ـ وروي ـ في الخبر في قوله ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد قال عندنا بيه كما في تفسير القرطبي في سورة البقرة وفي الحديث نقوا براجمكم وهي مفاصل الأصابع والعقد التي على ظهرها يجتمع فيها من الوسخ واحدها برجمة بضمتي الباء والجيم وسكون الراء بينهما وهو ظهر عقدة كل مفصل فظهر العقدة يسمي برجمة وما بين العقدتين يسمى راجبة وجمعها رواجب وذلك مما يلي ظهرها وهو قصبة الأصابع فلكل أصبع برجمتان وثلاث راجب إلا الإبهام فإن له برجمة وراجبتين فأمر بتنقيته لئلا يدرن فيبقى فيه الجنابة ويحول الدرن بين الماء والبشرة والجنب لا تقر به ملائكة الرحمن إلى أن يتطهر وعن مجاهد قال : أبطأ جبريل عليه السلام على النبي عليه السلام ثم أتاه فقال له عليه السلام : ما حبسك يا جبريل قال : وكيف آتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم ولا تأخذون من شواربكم ولا تنقون براجمكم ولا تستاكون ثم قرأ وما نتنزل إلا بأمر ربك كما في سفينة الأبرار وفي الخبر النبوي قال عليه السلام : نقوا أفواهكم بالخلال فإنها مجلس الملكين الكريمين الحافظين وإن مدادهما الريق وقلمهما اللسان وليس عليهما شيء أمر من بقايا الطعام بين الأسنان كما في أسئلة الحكم قال الإمام حجة الإسلام : أليس الله منع الجنب والمحدث عن الدخول إلى بيته ومس كتابه فقال عز من قائل : ولا جنبا إلا عابري سبيل وقال تعالى : لا يمسه إلا المطهرون مع أنهما أثر مباح فكيف بمن هو منغمس في قذر الحرام ونجاسة السحت والشبهة مع من يدعى إلى خدمة الله العزيز وذكره الشريف وصحبته الطاهرة سبحانه كلا لا يكون ذلك أبداً كما في الأسرار المحمدية إخواني فكر القلب في المباحات يحدث له ظلمة فكيف تدابير الحرام إذا غير المسك الماء منع الوضوء به فكيف ولوغ الكلب كما في درياق الذنوب لأبي الفرج ابن الجوزي وفي الحديث أن الله ملكاً على بيت المقدس ينادي كل ليلة ألا كل من أكل حراماً لم يقبل منه صرف ولا عدل فالصرف النافلة والعدل
١١٦
الفريضة كما في الأحياء وإطلاق الآية يدل على أن للكفار كتاباً وحفظة فإن قيل فالذي يكتب عن يمينه إذا أي شيء يكتب ولم يكن لهم حسنات يقال له الذي عن شماله يكتب بإذن صاحبه ويكون شاهداً على ذلك وإن لم يكتب كما في بستان العارفين وفائدة حضور صاحب اليمين احتمال الإيمان وهو اللائح بالبال وفي الحديث أن الله تبارك وتعالى وكل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله فإذا مات قال الملكان اللذان وكلا به يكتبان عمله قد مات فلان فتأذن لنا فنصعد إلى السماء فيقول الله تعالى يمائي مملوءة من ملائكتي يسبحون فيقولان فأين فيقول قوماً على قبر عبدي فكبراني وهللاني واكتبا ذلك لعبدي إلى يوم القيامة قال بعض الكبار من أهل البرزخ : من يخلق الله تعالى من همتهم من يعمل في قبورهم بغالب أعمالهم في الدنيا ويكتب الله تعالى لعبده ثواب ذلك العمل إلى آخر البرزخ كما وقع لثبات المنائي قدس سره فإنهم وجدوا في قبره شخصاً في صورته يصلي فظنوا أنه هو وإنما هو مخلوق من همته وكذلك المثالات المتخلية في صور أهل البرازخ لأهل الدنيا في النوم واليقظة فإذا رؤي مثال أجدهم فهو إما ملك خلقه الله تعالى من همة ذلك الولي وإما مثال أقامه الله تعالى على صورته لتنفيذ ما شاء الله من حوائج الناس وغيرها فأرواح الأولياء في البرزخ مالها خروج منه أبداً وأما أرواح الأنبياء عليهم السلام فإنها مشرفة على وجود الدنيا والآخرة كما في كتاب الجواهر للشعراني ومن ذلك ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه ضرب بعض الصحابة خبائه على قبر وهو لا يشعر أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ سورة الملك فأتى النبي عليه السلام فأخبره فقال عليه السلام : هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر كما في حل الرموز.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٩٩
يقول الفقير بعض الآثار يدل على أن بعضا لأرواح يطوف في الأرض كالصديق والفاروق رضي الله عنهما كل إشارة إليه قوله عليه السلام :"إن لي وزيرين في الأرض : أبا بكر وعمر وأيضاً إن المهدي رضي الله عنه إذا خرج يستصحب أصحاب الكهف وروحانية شخصين من كمل هذه الأمة وأيضاً قد اشتهر في الروايات خروج بعض الأرواح من القبور في بعض الأيام والليالي والشهور بإذن الملك الغفور إلا أن يأول كل ذلك والعلم عند الله تعالى".


الصفحة التالية
Icon