وفي التأويلات النجمية : يشير إلى أن لكل سالك من السائرين إلى الله تعالى مقاماً في القرب إذا بلغ إلى مقامه المقدر له يشار إليه بقوله ق أي قف مكانك ولا تجاوز حدك والقسم قوله والقرآن المجيد أي قف فإن هذا مكانك والقرآن المجيد فلا تجاوز عنه وقال بعض الكبار ق إشارة إلى قول هو الله أحد أي إلى مرتبه الأحدية التي هي التعين الأول وص إشارة إلى الصمد أي إلى مرتبة الصمدية التي هي التعين الثاني والصافات إشارة إلى التعينات الباقية التابعة للتعين الثاني.
يقول الفقير أشار بقوله ق إلى قيامه عليه السلام بين يدي الله تعالى في الصف الأول قبل كل شيء مفارقاً لكل تركيب منفرداً عن كل كون منقطعاً عن كل وصف ثم إلى قدومه من ذلك العالم الغيبي الروحاني إلى هذا المقام الشهادي الجسماني كما أشار إليه المجيء الآتي وقد جاء في حديث جابر رضي الله عنه حين خلقه : أي نور نبيك يا جابر أقامه قدامه في مقام القرب اثني عشر ألف سنة وهو تفصيل عدد حروف لا إله إلا الله وحروف محمد رسول الله فإن عدد حروف كل منهما اثنا عشر وكذا أفاد أنه أقامه في مقام الحب اثني عشر ألف سنة وفي مقام الخوف والرجاء والحياء كذلك ثم خلق الله اثني عشر ألف حجاب فأقام نوره في كل حجاب ألف سنة وهي مقامات العبودية وهي حجاب الكرامة والسعادة والهيبة والرحمة والرأفة والعلم والحلم والوقار والسكينة والصبر والصدق واليقين فعبد ذلك النور في كل حجاب ألف سنة فكل هذا العدد من طريق الإجمال اثنان وسبعون وإذا انضم إليه المنازل الثماني والعشرون على ما أشير إليه في الجلد الأول يصير المجموع مائة وإليه الإشارة بالقاف فهو مائة رحمة ومائة درجة في الجنة اختص بها الحبيب عليه السلام في الحقيقة إذ كل من عداه فهو تبع له فكما أنهم تابعون له عليه السلام في مقاماته الصورية الدورية المائة لأنه أول من خلقه الله ثم خلق المؤمنين من فيض نوره فكذلك هم تابعون له في الدرجات العلوية المبنية على المراتب السلوكية السيرية وفي كل هذه المنازل دار بالقرآن لأن الكلام النفسي تنزل إليه مرتبة بعد مرتبة إلى أن أنزله روح القدس على قلبه في هذا العالم الشهادي تشريفاً له من الوجه العام والخاص وإلى كل هذا المقامات رقي بالقرآن كما يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا وإن منزلك
١٠٠
عند آخر آية تقرأها ولا شك أنه كان خلقه القرآن فلذا مجد وشرف بمجد القرآن وشرفه فاعرف هذا فإنه من مواهب الله تعالى ويجوز أن يكون معنى ق من طريق الإشارة احذروا قاف العقل والزموا شين العشق كما قال بعضهم :
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٩٩
قفل در نشاط وسرورست قاف عقل
دندانه كليد بهشت است شين عشق
وقال جماعة من العلماء قاف جبل محيط بالأرض كأحاطة العين بسوادها وهو أعظم جبال الدنيا خلقه الله من زمرد أخضر أو زبر جد أخضر منه خضرة السماء والسماء ملتزقة به فليست مدينة من المدائن وقرية من القرى إلا وفيها عرق من عروقه وملك موكل به واضع يديه على تلك العروق فإذا أراد الله بقوم هلاكاً أوحى إلى ذلك الملك فحرك عرقاً فخسف بأهلها والشياطين ينطلقون ءلى ذلك الزبرجد فيأخذون منه فيبثونه في الناس فمن ثم هو قليل.
وفي المثنوي :
رفت ذو القرنين سوى كوه قاف
ديداورا كز زمرد بود صاف
كرد عالم خلقه كشته او محيط
ماند حيران اندران خلق بسيط
كفت توكوهى دكرها يستند
كه به يش عظم توبازيستند
كفت ركهاى من اندان كوهها
مثل من نبوند در حسن وبها
من بهر شهرى ركى درام نهان
بر عروقم بسته اطراف جهان
حق و خواهد زلزل شهر مرا
كويد أو من برجهانم عرق را
س بجنبانم من آن رك را بقهر
كه بدان رك متصل كشتست شهر
ون بكويد بس شود ساكن ركم
ساكنم وزروى قفل اندرتكم
همو مرهم ساكن بس كاركن
ون خردساكن وزوجنبان سخن
نزد آنكس كه نداند عقاش اين
زلزله هست از بخارات زمين
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٩٩


الصفحة التالية
Icon