وهو الجنة ودرجاتها فلا حجة فيه للطاعنين في الأصحاب فإن كلهم مؤمنون ولما كانوا يبتغون من الله فضلاً ورضواناً وعدهم الله بالنجاة من المكروه والفو بالمحبوب وعن الحسن محمد رسول الله والذين معه أبو بكر الصديق رضي الله عنه لأنه كان معه في الغار ومن أنكر صحبته كفر أشداء على الكفار عمر بن الخطاب لأنه كان شديداً غليظاً على أهل مكة رحماء بينهم عثمان بن عفان رضي الله عنه لأنه كان رؤفاً رحيماً ذا حياء عظيم تراهم ركعاً سجداً علي بن أبي طالب رضي الله عنه تاحدى كه هرشب آوازهزار تكبير احرام ازخلوت وى باسماع خادمان عتبه عليه اش ميرسيد يبتغون فضلاً من الله ورضواناً بقية العشرة المبشرة بالجنة وفي الحديث يا علي أنت في الجنة وشيعتك في الجنة وسيجيء بعدي قوم يدعون ولايتك لهم لقب يقال له الرافضة فإذا أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون قال : يا رسول الله ما علامتهم قال : يا علي إنه ليست لهم جمعة ولا جماعة يسبون أبا بكر وعمر قال : مالك بن أنس رضي الله عنه : من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقد أصابته هذه الآية قال أبو العالية : العمل الصالح في هذه الآية حب الصحابة وفي الحديث : يا علي إن الله أمرني أن أتخذ أبا بكر والداً وعمر مشيراً وعثمان سنداً وأنت يا علي ظهراً فأنتم أربعة قد أخذ ميثاقكم في الكتاب لا يحبكم إلا مؤمن ولا يبغضكم إلا فاجر أنتم خلائف نبوتي وعقدة ذمتي لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تغامزوا كما في كشف الأسرار وفي الحديث : لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه المدربع الصاع والنصيف نصف الشيء والضمير في نصيفه راجع إلى أحدهم إلا إلى المد والمعنى أن أحدكم لا يدرك بإنفاق
٦٠
مثل أحد ذهباً من الفضيلة ما أدرك أحدهم بإنفاق مد من الطعام أو نصيف له وفي حديث آخر الله الله في أصحابي لا تتخدوهم غرضاً من بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذ أي يأخذه الله للتعذيب والعقاب وفي الصواعق لابن حجر وكان للنبي عليه السلام مائة ألف وأربعة عشر ألف صحابي عند موته انتهى وفي حديث الأخوة قال أصحابه : نحن إخوانك يا رسول الله قال : لا أنتم أصحابي وإخواني الذين يأتون بعدي آمنوا بي ولم يروني وقالللعامل منهم أجر خمسين منكم قالوا : بل منهم يا رسول الله قال : بل منكم رددوها ثلاثاً ثم قال : لأنكم تجدون على الخير أعواناً كما في تلقيح الأذهان.
يقول الفقير : يلزم من هذا الخبر أن يكون الاوان أفضل من الأصحاب وهو خلاف ما عليه الجمهور قلت : الذي في الخبر من زيادة الأجر للعامل من الاخوان عند فقدان الأعوان لا مطلقاً فلا يلزم من ذلك أن يكونوا أفضل من كل وجه في كل زمان قال في فتح الرحمن وقد اجتمع حروف المعجم التسعة والعشرون في هذه الآية وهي محمد رسول الله إلى آخر السورة أول حرف المعجم فيها ميم من محمد وآخرها صاد من الصالحات وتقدم نظير ذلك في سورة آل عمران في قوله ثم أنزل عليكم من بعد الغم امنة نعاساً الآية وليس في القرآن آيتان في كل آية حروف المعجم غيرهما من دعا الله بهما استجيب له وعن النبيّ صلى الله عليه وسلّم من قرأ سورة الفتح فكأنما كان ممن شهد مع محمد رسول الله فتح مكة وقال ابن مسعود رضي الله عنه : بلغني أنه من قرأ سورة الفتح في أول ليلة من رمضان في صلاة التطوع حفظه الله تعالى ذلك العام ومن الله العون.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٢
تفسير سورة الحجرات
ثماني عشرة آية مدنية بإجماع من أهل التأويل
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٦٠
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٦١
يا اأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا} تصدير الخطاب بالنداء لتنبيه المخاطبين على أن ما في حيزه أمر خطير يستدعي مزيد اعتنائهم بشأنه وفرط اهتمامهم بتلقيه ومراعاته ووصفهم بالإيمان لتنشيطهم والإيذان بأنه داع إلى المحافظة ورادع عن الإخلال به ﴿لا تُقَدِّمُوا﴾ أمراً من الأمور ﴿بَيْنَ يَدَىِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ ولا تقطعوه إلا بعد أن يحكما به ويأذنا فيه فتكونوا إما عاملين بالوحي المنزل وإما مقتدين بالنبي المرسل ولفظ اليدين بمعنى الجهتين الكائنتين في سمت يدي الإنسان وبين اليدين بمعنى بين الجهتين والجهة التي بينهما هي جهة الإمام والقدام فقولك جلست بين يديه بمعنى جلست أمامه وبمكان يحاذي يديه قريباً منه وإذا قيل بين يدي الله امتنع أن يراد الجهة والمكان فيكون استعارة تمثيلية شبه ما وقع من بعض الصحابة من القطع في أمر من الأمور الدينية قبل أن يحم به الله ورسوله بحال من يقتدم في المشي في الطريق مثلاً لوقاحته على من يجب أن يتأخر عنه ويقفو أثره تعظيماً له فعبر عن الحالة المشبهة بما يعبر به عن المشبه بها ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ في كل ما تأتون وما تذررن من الأقوال والأفعال ﴿إِنَّ اللَّهَ سَمِيعُ﴾


الصفحة التالية
Icon