قيمت عطار ومشك اندر جهان كاسد شود.
ون برافشاند صبا زلفين عنبر ساى تو يا اأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىِّ} شروع في النهي عن التجاوز في كيفية القول عند النبي عليه السلام بعد النهي عن التجاوز في نفس القول والفعل والصوت هو الهواء المنضغط عن قرع جسمين فإن الهواء الخارج من داخل الإنسان إن خرج بدفع الطبع يسمى نفساً بفتح الفاء وإن خرج بالإرادة وعرض له تموج بتصادم جسمين يسمى صوتاً والصوت الاختياري الذي يكون للإنسان ضربان ضرب باليد كصوت العود وما يجري مجراه وضرب بالفم فالذي بالفم ضربان نطق وغيره فغيره النطق كصوت الناي والنطق إما مفرد منا لكلام وإما مركب كأحد الأنواع من الكلام والمعنى لا تبلغوا بأصواتكم وراء حد يبلغه عليه السلام بصوته والباء للتعدية وقال في المفردات تخصيص الصوت بالنهي لكونه أعم من النطق والكلام ويجوز أنه خصه لأن المكروه رفع الصوت لا رفع الكلام وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه أن الأقرع بن حابس من بني تميم قدم على النبيّ عليه السلام فقال أبو بكر رضي الله عنه : استعمله على قومه أي بتقديمه عليهم بالرياسة فقال عمررضي الله عنه : لا تستعمله يارسول الله بل القعقاع بن معبد فتكلما عند النبي عليه السلام حتى ارتفعت أصواتهما فقال أبو بكر لعمر : ما أردت إلا خلافي فقال : ما أردت خلافك فنزلت هذه الآية فكان عمر بعد ذلك إذا تكلم عند النبي لم يسمع كلامه حتى يستفهمه وقال أبو بكر : آليت على نفسي أن لا أكلم النبي أبداً إلا كأخي السرار يعني سوكند ياد كردم كه بعد ازين هركز بارسول خدا سخن بلند نكويم مكر نانكه باهمرازي نهان سخن كويند ﴿وَلا تَجْهَرُوا لَه بِالْقَوْلِ﴾ إذا كلمتموه وتكلم هو أيضاً
٦٣
والجهر يقال لظهور الشيء بإفراد الحاسة البصر نحو رأيته جهاراً أو حاسة السمع نحو سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ﴿كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ﴾ أي جهراً كائناً كالجهر الجاري فيما بينكم بل اجعلوا صوتكم أخفض من صوته وتعهدوا في مخاطبته اللين القريب من الهمس كما هو الدأب عند مخاطبة المهيب المعظم وحافظوا على مراعاة جهالة النبو فنهوا عن جهر مخصوص مقيد وهوالجهر المماثل لجهر اعتادوه فيما بينهم لا عن الجهر مطلقاً حتى لا يسوغ لهم إلا أن يتكلموا بالهمس والمخافتة فالنهي الثاني أيضاً مقيد بما إذا نطق ونطقوا والفرق مدلول النهي الأول حرمة رفع الصوت فوق صوته عليه السلام ومدلول الثاني حرمة أن يكون كلامهم معه عليه السلام في صفة الجهر كالكلام الجاري بينهم ووجوب كون أصواتهم أخفض من صوته عليه السلام بعد كونه ليست بأرفع من صوته وهذا المعنى لا يستفاد من النهي الأول فلا تكرار والمفهوم من الكشاف في الفرق بينهما أن معنى النهي الأول أنه عليه السلام إذا نطق نطقتم فعليكم أن لا تبلغوا بأصواتكم فوق الحد الذي يبلغ إليه صوته عليه السلام وأن تغضوا من أصواتكم بحيث يكون صوته عالياً على أصواتكم ومعنى الثاني أنكم إذا كلمتموه وهو عليه السلام ساكت فلا تبلغوا بالجهر في القول الجهر الدائر بينكم بل لينوا لقول ليناً يقارب الهمس الذي يضاد الجهر
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٦١