ما في سموات المفهوم من مفهومات العامة ومفهومات الخاصة ومفهومات أخص الخاصة وما في أرض المعلوم من معلومات العامة ومعلومات الخاصة ومعلومات أخص الخاصة وإنما أضفنا السموات إلى المفهوم وأضفنا الأرض إلى المعلوم لفوقية رتبة الفهم على رتبة العلم وذلك قوله ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكماً وعلماء ويدل على ذلك إصابة سليمان حقيقة المسألة المخصوصة بحسب نور الفهم لا بحسب قوة العلم وهو العزير الذي يعزيز من يشاء بخلعة نور الفهم الحكيم الذي يشرف من يشاء بحكمته بلبسه ضياء العلم ﴿هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الامِّيِّـانَ﴾ جمع أمي منسوب إلى أمة العرب وهم قسمان فعرب الحجاز من عدنان وترجع إلى إسماعيل عليه السلام وعرب اليمن ترجع إلى قحطان وكل منهم قبائل كثيرة والمشهور عند أهل التفسير أن الأمي من لا يكتب ولا يقرأ من كتاب وعند أهل الفقه من لا يعلم شيئاً من القرآن كأنه بقي على ما تعلمه من أمه من الكلام الذي يتعلمه الإنسان بالضرورة عند المعاشرة والنبي الأمي منسوب إلى الأمة الذين لم يكتبوا لكونه على عادتهم كقولك عامي لكونه على عادة العامة وقيل سمي بذلك لأنه لم يكتب ولم يقرأ من كتاب وذلك فضيلة له لاستغنائه بحفظه واعتماده على ضمان الله له عنه بقوله سنقرئك فلا تنسى وقيل سمي بذلك لنسبته إلى أم القرى وفي كشف الأسرار سمي العرب أميين لأنهم كانوا على نعت أمهاتهم مذ كانت بلا خط ولا كتاب نسبوا إلى ما ولدوا عليه من أمهاتهم لأن الخط والقراءة والتعليم دون ما جبل الخلق عليه ومن يحسن الكتابة من العرب فإنه أيضاً أمي لأنه لم يكن لهم في الأصل خط ولا كتابة قيل بدئت الكتابة بالطائف تعلمها ثقيف وأهل الطائف من أِل الحيرة بكسر الحاء وسكون المثناة من تحت بلد قرب الكوفة وأهل الحيرة أخذوها من أهل الأنبار وهي مدينة قديمة على الفرات بينها وبين بغداد عشرة فراسح ولم يكن في أصحاب رسول الله عليه السلام كاتب إلا حنظلة الذي يقال له غسيل الملائكة ويسمى حنظلة الكاتب ثم ظهر الخط في الصحابة بعد في معاوية بن سفيان وزيد بن ثابت وكانا يكتبان لرسول الله عليه السلام وكان له كتاب أيضاً غيرهما واختلفوا في رسول الله عليه السلام أنه هل تعلم الكتاب بآخرة من عمره أولاً لعلمائنا فيه وجهان وليس فيه حديث صحيح ولما كان الخط صنعة ذهنية وقوة طبيعية صدرت بالآلة الجسمانية لم يحتج إليه من كان القلم الأعلى يخدمه واللوح المحفوظ مصحفه ومنظره وعدم كتابته مع علمه بها معجزة باهرة له عليه السلام إذ كان يعلم الكتاب علم الخط وأهل الحرف حرفتهم وكان أعلم بكل كمال أخروي أو دنيوي من أهله ومعنى الآية هو الذي بعث في الأميين أي في العرب لأن أكثرهم لا يكتبون ولا يقرأون من بين الأمم فغلب الأكثر وإنما قلنا أكثرهم لأنه كان فيهم من يكتب ويقرأ وإن كانوا على قلة
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٥١٢
﴿رَسُولا﴾ كائناً ﴿مِنْهُمْ﴾ أي من جملتهم ونسبهم عربياً أمياً مثلهم.
تارسالت اوازتهمت دور باشده فوجه الامتنان مشاكلة حاله لأحوالهم ونفي التعلم من الكتب فهم يعملمون نسبه وأحواله.
ودر كتاب شعيا عليه السلام مذكور است كه انى ابعث امياً في الأميين واختم به النبيين.
قال الكاشفي : ودر اميت
٥١٣
آن حضرت عليه السلام نكتهاست ايجا بسه بيت اختصار ميررد :
فيض ام الكتاب روردش
لقب امى ازان خدا كردش
لوح تعليم نا كرفته ببر
همه زاسرار لوح داده خبر
برخط اوست انس وجانراسر
كه نخواندست خط ازان ه خطر


الصفحة التالية
Icon