يقول الفقير : إنما أمر تعالى بالذكر الكثير لأن الإنسان هو العالم الأصغر المقابل للعالم الأكبر وكل ما في العالم الأكبر فإنه يذكر الله تعالى بذكر مخصوص له فوجب على أهل العالم الأصغر أن يذكروا الله تعالى بعدد أذكار أهل العالم الأكبر حتى تتقابل المرأتان وينطبق الإجمال والتفصيل فإن قلت فهل في وسع الإنسان أن يذكر الله تعالى بهذه المرتبة من الكثرة قلت : نعم إذا كان من مرتبة السر بالشهود التام والحضور الكامل كما قال أبو يزيد البسطامي قدس ره الذكر الكثير ليس بالعدد لكنه بالحضور انتهى وقد يقيم الله القليل مقام الكثير كما روي أن عثمان رضي الله عنه صعد المنبر فقال : الحمد فارتج عليه فقال : إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا يعدان لهذا المقام مقالاً وإنكم إلى أمام فعال أحوج منكم إلى إمام قوال وستأتيكم الخطب ثم نزل ومنه قال إمامنا الأعظم أبو حنيفة رحمه الله : إن اقتصر الخطيب على مقدار ما يسمى ذكر الله كقوله الحمد سبحان الله جاز وذلك لأن الله تعالى سمي الخطبة ذكراً له على أنا نقول قوله عثمان أن أبا بكر وعمر الخ كلام أن كلام في باب الخطبة لاشتماله على معنى جليل فهو يجامع قول صاحبيه والشافعي لا بد من كلام يسمى خطبة وهذا مما لا يتنبه له أحد والحمد على إلهامه وقال سعيد بن جبير رضي الله عنه الذكر ذاعة الله فمن أطاع الله فقد ذكر ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن كان كثير التسبيح والذكر بهذا المعنى يتحقق في جميع الأحوال قال تعالى : رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله والذكر الذي أمر بالسعي إليه أولا هو ذكر خاص لا يجامع التجارة أصلاً إذ المراد منه الخطبة والصلاة أمر به أولاً ثم قال : إذا فرغتم منه فلا تتركوا طاعته في جميع ما تأتونه وتذكرونه ﴿لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ كي تفوزوا بخير الدارين.
الحاصل ذكروي موجب جمعيت ظاهر وباطن وسبب نجات دنيا وآخرتست :
از ذكر خدا مباش يكدم غافل
كز ذكر بود خير دو عالم حاصل
ذكر است كه اهل شوق رادرهمه حال
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٥١٢
آسايش جان باشد وآرامش دل
٥٢٥