من لباس ونحوه كما أن الغشاء كذلك وقد استعير للجهالة قال تعالى : فكشفنا الآية.
يعني برداشتيم ازديده تووشش جهل وغفلت تراتا هره شنوده بودى معاينه بيني وحقيقتش ادراك ميكنى.
وفي الكواشي أو الغطاء القبر أي آخرجناك منه ﴿فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ أي نافذ وبالفارسية تيزست.
تبصر ما كنت تنكره وتستبعده ف يالدنيا لزوال المانع للابصار ولكن لا ينفعك وهذا كقوله أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا يقال : حددت السكين رققت حدها ثم يقال لكل حاذق في نفسه من حيث الخلقة أو من حيث المعنى كالبصر والبصيرة حديد فيقال هو حديد النظر وحديد الفهم ويقال لسان حديد نحو لسان صارم وماض وذلك إذا كان يؤثر تأثير الحديد وفي الآية إشارة إلى أن الإنسان وإن خلف من عالمي الغيب والشهادة فالغالب عليه في البداية الشهادة وهي العالم الحسي فيرى بالحواس الظاهرة العالم المحسوس مع اختلاف أجناسه وهو بمعزل عن إدراك عالم الغيب فمن الناس من يكشف الله غطائه عن بصر بصيرته فيجعل بصره حديداً يبصر رشده ويخذر شره وهم المؤمنون من أهل السعادة ومنهم من يكشف الله عن بصر بصيرته يوم القيامة يوم لا ينفع نفساً إيمانها وهم الكفار من أهل الشقاوة :
كرت رفت ازاندازه بيرون بدى
و كفتى كه بدرفت نيك آمدى
فراشوا و بينى در صلح باز
كه ناكه درتوبه كردد فراز
كنون باخردبايد انباز كشت
كه فردا نماند ره باز كشت
ومن كلمات امير المؤمنين علي رضي الله عنه لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً :
حال خلد وجحيم دانستم
بيقين آننانكه مى بايد
كر حجاب ازميانه بركيرند
آن يقين ذره نيفزايد
يعني أن عين اليقين الحاصل لأهل الحجاب في الآخرة حاصل لأهل الكشف في الدنيا فإنهم ترقوا من علم اليقين إلى عين اليقين في هذه الدار فطابوا وقتاً فكأنهم في الجنان في الحال وكل يوم لهم يوم المزيد وفيه إشارة إلى سر عظيم وهو أن أهل النار يزول عن أبصارهم الحجب المانعة عن اليقين والعيان وذلك بعد احتراق ظواهرهم وبواطنهم أحقاباً كثيرة فيرون إذ ذاك من أثر الجمال ما رآه العارفون في هذه الدار فحينئذ لا يبقى للعذاب خطر إذ الاحتراق على الشهود ألا ترى إلى النسوة اللاتي قطعن أيديهن كيف لم يكن لهن حس بالقطع على شهود يوسف ولكن ليس لأهل النار نعيم كأكل وشرب ونكاح فاعرف ﴿وَقَالَ قَرِينُهُ﴾ وكويد همشين او.
يعني الشيطان المقيض له مشيراً له ﴿هَـاذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ﴾ أي هذا ما عندي وفي ملكتي ومقدوري عتيد لجهنم قد هيأنه لها باغوائي وإضلالي وقيل : قال الملك الموكل به يعني الرقيب الذي سبق ذكره مشيراً إلى ما هو من كتاب عمله هذا مكتوب عندي عتيد مهيأ للعرض فإن كان العبد من أهل الإيمان والجنة أحضر كتاب حسناته لأن سيئاته قد كفرت وإن كان من أهل الكفر والنار أحضر كتاب سيئاته لأن حسناته حبطت بكفره وما أن جعلت موصوفة فعتيد صفتها وإن جعلت موصولة فهي بدل منها أو خبر بعد خبر أو خبر لمبتدأ محذوف فعلى العاقل أن لا يطع الشيطان ولا يلتفت إلى إغوائه في كل زمان ومكان فإنه يدعو إلى النار
١٢٢
وقهر الجبار.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٩٩