ايشان رميدند ومتفرق شدند ومن سبب آن نمى دانستم تا وقتى كه بطريق الله رجوع كردم ومرا در معامله نظر افتاد دانستم كه آن امان كه در نفس من بود در نفوس ايشان سرايت كرد واحق العباد باسم المومن من كان سبباً لأمن الخلق من عذاب الله بالهداية إلى طريق الله والإرشاد إلى سبيل النجاة وهذه حرفة الأنبياء والعلماء ولذلك قال عليه السلام : إنكم تتهافتون في النار تهافت الفراش وأنا آخذ بحجزكم لعلك تقول الخوف من الله على الحقيقة فلا مخوف إلا هو فهو الذي خوف عباده وهو الذي خلق أسباب الخوف فكيف ينسب إليه إلا من فجوا بك إن الخوف منه والأمن منه وهو خالق سبب الأمن والخوف جميعاً وكونه مخوفاً لا يمنع كونه مؤمناً كما أن كونه مذلاً لم يمنع كونه معزاً بل هو المعز والمذل وكونه خافضاً لم يمنع كونه رافعاً بل هو الرافع والخافض فكذلك هو المؤمن المخيف لكن المؤمن ورد التوقيف به خاصة دون المخوف وخاصية هذا الاسم وجود التأمين وحصول الصدق والتصديق وقوة الإيمان في العموم لذاكره ومن ذلك أن يذكره الخائف ستاً وثلاثين مرة فإنه يأمن على نفسه وماله ويزاد في ذلك بحسب القوة والضعف ﴿الْمُهَيْمِنُ﴾ قال بعض المشايخ هذا الاسم من أسمائه التي علت بعلو معناها عن مجاري الاشتقاق فلا يعلم تأويله إلا الله تعالى وقال بعضهم : هو المبالغ في الحفظ والصيانة عن المضار من قولهم هيمن الطائر إذا نشر جناحه على فرخه حماية له وفي الإرشاد الرقيب الحافظ لكل شيء وقال الزروقي هو لغة الشاهد ومنه قوله تعالى ومهيمناً عليه يعني شاهداً عالماً وقال بعضهم : مفيعل من الأمن ضد الخوف وأصله مؤأمن بهمزتين فقلبت الهمزة الثانية ياء لكراهة اجتماعهما فصار مؤيمن ثم صيرت الأولى هاء كما قالوا في أراق الماء هراقه فيكون في معنى المؤمن.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٤١٥
ـ حكي ـ أن ابن
٤٦١
قتيبة لما قال في المهيمن أنه مصغر من مؤمن والأصل مؤمن فأبدلت الهمزة هاء قيل له هذا يقرب من الكفر فليتق الله قائله وذلك لأن فيه ترك التعظيم وقال الإمام الغزالي رحمه الله معنى المهيمن في حق الله أنه القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم وإنما قيامه عليهم باطلاعه واستيلائه وحفظه وكل مشرف على كنه الأمر مستول عليه حافظ له فهو مهيمن عليه والإشراف يرجع إلى العلم والاستيلاء إلى كمال القدرة والحفظ إلى الفعل فالجامع بين هذه المعاني اسمه المهيمن ولن يجمع ذلك على الإطلاق والكمال إلا الله تعالى ولذلك قيل إنه من أسماء الله تعالى في الكتب القديمة وعبد المهيمن هو الذي شاهد كون الحق رقيباً شهيداً على كل شيء فهو يرقب نفسه وغيره بإيفاء حق كل ذي حق عليه لكونه مظهر الاسم المهيمن يعني حظ العارف منه أن يراقب قلبه ويحفظ قواه وجوارحه ويأخذ حذره من الشيطان ويقوم بمراقبة عباد الله وحفظهم فمن عرف أنه المهيمن خضع تحت جلاله وراقبه في كل أحواله واستحيى من اطلاعه عليه فقام بمقام المراقبة لديه.
ـ حكي ـ أن إبراهيم بن أدهم رحمه الله كان يصلي قاعداً فجلس ومد رجليه فهتف به هاتف هكذا تجالس الملوك وإن الحريري كان لا يمد رجليه في الخلوة فقيل له : ليس يراك أحد فقال : حفظ الأدب مع الله أحق.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٤١٥


الصفحة التالية
Icon