في الفجار قاله سعدي المفتي وفي الحديث القدسي :"وما رددت في شيء أنا فاعله" بتشديد الدال يعني ما رددت ملائكتي الذين يقبضون الأرواح "ما رددت في قبض نفس عبدي المؤمن" أي مثل ترديدي إياهم في قبض أرواح المؤمنين بأن أقول اقبضوا روح فلان ثم أقول لهم أخروه وفي بعض النسخ ما ترددت ولما كان التردد وهو التحير بين الشيئين لعدم العلم بأن الأصلح أيهما محالاً في حق الله تعالى حمل على منتهاه وهوالتوقف يعني ما توقفت فيما أفعله مثل توقفي في قبض نفس المؤمن فإني أتوقف فيه وأريه ما أعددت له من النعم والكرامات حتى يميل قلبه إلى الموت شوقاً إلى لقائي ﴿سَكْرَةُ الْمَوْتِ﴾ استئناف عمن قال ما سبب ترددك أراد به شدة الموت لأن الموت نفسه يوصل المؤمن إلى لقاء الله فكيف يكرهه المؤمن "وأنا أكره مساءته" إذا أذاه بما يلحقه من صعوبة الموت وكربه "ولا بد منه" أي للعبد من الموت لا أنه مقدر لكل نفس كذا في شرح المشارق لابن الملك قال في كشف الأسرار جندكه حالت مرك بظاهر صعب مي نمايد لكن دوستانرا اندران حال درباطن همه عزوناز باشد وازدوست هر لمحه راحتى ودر هر ساعتى خلعتى آيد مصطفى عليه السلام زينجا كفته "تحفة المؤمن الموت" هي صاحب صدق از مرك نترسد حسين بن علي رضي الله عنهما بدررا ديدكه يراهن حرب ميكرد كفت ليس هذا زي المحاربين على كفت ما يبالى ابوك أسقط على الموت أم سقط الموت عليه صدق زاد سفر مرك است ومرك راه بقاست وبقا سبب لقاست من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه عمار بن ياسر رضي الله عنه عمروى به نودسال رسيدنيزه دردست كرفتى ودستش مى لرزيدى مصطفة عليه السلام اورا كفته بود آخر قوت تواز طعام دنيا شربتى شير باشددر حرب صفين عمار حاضر بوزنيزه دردست كرفته وتشنكى بروى افتاده شربتى آب خواست قدحى شيربوى دادنديادش آمد حديث مصطفى كه امروز روز دولت عمارست آن شربت بكشيد ويش رفت وميكفت اليوم نلقي الأحبة محمداً وحزبه.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٩٩
وفي المثنوي :
همنين باد اجل باعارفان
نرم وخوش همون نسيم يوسفان
آتش ابراهيم را دندان نزد
ون كزيده حق بود ونش كزد
س رجال ازنقل عالم شادمان
وزبقايش شادمان ابن كود كان
ونكه آب خوش نديدآن مرغ كور
يش اوكوثر نمايد آب شور
وعن صاحب المثنوي أنه لما حضره الموت ورأى ملك الموت عند الباب قال :
يش ترايش ترجان من
يك در حضرت سلطان من
قالوا ينزل عند الموت أربعة من الملائكة : ملك يجذب النفس من قدمه اليمنى، وملك يجذبها من قدمه اليسرى، وملك يجذبها من يده اليمنى، وملك يجذبها من يده اليسرى فيجذبونها من أطراف البنان ورؤوس الأصابع، ونفس المؤمن المطيع تنسل انسلال القطرة من السقاء وأما الفاجر فينسل روحه كالسفود من الصوف المبلول وهو يظن أن بطنه قد ملئت شوكاً وكأن نفسه تخرج من ثقب ابرة وكأن السماء انطبقت على الأرض وهو بينهما فإن قلت مع وجود هذه السكرات لم لا يصيح المحتضر كما يصيح من به ألم من الضرب وغيره قلت إنما يستغيث المضروب ويصيح
١١٩
لبقاء قوته في قلبه وفي لسانه وإنما ينقطع صوت الميت وصياحه مع شدته لأن الكرب قد بولغ فيه وتصاعد على قلبه وغلب على كل موضع منه أَني البدن فهد كل قوة وأضعف كل جارحة فلم يترك له قوة الاستغاثة قال وهب بن منبه : بلغنا أنه ما من ميت يموت حتى يرى الملكين اللذين كانا يحفظان عمله في الدنيا فإن صحبهما بخير قالا : جزاك الله خيراً فرب مجلس خير قد أجلستنا وعمل صالح قد أحرضتنا وإن كان رجل سوء قالا جزاك الله شراً فرب مجلس قد أجلستنا ورب كلام سوء قد أسمعتنا قال فذلك الذي يشخص بصر الميت ثم لا يرجع إلى الدنيا أبداً.
قال الشيخ سعدي :
دريغست فرموده ديوزشت
كه دست ملك برتو خواهد نوشت
روا دارى از جهل ونا كيت
كه ا كان نويسند نا كيت
وربما كشف للميت عن الأمر الملكوتي قبل أن يغر غرفاين الملائكة على حقيقة عمله أي على صور هي حقائق أعماله فإن كانت أعماله حسنة يراهم على صورة حسنة وإن كانت سيئة فعلى صور قبيحة ثم مراتب الحسن والقبح متفاوتة بحسب حسن الأعمال وقبحها وبحسب أنواعها فالملائكة لا يراهم البشر على ما يتحيزون إليه من عالمهم إلا ما كان من النبي عليه السلام من رؤية جبريل مرتين على صورته الأصلية.
وفي التأويلات النجمية إذا أشرف الناس على الخروج من الدنيا فأحوالهم تختلف فمنهم من يزداد في ذلك الوقت خوفه ولا يتبين حاله إلا عند ذهاب الروح ومنهم من يكاشف قبل خروجه فيسكن روعه ويحفظ عليه قلبه ويتم له حضوره تمييزه فيسلم الروح على مهل من غير استكراه وعبوس ومنهم ومنهم وفي معناه يقول بعضهم :
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٩٩
أنا إن مت فالهوى حشو قلبي
وابتداء الهوى بموت الكرام


الصفحة التالية
Icon