وفي التأويلات النجمية قوله سبحانه هو الله الذي لا إله إلا هو الملك الخ يشير إلى وحدانية ذاته وفردانية صفاته وتصرفه في الأشياء على مقتضى حكمته الإولية وإلى نزاهته عن النقائص الإمكانية ووصف الا من بين العدم المحض بسبب التحقق بالوجود المطلق وإلى حفظ الأشياء في عين شيئيته وإعزازه أولياءه وقهره وإذلاله أعداءه وإلى كمال كبريائه بظهوره في جميع المظاهر وإلى نزاهة ذاته عما يشركون معنى في ذاته وفي صفاته وفي عرائس البقلي سبحان الله عما يشركون إليه بالنواظر والخواطر انتهى ﴿هُوَ اللَّهُ الْخَـالِقُ﴾ أي المقدر للأشياء على مقتضى حكمته ووفق مشيئته فإن أصل معنى الخلق التقدير كما يقال خلق النعل إذا قدرها وسواها بمقياس وإن شاع في معنى الإيجاد على تقدير واستواء وسواء كان من مادة كخلق الإنسان من نطفة ونحوه أو من غير مادة كخلق السموات والأرض وعبد الخالق هو الذي يقدر الأشياء على وفق مراد الحق لتجليه له بوصف الخلق والتقدير فلا يقدر إلا بتقديره تعالى وخاصية هذا الاسم أن يذكر في جوف الليل ساعة فما فوقها فيتنور قلب ذاكره ووجهه وفي الأربعين الإدريسية خالق من في السموات ومن في الأرض وكل إليه معاده قال السهروردي يذكر لجمع الضائع والغائب البعيد الغيبة خمسة آلاف مرة الموجد للأشياء بريئة من التفاوت فإن البرء الإيجاد على وجه يكون الموجد بريئاً من التفاوت والنقصان عما يقتضيه التقدير على الحكمة البالغة والمصلحة الكاملة وعبد الباريء هو الذي يبرأ عمله من التفاوت والاختلاف فلا يفعل إلا ما يناسب حضرة الاسم البارىء متعادلاً متناسباً بريئاً من التفاوت كقوله تعالى ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت وخاصية هذا الاسم أن يذكره سبعة أيام متوالية كل يوم مائة مرة للسلامة من الآفات حتى من تعدى التراب عليه في القبر وفي الأربعين الإدريسية يا بارىء النفوس بلا مثال خلا من غيره قال السهروردي يفتح لذاكره أبواب الغنى والعز والسلامة من الآفات وإذا كتب في لوح من قير وعلق على المجنون نفعه وكذلك أصحاب الأمراض الصعبة ﴿الْمُصَوِّرُ﴾ الموجد لصور الأشياء وكيفياتها كما أراد يعني بحشنده صورت هر مخلوق.
كما يصور الأولاد في الأرحام بالشكل
٤٦٦
واللون المخصوص فإن معنى التصوير تخصيص الخلق بالصور المتميزة والأشكال المتعينة قال الراغب الصورة ما تتميز به الأعيان عن غيرها وهي محسوسة كصورة الإنسان ومعقولة كالعقل وغيره من المعاني وقوله عليه السلام : إن الله خلق آدم على صورته أراد بالصورة ما خص الإنسان به من الهيئة المدركة بالبصر وبالبصيرة وبها فضله على كثير من خلقه وإضافته إلى الله على سبيل الملك لا على سبيل البعضية والتشبيه بل على سبيل التشريف له كقوله بيت الله وناقة الله وروح الله.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٤١٥
يقول الفقير الضمير المجرور في صورته يرجع إلى الله لا إلى آدم والصورة الإلهية عبارة عن الصفات السبع المرتبة وهي الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام وآدم مظهر هذه الصفات بالفعل بخلاف سائر الموجودات وإطلاق الصورة على الله تعالى مجاز عند أهل الظاهر إذ لا تستعمل في الحقيقة إلا في المحدوسات وأما عند أهل الحقيقة فحقيقة لأن العالم الكبير بأسره صورة الحضرة الإلهية فرقاً وتفصيلاً وآدم صورته جمعا وإجمالاً :
أي زهمه صورت خوب توبه
صورك الله على صورته
روى تو آيينه حق بيني است
در نظر مردم خود بين منه
بلكه حق آيينه وتو صورتى
وهم توى رابميان ره مده
صورت از آيينه نباشد جدا
انت به متحد فانتبه
هركه سر رشته وحدت نيافت
يش وى اين نكته بود مشتبه
رشته يكى دان وكره صد هزار
كيست كزين نكته كشايد كره
هركه و جامى بكره بند شد
كر بسر رشته رود بازبه


الصفحة التالية
Icon