وفي التأويلات النجمية إذا حصلت لكم يا أهل كمال الإيمان لذوقي العياني صلاة الوصلة والجمعية والبقاء والفناء فسيروا في أرض البشرية بالاستمتاع بالشهوات المباحة والاسترواح بالروائح الفائحة والمراتعة في المراتع الأرضية وابتغوا من فضل الله من التجارات المعنوي الرابحة واذكروا نعم الله عليكم الظاهرة من الفناء من ناسوتيتكم الظلمانية والباطنة من البقاء بلاهوتيته النورانية لعلكم تفوزون بهذه النعم الظاهرة والباطنة بإرشاد الطالبين الصادقين المتوجهين إلى الله بالروح الصافي والقلب الوافي قال في الأشباه والنظائر اختص يوم الجمعة بأحكام لزوم صلاة الجمعة واشتراط الجامعة لها وكونها ثلاثة سوء الإمام والخطبة لها وكونها قبلها شرط وقراءة السورة المخصوصة لها وتحريم السفر قبلها بشرطه واستنان الغسل لها والطيب ولبس الأحسن وتقليم الأظفار وحلق الشعر ولكن بعدها أفضل والبخور في المسجد والتبكير لها والاشتغال بالعبادة إلى خروج الخطيب ولا يسن الابراد بها ويكره افراده بالصوم وافراد ليلته بالقيام وقراءة الكهف فيه ونفي كراهة النافلة وقت الاستواء على قول أبي يوسف المصحح المعتمد وهو خير أيام الأسبوع ويوم عيد وفيه ساعة إجابة وتجتمع فيه الأرواح وتزار فيه القبور ويأمن الميت فيه من عذاب القبر ومن مات فيه أو في ليلته أمن من فتنة القبر وعذابه ولا تسجر فيه جهنم وفيه خلق آدم وفيه أخرج من الجنة وفيه تقوم الساعة وفيه بزور أهل الجنة ربهم سبحانه وتعالى انتهى وإذا وقعت الوقعة بعرفة يوم الجمعة ضوعف الحج سبعين لأن حج الوداع كان كذلك ذكره في عقد الدرر واللآلي ﴿وَإِذَا رَأَوْا﴾ أي علموا ﴿تِجَـارَةً﴾ هي تجارة دحية بن خليفة الكلبي ﴿أَوْ﴾ سمعوا ﴿لَهْوًا﴾ هو ما يشغل الإنسان عما يعنيه ويهمه يقال ألهى عن كذا إذا أشغله عما هو أهم والمراد هنا صوت الطبل ويقال له اللهو الغليظ وكان دحية إذا قدم ضرب الطبل ليعلم به.
كما قال الكاشفي : وكاروان ون رسيدي طبل شادى زدندى.
كما كما يرمي أصحاب السفينة في زماننا البنادق وما يقال له بالتركي.
طو.
أو كانوا إذا أقبلت العير استقبلوها أي أهلها بالطبول والدفوف والتصفيق وهو المراد باللهو ﴿انفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ الفض كسر الشيء وتفريق بين بعضه وبعض كفض ختم الكتاب ومنه استعير انقض القوم أي تفرقوا وانتشروا كما في تاج المصادر والانفضاض شكسته شدن ورا كنده شدن.
وحد الضمير لأن العطف بأولا يثنى معه الضمير وكان المناسب إرجاعه إلى أحد الشيئين من غير تعيين إلى أن تخصيص التجارة برد الكناية إليها لأنها المقصودة أو للدلالة على أنالانفضاض إليها مع الحاجة إليها والانتفاع بها إذا كان مذموماً فما ظنك بالانفضاض إلى اللهو وهو مذموم في نفسه ويجوز أن يكون الترديد للدلالة على أن منهم من انفض لمجرد سماع الطبل ورؤيته فإذا كان الطبل من اللهو وإن كان غليظاً فما ظنك بالمزمار ونحوه وقد يقال الضمير للرؤية المدلول عليها بقوله رأوا وقرىء إليهما على أن أو للتقسيم.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٥١٢
ـ روي ـ إن دحية بن خليفة الكلبي قدم المدينة بتجارة من الشام وكان ذلك قبل إسلامه وكان بالمدينة مجاعة وغلاء سعر وكان معه جميع ما يحتاج إليه من بر ودقيق وزيت وغيرها والنبي
٥٢٦
عليه السلام يخطب يوم الجمعة فلما علم أهل المسجد ذلك قاموا إليه خشية أن يسبقوا إليه يعني تايشى كيرند از يكديكر بخريدن طعام.
فما بقي معه عليه السلام إلا ثمانية أو أحد عشر أو اثنا عشر أو أربعون فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد ابن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد وبلال وعبد الله بن مسعود وفي رواية عمار بن ياسر بدل عبد الله وذكر مسلم أن جابراً كان فيهم وكان منهم أيضاً امرأة فقال عليه السلام : والذي نفس محمد بيده لو خرجوا جميعاً لأضرم الله عليهم الوادي ناراً وفي عين المعاني لولا الباقون لنزلت عليهم الحجارة ﴿وَتَرَكُوكَ﴾ حال كونك ﴿قَآاـاِمًا﴾ أي على المنبر.