ـ روي ـ أن عثمان رضي الله عنه رجع بعد ثلاثة أيام فبايع هو أيضاً وكان محمد بن مسلمة على حرس رسول الله فبعث قريش أربعين رجلاً عليهم مكرز بن حفص ليطوفوا بعسكر رسول الله ليلاً رجاء أن يصيبوا منهم أحداً ويجدوا منهم غرة أي غفلة فأخذهم محمد بن مسلمة إلا مكرزاً فإنه أفلت وأتى بهم إلى رسول الله فحبسوا وبلغ قريشاً حبس أصحابهم فجاء جمع منهم حتى رموا المسلمين بالنبل والحجارة وقتل من المسلمين ابن رسم رمى بسهم فأسر المسلمون منهم اثني عشر رجلاً وعند ذلك بعثت قريش إلى رسول الله جمعاف فيهم سهيل بن عمرو فلما رآه عليه السلام قال لأصحابه : سهل أمركم وكان يحب الفأل بمثل هذا فقال سهيل : يا محمد إن ما كان من حبس أصحابك أي عثمان والعشرة وما كان من قتال من قاتلك لم يكن من رأى ذوي رأينا بل كنا كارهين له حين بلغنا ولم نعلم وكان من سفهائنا فابعث إلينا من أصحابنا الذين أسروا أولاً وثانياً فقال عليه السلام :"إني غير مرسلهم حتى ترسلوا أصحابي" فقالوا : نفعل فبعث سهيل ومن معه إلى قريش بذلك فبعثوا من كان عندهم وهو عثمان والعشرة فأرسل رسول الله أصحابهم ولما علمت قريش بهذه البيعة كبرت عليهم وخافوا أن يحاربوا وأشار أهل الرأي بالصلح على أن يرجع ويعود من قابل فيقيم ثلاثاً فبعثوا سهيل بن عمرو ثانياً ومعه مكرز بن حفص وحويط بن عبد العزي إلى رسول الله ليصالحه على أن يرجع من عامه هذا لئلا يتحدث العرب بأنه دخل عنوة ويعود من قابل فلما رآه عليه السلام مقبلاً قال : أراد القوم الصلح حيث بعثوا هذا الرجل أي ثانياً فالتأم الأمر بينهم على الصلح وإن كان بعض الأصحاب لم يرضوا به في أول الأمر حتى قالوا علام نعطي الدنية بفتح الدال وكسر النون وتشديد الياء النقيصة والخصلة المذمومة في ديننا وهم مشركون ونحن مسلمون فأشار عليه السلام بالرضى ومتابعة الرسول ثم دعا عليه السلام علياً فقال : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل : لا أعرف هذا أي الرحمن الرحيم ولكن اكتب باسمك اللهم فكتبها لأن قريشاً كانت تقولها ثم قال رسول الله :"اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن غمرو" فقال سهيل : لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولم أصدك عن البيت ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال عليه السلام لعلي رضي الله عنه :"امح رسول الله" فقال : والله ما أمحوك أبداً فقال :"أرنيه" فأراه إياه فمحاه رسول الله بيده الشريفة وقال :"اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو وقال أنا والله رسول الله وإن كذبتموني وأنا محمد بن عبد الله وكان الصلح على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيه الناس ويكف
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢


الصفحة التالية
Icon